قال السفير أحمد الغمراوي، سفير مصر السابق بأفغانستان، إن الاتحاد الأوروبي لم يكن أمامه سوى أن يلين لضغوط أمريكا وألا يخسر صداقته مع الأمريكان، ولهذا خرج البيان متوازناً ومرضياً لجميع الأطراف، لافتاً إلى أن تصرف الاتحاد وموقفه حكيما، لأنه أطلق حرية التصرف للدول الأعضاء مع مصر. وأكد الغمراوي في تصريح ل"صدى البلد"، أن الاتحاد الأوربي لن يستطيع التفريط في صداقة مصر لأنها تعتبر بمثابة الظهير لأوروبا، وأن تجارة مصر مع الدول الأوروبية تصل إلى 45%، إضافة إلى أن مصر عضو في منظمة البحر الأبيض وهم مرتبطون مع مصر باتفاقات شراكة. ولفت سفير مصر بأفغانستان سابقاً إلى أن قطع الاتحاد الأوروبي علاقته مع مصر سوف يضر بدول الاتحاد أكثر من ضررها بمصر، لأن العلاقات المصرية الأوروبية علاقات استراتيجية والصداقات بيننا صدقات قديمة ولذا من الصعب إن لم يكن مستحيلاً قطع العلاقات مع مصر. وأشار الغمراوي إلى أن أوروبا لن تفرط في صدقتها لمصر مهما كانت الظروف، ولكنها ستحاول إرضاء الجانب الأمريكي الذي وضعت نفسها في موقف مُحرج للغاية، متوقعا أن يؤثر ذلك البيان علي الموقف الأمريكي تجاه الأحداث المصرية الداخلية. كانت كاترين أشتون مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قد أكدت أن هناك إجماعا أوروبياً على استمرار مساعدة مصر بشكل كامل فيما يجري، مؤكدة أن مصر شريك مهم للاتحاد الأوروبي، وهناك رغبة في استمرار مساعدة الشعب المصري ومتابعة الموقف عن قرب، ودعم الحوار في مصر. وطالبت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جميع الأطراف في مصر بنبذ العنف والحوار السياسي، مشيرة إلى أن مصر شريك أساسي لأوروبا. وأضافت أشتون عقب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أن الاتحاد يركز عمله على الاتصال بالمجتمع المدني ودعم الشعب والمرأة، وسنستمر في تقديم المساعدات الضرورية، وهناك إجماع أوروبي على استمرار دعم مصر، والحوار السياسي. وفيما يتعلق بالتعاون العسكري بين مصر والاتحاد الأوروبي، تابعت أشتون أن دول الاتحاد قررت تعليق تصدير المعدات التي يمكن أن تستخدم في القمع العسكري، بالإضافة إلى تعليق رخص الأسلحة المعطاه لمصر أيضا في الوقت الحالي. وأوضحت أن وزراء الخارجية الأوربيين قرروا منح كل دولة عضو بالاتحاد الحرية في التعامل مع الموقف الحالي لمصر، واتخاذ القرارات وفقا لما يجري. وأكدت أشتون إدانتها كل أعمال العنف في مصر، مطالبة ببدء العملية الديمقراطية، وأن تكون جميع فئات الشعب المصرى منفتحة على بعضها البعض، وأن تكون هناك مصالحة وطنية للوصول إلى حل. وأشارت "أشتون" إلى أن الاتحاد الأوروبي سيظل يدعم الشعب المصرى من خلال برامج متعددة مثل دعم المرأة في المجتمعات الريفية. وأوضحت أن جميع الدول الأعضاء تشعر برغبتها في دعم الدولة المصرية وخصوصا الفئات المستضعفة، حيث إن الشعب المصرى من حقه إدارة الحوار السياسي بمعرفته.