قالت صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية واسعة الانتشار فى تقرير لها صدر أمس الأحد، إن ليبيا تواجه أسوأ أزمة منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في أكتوبر عام 2011 بسبب تنامي الاضطرابات في صناعة النفط التي تحرم الدولة من عائدات التصدير الأساسية. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الحكومة الليبية قولها إن إنتاج النفط انخفض من 1.4 مليون برميل يوميا في بداية السنة إلى حوالي 250 ألف برميل حاليا، ووفقا لخبراء استشاريين مستقلين، كما تم إغلاق مرافق بنية تحتية أساسية في صناعة النفط الليبية. وشكلت إيرادات الصادرات النفطية في ليبيا ثلاثة أرباع الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي، وبالتالي فإن توقفها يؤدي إلى حدوث تداعيات هائلة للاقتصاد الليبي. ونقلت "الفاينانشال تايمز" عن جيف بورتر من شركة "إفريقيا ريسك كونسلتنج" الذي عاد من ليبيا مؤخرًا قوله: "هناك شعور حقيقي بالفوضى، والدولة ليس لديها الموارد أو السلطة لفعل أي شيء حيال ذلك". وبدأت مشاكل صناعة النفط على خلفية الاضرابات العمالية بسبب الأجور وظروف العمل في الحقول الفردية منذ عدة أشهر، ففي نهاية يوليو، أغلقت الميليشيات، التي استمالتها الحكومة لحماية المنشآت النفطية، محطات التصدير الرئيسية في شرق البلاد. وانتشرت الاضطرابات السياسية إلى غرب البلاد عندما عطلت مجموعة ميليشيا خط أنابيب يربط حقلين كبيرين لإنتاج النفط بمحطات تصدير وفقا لعمر شكماك نائب وزير النفط الليبي. وقال تقرير الصحيفة البريطانية أن الاضطرابات السياسية تبرز مطالب الفيدرالية من جانب بعض مناطق البلاد، ففي وثيقة أرسلت إلى أحد البيوت الكبيرة للتداول في السلع، أدعت جماعة تطلق على نفسها اسم "المجلس الانتقالي الإقليمي في برقة"، أنها استولت على المؤسسة الوطنية للنفط في شرق البلاد.