لماذا تقاتل جماعة الإخوان وميليشياتها ومرتزقتها جيش مصر فى سيناء؟ بالتأكيد ليس من أجل عودة مرسى أو ما يسمونه الشرعية، فهذا أمر قضى وبات الحديث عنه ضربا من الجنون. بالتأكيد أيضا أنهم لن يهزموا الجيش العظيم ولن يدفعوا الشعب لكراهيته. يكفى أن كثيرا من استطلاعات الرأى التى تجريها منظمات أجنبية بينت أن ثقة المصريين فى جيشهم بلا حدود. خذ مثلا استطلاع مؤسسة زغبى الأمريكية حيث «حظى الجيش بنسبة كاسحة من ثقة المواطنين، إذ بلغت ثقة المصريين فى المؤسسة العسكرية فى يوليو الماضى، وعقب عزل مرسى 94% فى مقابل نسبة 93% ممن عبروا عن ثقتهم ودعمهم للجيش فى مايو الماضى» هذا هو الجيش الذى يهاجمونه آناء الليل وأطراف النهار ويروجون عنه الشائعات والأباطيل. هذا هو الجيش الذى يظنون أنهم سيهزمونه بمؤامراتهم ودسائسهم. إذن فرضية عودة مرسى منعدمة، والجماعة بقيادات منصتها فى رابعة يعرفون ذلك، فلماذا الإصرار على الاعتصام فى رابعة والقتال فى سيناء؟ الاعتصام يجعل قياداتهم فى مأمن لتنفيذ مخططهم الإجرامى، فهم فى رابعة كانوا يختبئون خلف النساء والأطفال وكان هذا هو المانع الأول لفض الاعتصام أمنيا. الاعتصام يجعل قضيتهم حاضرة فى الإعلام كى تظل شركات العلاقات العامة تعمل على تجميل وجوههم القبيحة وتشويه صورة أشرف من فى هذا الوطن «جيشه العظيم». الاعتصام يجعل غرفة عملياتهم المسلحة فى القاهرة بينما سيوفهم المسمومة فى سيناء. القتال فى سيناء يكشف عن أن الجماعة غارقة فى «مسلسل» الخيانة باستقدامها «مرتزقة» لقتال جيش مصر. الجماعة ومن والاها من جماعات تسمى نفسها «جهادية» وإن صحت هذه التسمية فهى تعنى الجهاد ضد الإسلام وقيمه النبيلة. إنهم يقتلون المسلمين بغير ذنب، كما فعلوا مع جنودنا وقتلوهم عند إفطار المغرب فى رمضان قبل الماضى، وكما فعلوا ويفعلون بجنود مصر كل يوم. هؤلاء قتلة لا دين لهم، ولا عهد عندهم، ولا ضمير يردعهم. هؤلاء ألد أعداء الإسلام لأنهم يقتلون المسلمين باسم الإسلام، ويمزقون الأوطان ويرهقون الجيوش باسم الإسلام. هم يقاتلون من أجل نزع سيناء عن مصر وتحويلها إلى دويلة شبيهة بما فعلته حماس فى غزة. لم يعد خافيا على أحد أن مصر تخوض حربا قاسية مع عدو أكثر خسة ووضاعة من الصهاينة، فالصهاينة واضحون فى عداوتهم لا يدعون حبا للدين أو للوطن، أما هؤلاء فلا يتورعون عن قتل المسلم من فوق مآذن المساجد، ومن على سجاجيد الصلاة. نحن الآن أمام عدو متعدد الجنسيات والولاءات، ومتنوع العمالة، وخبير فى الخيانة، يختبئ كالأفاعى فى جحور الجبال. عدو يحارب بالوكالة ومن أجل الاسترزاق، فما الذى يدفع الباكستانى واليمنى والفلسطينى للقتال فى بلاد لا يعرفها غير «الأجرة»؟ لم يكن مفاجئا أن تسلم قواتنا المسلحة ثمانى جثث باكستانية من الذين قتلوا فى سيناء لسفارة بلادهم بالقاهرة. ولم يكن مفاجئا أن يقتل فلسطينيون ويمنيون، ويتم أسر ضباط من شرطة حماس كانوا يمارسون عمليات القنص ضد جنودنا على جبهة الحرب.. جهزت الجماعة لمعركتها ضد مصر منذ أن جاء مرسى، بإدخال المقاتلين الأجانب لسيناء ومدهم بكل سبل العيش وربطهم بالتنظيم فى غزة، بل وهرب كثير من قياداتها ليكونوا حلقة الوصل بين غزةوسيناء، وعليكم بتأمل ما يقوله أمين حزبهم فى شمال سيناء. أتت لهم بكل أنواع الأسلحة وخزنتها فى كهوف سيناء. هربت أسلحة مضادة للدبابات والطائرات وصواريخ متنوعة وقذائف هاون وآر بى جيه، ولم يفهم أحد سر دخول هذه الأسلحة الثقيلة إلا بعد سقوط «مشروع الشرق الأوسط الجديد»، وسقوط النظام التابع للمخابرات الأمريكية وعميل الصهيونية العالمية. كانت الجماعة تحتاج لوقت أطول كى تكمل ترسانتها من الأسلحة وتجهز جيشها المستأجر من بلدان كثيرة، لكن الشعب لم يمهلها أكثر من عام. هذا العام كان كافيا لأن تنظم ميليشياتها بالإفراج عن السجناء فى قضايا الإرهاب وجلب ما يقرب من 2000 مقاتل من بلدان كثيرة كاليمن وباكستان والعراق وبلدان أوروبية وتجهز لهم الآلاف من قطع الأسلحة الحديثة والمتطورة. هكذا فرض علينا القتال ونحن له كارهون، وهكذا أصبح جيشنا فى مواجهة عدو يتمتع بكل صنوف الخسة والإجرام، لكن هذا العدو نسى أنه يواجه خير أجناد الأرض. نسى أنه يواجه رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه من نصرة الحق وسحق الأعداء. سيناء كانت دائما مشروعا لرهانات الإخوان خارجيا، ولعبثهم داخليا، إما بالتخطيط لمنح حماس الشريط الحدودى قبل 3 يوليو، أو بتحويلها إلى إمارة تنطلق منها كل عمليات تدمير بقية مصر لاحتلالها أرضا محروقة. فى البدء كانت سيناء، وفى الختام ستظل سيناء طاقة النصر وبوابة العز ومقبرة الخونة والعملاء. نقلاً عن "المصرى اليوم"