أكد القائم بأعمال السفارة الإيرانية لدى الكويت الدكتور "محمد شهابى" أن أمن المنطقة مهمة جماعية، مبديًا تطلع الجمهورية الإسلامية إلى المزيد من التشاور مع دول الجوار للحفاظ على هدوء واستقرار المنطقة دون أى تدخل أجنبى، لا سيما فيما يتعلق بمضيق هرمز الذي يتمتع بأهمية بالغة كونه ممرا إستراتيجيا للتجارة العالمية. وأشار "شهابي"، في تصريح لصحيفة (الرأي) الكويتية، إلى أن إيران تعتبر مضيق هرمز جزءا من جغرافيتها الدفاعية، ولطالما أكدت حرصها على بقاء هذا الممر المهم والحياتي آمنًا ومستقرًا وبعيدا عن هيمنة القوى التي لم تتوان يوما في فرض هيمنتها السياسية والعسكرية عليه ، مؤكدا أن ما تطمح له إيران هو بقاء هذا الممر مفتوحا ومستقرا يواصل نشاطه بكل أمان وسلاسة. وشدد على أن إيران تعتبر أمن المنطقة مهمة جماعية وتتطلع للمزيد من التشاور مع دول الجوار للحفاظ على هدوء واستقرار المنطقة دون أي تدخل أجنبي ، لا سيما مضيق هرمز الذي يتمتع بأهمية بالغة كونه ممرا إستراتيجيا للتجارة العالمية. ولفت إلى أن طهران برهنت سابقا أنها قادرة ومؤهلة للسيطرة على المضيق والحفاظ على أمنه ، وفي الوقت نفسه لا تسعى لغلقه ، غير أنه قال "إذا تعرضت إيران إلى أي تهديد فسوف تدافع عن حقها المشروع". وأضاف "ندعو صناع القرار في الاتحاد الأوروبي للاستفادة من دروس التاريخ ، المليئة بتجارب فاشلة للحظر النفطي بدءا من كوبا إلى الحصار النفطي على النظام العراقي البائد" .. معربا عن ثقته بأن أية محاولة لحظر النفط الإيراني ستبوء بالفشل ، وأن هذه المشاريع لن تخدم المنطقة وستعود بالضرر على كل دولها .. وأشار إلى أن غياب إيران عن سوق النفط العالمي يزعزع التوازن ويؤدي إلى صدمات اقتصادية لا تحمد عقباها. ويعتبر مضيق هرمز الذي يمتد بطول 160 كيلومترا وعرض يتراوح بين 56 حتى 180 كيلومترا ثاني أهم مضيق دولي من حيث الكثافة المرورية ، إذ يمر عبره يوميا 40 % من النفط الذي تحمله الناقلات العملاقة ، ويؤمن 25 % من احتياجات السوق العالمي من النفط مما يؤكد أهميته الاستراتيجية ، حيث وصفه الرحالة والمؤرخون البرتغال في القرن السابع عشر بقولهم "لو كان العالم كله خاتما فمضيق هرمز هو الدرة التي تتلألأ فوق هذا الخاتم". وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد حذرت إيران من التهديد بإغلاق مضيق هرمز ، وقالت "على إيران إما العودة إلى طاولة المفاوضات لمعالجة هواجس المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي ، أو مواجهة الضغط والعزلة". ومن جانبه ، استبعد الخبير الاقتصادي أنس بن فيصل الحجي تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز في حال فرض عقوبات اقتصادية على صادراتها النفطية .. مؤكدا أن طهران قد تلجأ إلى إعاقة الملاحة في المضيق في حال هجوم عسكري عليها ، ولكن ليس في حال فرض عقوبات اقتصادية. وقال "إن فرض حظر على صادرات النفط الإيرانية لا يعني توقفها ، بل تغير وجهتها" .. مضيفا "يصعب تصديق التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز بسبب العقوبات ، لأن العقوبات قد تخفض صادرات النفط قليلا ، لكن إغلاق المضيق يعني توقف صادرات النفط الإيرانية تماما ، الأمر الذي يعني أن الحكومة الإيرانية تخنق ذاتها بذاتها". ويرى الخبراء أن إيران قد تلجأ إلى إعاقة الملاحة في المضيق في حال هجوم عسكري عليها ، لكن ليست في حال فرض عقوبات اقتصادية ، ويجمعون على أن إيران لا يمكنها أن تغلق المضيق لأسباب كثيرة ، منها اتساعه ، لكن أقصى ما تستطيع القيام به هو إعاقة الملاحة في المنطقة ، ما سيؤخر ناقلات النفط من جهة، ويرفع تكاليف التأمين عليها من جهة آخرى.