دعا فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، جموع الشعب المصري إلى الوقوف صفا واحدا ضد دائرة العنف القميئة التي أطلت برأسها على أرض الكنانة في هذه الأيام، مشددا على أن ما يحدث فى مصر من إزهاق للأرواح وإحراق للمنازل ولمؤسسات الدولة واعتداء على دور العبادة من الكبائر التي نهى الشرع عنها. واستنكر المفتي الاستهانة بالدماء التي سالت على مدار الأيام الماضية، مذكرا بأن زوال الكعبة نفسها التي لا يقدس المسلمون على الأرض بقعة أكثر منها أهون عند الله سبحانه وتعالى من زوال نفس عبده المؤمن؛ وبقوله عليه الصلاة والسلام (لا يزال المؤمن في فُسحة من دينه ما لم يُصب دما حراما)، موضحا أن الدماء هي أول ما يقضى الله بشأنه يوم القيامة وقال علام: "إن حمل السلاح في التظاهرات والمسيرات أيا كان نوعه حرام شرعا، وينفي عنها سلميتها ويوقع حامله في إثم عظيم، لأن فيه مظنة القتل وإهلاك الأنفس التي توعد الله فاعلها بأعظم العقوبة وأغلظها في كتابه الكريم، مطالبا الأجهزة المعنية بالضرب بيد القانون لمن يسعي لترويع الآمنين أو يعتدي على المنشآت العامة والخاصة. ولفت إلي أن إسالة الدماء المتكررة ستقود مصر إلى نفق خطير لا يعلم عاقبته إلا الله جل وعلا، مشددا على ضرورة أن يكون المصري حريصا على ألا تلوث يده بدم أي نفس بشرية بغير حق. ودعا المفتي إلى مواصلة الجهود للخروج من دائرة العنف والوصول إلى حلول سياسية سلمية حتى وإن صعبت الفرص وتعثرت المسارات حماية لأرواح المصريين وحفاظا على السلم الاجتماعي واستنكر فضيلته الزج بورقة الطائفية المقيتة إلى الأزمة السياسية الراهنة بهدف تقويض قيم العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، مؤكدا أن أي محاولة للعب بورقة الطائفية لن تفلح داعيا المصريين جميعا إلى تفويت الفرصة علي هؤلاء المغرضين وأوضح: "ينبغي علينا جميعا أن ندرك طبيعة المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن، والتي تستوجب الالتفاف حول مؤسسات الدولة ولم الشمل والتوحد ونبذ الشقاق وأهاب المفتي كذلك بالشعب المصري ألا ينجرف وراء الشائعات التي تشحن الأطراف المختلفة كل تجاه الآخر داعيا الله عز وجل أن يجنب مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن".