تنطلق جلسات الحوار الوطني بمناقشة النظام الانتخابي لمجلس النواب، حيث تشارك القوى السياسية والحزبية برؤى ومقترحاتها للوصول إلى النظام الأنسب الذي يحقق التعددية الانتخابية ويضم كل فئات ومكونات المجتمع المصري. وتتعدد الأنظمة الانتخابية ما بين القائمة (مغلقة ومفتوحة ونسبية)، والنظام الفردي، وتتباين وجهات النظر والرؤى حول النظام الانتخابي الأنسب.
وفيما يلي، ننشر الفارق ما بين الأنظمة الانتخابية (القائمة المغلقة - القائمة النسبية -)، ومميزات وعيوب كلا النظامين، إضافة إلى النظام الفردي. القائمة النسبية يتم تقليص عدد الدوائر الانتخابية ويختار الناخب قائمة حزبية تتضمن عددا من المرشحين عن دائرة واحدة والقائمة التي تحصل علي أغلبية الأصوات لا تحصل علي كافه المقاعد لهذه الدائرة وإنما عدد من المقاعد يتناسب مع نسبه ما تحصل عليه من أصوات، والانتخاب بالقوائم النسبية قد يتخذ شكل القائمة المغلقة أو القائمة المفتوحة. فنظام القائمة النسبية، يتنافس أكثر من قائمة تعدها الأحزاب وفق الدستور للوفاء بنسب الفئات المميزة إيجابياً، وفي هذا النظام إذا تم تحديد ثمن المقعد بقسمة الأصوات الصحيحة البالغ عددها 500 ألف صوت مثلاً، على عدد مرشحى القائمة البالغ عددهم 100 مرشح مثلاً، فيصبح ثمن المقعد 5000 صوت. بناء على ذلك النظام تحصل القائمة التى حصلت على 250 ألف صوت على 50 مقعدا فقط وليس 100 مقعد، والقوائم الأخرى التى خرجت خالية الوفاض من هذا النظام تحصل على باقى المقاعد وعددها 50 مقعدًا، بمعني أن القائمة التى حصدت 150 ألف صوت تحوز 30 مقعدا، والقائمة التى نالت 75 ألف صوت تحصل على 15 مقعدا، والقائمة التى حصدت 25 ألف صوت مقعد تحصل على 5 مقاعد.
القائمة المغلقة تعرف على أنها نظام الكتلة الحزبية، وتقسم فيه البلاد إلى عدد محدود من الدوائر الانتخابية، وتضع القوى السياسية قوائمها الانتخابية فى هذه الدوائر المقررة، وقد ينضم لهؤلاء المستقلين، كما تضع قوائم احتياطية يتم اللجوء إليها في حال بطلان أو إسقاط عضوية أو وفاة أحد النواب المنتخبين. وفق نظام القائمة المطلقة أو المغلقة يتنافس في الدائرة الواحدة أكثر من قائمة تضم عشرات المرشحين، حسبما يقرر القانون الانتخابى، والقائمة التى تحصل على 50% أو أكثر من عدد أصوات الناخبين الصحيحة تكتسح كل مقاعد الدائرة، وتخسر كل القوائم الأخرى التي حازت أقل من 50% من الأصوات، عكس القائمة النسبية لأنها نظام يتسم بتمثيل الأحزاب بذات النسب التصويتية التى تحصل عليها. الفارق بين القوائم المغلقة والمفتوحة القائمة المغلقة هي قائمة ثابتة لا يمكن للناخب تغيير ترتيب المرشحين الذي تم اعتماده من الحزب، وأما القائمة المفتوحة يتمكن الناخب من الاقتراع للأفراد المفضلين المرشحين علي قوائم الأحزاب ،حيث يقوم الناخب بالاقتراع لمرشح فرد أو لعده مرشحين بدل التصويت للأحزاب حتى يكتمل ملء كافه المقاعد ويتم جمع الأصوات التي حصل عليها مرشحو الحزب الواحد لتشكيل مجموع أصوات الحزب وبناء علي هذا المجموع يتم توزيع المقاعد علي الأحزاب بحيث تكون نسبه المقاعد التي يحصل عليها الحزب قريبة من نسبة مجموع الأصوات التي فاز بها مرشحو الحزب. والفارق الأساسي بين القوائم المغلقة والقوائم المفتوحة هي عند توزيع المقاعد علي المرشحين إذ توزع المقاعد في نظام القوائم المغلقة بناء علي ترتيب الأسماء في القائمة التي قدمها الحزب، أما نظام القائمة المفتوحة توزع المقاعد حسب ترتيب الأصوات التي نالها المرشحون وقد يكون مختلفا عن التوزيع الذي اقترحه الحزب. مميزات وعيوب القائمة المغلقة والنسبية مزايا القوائم المغلقة يرى البعض أن القائمة المطلقة المغلقة هي الأفضل لأنها ترسخ فكرة المؤسسية أن توجد أحزاب لديها توافق ولها نواب تدافع عن أفكار وليس مصالح شخصية فردية. والمناصفة بين النظام الفردى والقائمة هو الأفضل، لأننا أمام مشروع وطنى لبناء دولة ديمقراطية حديثة بتفعيل المادة الخامسة من الدستور والقائمة على التعددية الحزبية والسياسية. مزايا القوائم النسبية يعتبر البعض أن من مميزات القائمة النسبية أن تعطي نتيجة عادلة لأنها تعنى احترام رأى الناخبين (جميعهم) وواقعية لأنها تعطى كل حزب بقدر ما حصل عليه من أصوات تؤيد مرشحيه. من المميزات التي يراها البعض في نظام القوائم النسبية، هو تضاؤل فرص المال السياسي، أما أفكار الأحزاب وبرامجها. عيوب القائمة المغلقة القائمة المغلقة لا تحقق العدالة وتهدر أصوات الناخبين ويجعل البرلمان لا يمثل الشعب تمثيلا حقيقيا.. وهذا لأن القائمة إما تنجح كلها أو تسقط كلها.. فلو مثلا قائمة حصل على 49 % من الأصوات.. تسقط وبذلك يكون 49 % من أصوات الناخبين أهدرت. عيوب القائمة النسبية بينما القائمة النسبية تحقيقها صعب لأنها تحتاج إلى دراسات اكتوارية حول عدد المقاعد في كل دائرة انتخابية وعدد الدوائر على مستوى الدولة. من أسباب صعوبة تطبيق النظام النسبى بالقوائم نظرا لأن توزيع المقاعد يحتاج ويتطلب عمليات حسابية معقدة، كما أنه يؤدى إلى كثرة الأحزاب وتعددها داخل البرلمان، بما يؤدى لصعوبة إيجاد أغلبية برلمانية، ما يقود لإعاقة العمل التشريعى. من سلبيات التمثيل النسبى أنه يؤدى إلى خلق مشاكل ومزيد من القضايا ويمكن أن ترتب لتعطيل العمل التشريعى، خاصة أن المقعد لا بد أن يحدد بعدد معين من الأصوات، يسمى «خارج القسمة الانتخابى»، ووجود الأصوات الضائعة. النظام الفردى يتم تقسيم الدولة إلى عدة دوائر انتخابية لعدد النواب المراد انتخابهم بحيث يكون لكل دائرة انتخابية نائب واحد ولا يجوز للناخبين أن ينتخبوا أكثر من مرشح واحد.