ندد مئات السوريين في الأردن، مساء اليوم الجمعة، ب"الصمت الدولي تجاه المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق أبناء شعبه وآخرها مجزرة الغوطة بريف دمشق". جاء ذلك خلال وقفة احتجاجية دعت إليه تنسيقية الثورة السورية في الأردن؛ احتجاجًا على مجزرة الغوطة الشرقية بريف دمشق، جنوب، التي راح ضحيتها المئات من الأطفال والنساء والمواطنين، شارك فيها نوح 300 شخص سوري بينهم أردنيون. قتل نحو 1400 مواطن سوري وأصيب أكثر من 10 آلاف آخرين معظمهم من النساء والأطفال، في هجوم شنّه النظام السوري على منطقة الغوطة بريف دمشق بالأسلحة الكيماوية والغازات السامة، فجر الأربعاء، وذلك بحسب تصريحات أدلى بها هشام مروة عضو اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لمراسل الأناضول. وردد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية هتافات منددة ب"صمت المجتمع الدولي تجاه مجازر النظام السوري"، مطالبين بإسقاط بشار الأسد والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله على خلفية تورّط مقاتلي الحزب في سوريا، منها: " لا نركع إلا لله"، "الموت ولا المذلة". ويشارك حزب الله في القتال إلى جانب قوات النظام في المعارك الدائرة في سوريا ضد قوات الجيش الحر الساعي لإسقاط نظام الأسد، ويبرر الحزب ذلك بأنه يسعى لإفشال "مؤامرة" ضد سوريا. ورفع المشاركون شعارات منها: "يا جنة افتحي أبوابك أطفال الغوطة زوارك"، "لم يبق مكان للإنسانية في العالم .. اسألوا أطفال الغوطة"، "أطفال سوريا"، "شاهد دماء شهدائنا .. شهدائنا قتلوا بلا دماء"، في إشارة للسلاح الكيميائي الذي ضرب النظام فيه الغوطة، " تحية للجيش الحر". ويشن النظام السوري منذ أشهر حملة واسعة على الغوطتين الغربيةوالشرقية بريف دمشق التي تضم عدداً من المدن والبلدات التي يسيطر عليها الجيش الحر ولم تفلح جميع محاولات قوات النظام واستخدامه الأسلحة الثقيلة مثل صواريخ أرض - أرض والطيران الحربي في تمكينه من استعادتها أو اقتحامها. وفي كلمات ألقاها بعض الناشطين خلال الوقفة الاحتجاجية، أكدوا على استمرارية الثورة والمضي حتى تحقيق مطالب الشعب ومحاسبة بشار الأسد، مشيرين إلى أن الشعب السوري "ينتصر ويستمر". كما انتقدوا الطريقة التي نظر بها المجتمع الدولي إلى "مجزرة الغوطة"، والطريقة التي تعامل بها، معتبرين أن النظام استعمل الكيمائي بعد فشل إيران وحزب الله في القضاء على الثورة السورية. وفي كلمة له، قال أحد طلاب الجامعات الأردنية: " لم نأت اليوم لنعزّي السوريين بشهداء الغوطة أو أطفالها الذين قتلوا بالكيماوي، أو بشهداء الثورة السورية كاملة، وإنما جئنا لنعزّي أنفسنا بموت الرجولة فإننا لم نعد أحياء بعد هذا اليوم وماتت رجولة العرب". وتتهم المعارضة السورية قوات بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية في عدة مناطق بسوريا أبرزها خان العسل والعتيبة وعدرا بريف دمشق "جنوب" وسراقب بإدلب "شمال"، في حين يتهم النظام مقاتلي "الجيش الحر" المعارض بالمسؤولية عن استخدامها في تلك المناطق. ومنذ مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ مما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 100 ألف شخص، فضلا عن ملايين النازحين واللاجئين، ودمار واسع في البنية التحتية، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان "منظمة حقوقية".