الحمد لله رب العالمين ... الحمد لله مالك الملك مجرى القلم مسخر الرياح فالق الاصباح ديان الدين رب العالمين.... و اللهم صل وسلم و بارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة تليق بكمالك وجلالك. يقول الله تبارك وتعالى فى مُحكم آيات القرآن المبين ... بسم الله الرحمن الرحيم (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (سورة الحجرات: 9). لقد تذكرت الشيخ القرضاوى وهو ينصح اهل مصر بالسلام فى خطابه الذى وجهه للمصريين قبل الاطاحة بالرئيس السابق و كان يقول " يجب ان يجلس بعضنا الى بعض كل الخصوم يمكن ان يصطلحوا. عجبت لذلك الرجل الذى يدعوا الى التصالح على شاشة التليفزيون و يؤيد قتال دولة مسلمة من اعلى منابر المساجد و هذا ما فعله بالامس حين وصف القوات المعادية التى تريد توجيه ضربة عسكرية لأرض المنارة البيضاء سوريا المسلمة واصفا اياها بأدوات سخرها الله للانتقام وهذا على النقيض تماما مما قاله الله عن نفسه وهو اصدق القائلين (بسم الله الرحمن الرحيم وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا). ويقول ايضاً ... (لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ). اذا كان الله قد نهى العباد عن اتخاذ الكفار اولياء هل يتخذهم الله ادوات تنكيل بعباده معاذا الله ان ينطق الا حقا كتبه على نفسه وفرضه على عباده وهذا ايضا قول لله فى الكتاب المبين يبين حرمة التأييد لغير المسلمين على قتال المسلمين. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ). يا أيها الرجل هذا كلام الله جل وعلا وهو اصدق القائلين فلا تكون من الممترين ولاتكون ممن قال الله فيهم يريدون ان يبدلوا كلام الله. لقد ولاك الله امانة حمل كتابه فلا تكون من الذين يحلفون على الكذب وهم يعلمون لقد اوشكت رحلة حياتك على الانتهاء لتقف بين يدى عزيز قهار وتجد ما قلت حاضراً مكتوباً .. قال تعالى (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). لقد حرم الله الاستعانة بغير المسلمين على المسلمين ايها الشيخ وذلك من لطف الله بهم واذا قرأت التاريخ ستجد ان الله قد كشف بعض اسباب نهيه هذا ولك بعض الاسباب ... 1- انهم أعداء للمسلمين عداوة عقيدة ودين، ومعلوم أنهم إذا مكنوا من قتال المسلمين انتقموا منهم واستأصلوا شأفتهم لما يضمرون لهم من البغضاء والعداء. قال تعالى: {إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءاً ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون}. وقال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر - إلى قوله - وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ} ، وقال تعالى: {ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة}. 2- إن في الاستعانة بهم تعزيز وتقوية لبعض المسلمين على بعض وإشعال للحروب بينهم ودافعاً لهم على التنازع على الرئاسة والملك وذلك مالا يقره الشرع بحال بل إنه يدعو المسلمين في تلك الحال إلى الإصلاح فيما إذا كانوا جميعاً طلاب حق أو ملك أو رئاسة فإذا كانت إحدى الطائفتين المتحاربتين هي المحقة فالمقصود من قتالها للأخرى دفع بغيها لا إبادتها وذلك يتحقق بدون الاستنصار بالكفار. والاستعانة بهم تمكين لهم في كسر شوكة المسلمين والقضاء عليها بل ربما إبادتهم أو طردهم من بلادهم والاستيلاء عليها وكفى بالتاريخ شاهداً على ما نقول. فالمسلمون في الأندلس مثلاً وقعت بينهم الفتن العظيمة واستنصر بعضهم بالنصارى على إخوانهم المسلمين حتى هلكوا جميعاً وزال سلطان المسلمين هناك والأمر لله من قبل ومن بعد. والاستعانة بهم كذلك سلم لهم للتدخل في شؤون المسلمين الخاصة والاطلاع على عورات المسلمين ومكامن الضعف والقوة فيهم الأمر الذي قد يجعلهم سادات وحكاماً يحتكم إليهم المسلمون بل ربما آل الأمر بأولئك إلى حشد جيوشهم وسلاحهم في بلاد المسلمين باسم المحافظة على الأمن وفض النزاع ونصرة المستضعفين والمظلومين وذلك بمجرد توجيه أدنى إشارة إليهم للنجدة والنصرة من بعض من في قلوبهم مرض من المسلمين. هؤلاء الذين تستعين بهم اليوم على المسلمين قد شاقوا الله من قبل وأساءوا الى رسوله فى رسوماتهم فهؤلاء قد حادوا الله وان كنت مؤمنا حقا ما استنصرت بهم او وددت لو فعلوا ما يبغون عوجاً يقول تعالى بسم الله الرحمن الرحيم... " لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". ونصيحتى لك ان تتدبر امر الله ووعيده لمن خالفه ولا تتطاول على المسلمين ولا تحرض على الفتنة ابتغاء الدنيا فكل زائل و لن يبقى لك الا عملك. والله على ما أقول شهيد