قال الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي اليوم الثلاثاء إنه "آن الوقت للطبقة السياسية أن ترتقي إلى تضحيات عناصر الجيش الوطني وأن تعلي مصلحة الوطن على أية مصالح أخرى". جاء ذلك في تصريحات للمرزوقي صباح اليوم الثلاثاء خلال إشرافه صباح اليوم بثكنة محمد كشك فوج 11 مشاة ميكانيكية العسكرية بمحافظة القصرين (غرب) على مراسم تأبين الجنود الثمانية الذين لقوا حتفهم في كمين ارهابي تم نصبه لهم يوم أمس الإثنين بجبل الشعانبي بذات المحافظة، بحسب بيان صادر عن الرئاسة التونسية. وأضاف المرزوقي: "سنواصل خوض معركتنا ضد هذه العصابات الإرهابية وسنهزمها ولن نسمح لها بفرض أفكارها ونمط عيشها على التونسيين وسنتوفق في بناء عدالة اجتماعية وجهوية في البلاد". وتابع: "سننتصر في هذه المعركة بفضل جيشنا الوطني الذي لم تعطه المجموعة الوطنية حقه من الدعم والاعتراف حيث أنه آن الأوان لإعطائه الدعم المادي والمعنوي لكي يقوم بمهمته التاريخية المتمثلة في الحفاظ على هيكلة الدولة وعلى نمط حياة التونسيين المبني على الحرية والاعتدال والتسامح". وشدد الرئيس التونسي على أن "الارهاب يشكل أحد أكبر التحديات التي تواجهها تونس اليوم داعيا الجميع إلى التكاتف والتضامن للوقوف صفا واحدا في وجه هذا الخطر الحقيقي وصده صونا لأمن تونس والتونسيين". وبحسب البيان ذاته تم خلال موكب التأبين الذي حضره وزير الدفاع رشيد الصباغ، ورئيس أركان جيش البر اللواء محمد الصالح حامدي، تكريم الشهداء بمنحهم الصنف الرابع من وسام الاستقلال. ولفت البيان إلى أن الضحايا الثماني من "فيلق القوات الخاصة" ومن "الفوج 11 مشاة ميكانيكية". ودشن الجيش التونسي وقوات خاصة من الأمن الوطني التونسي عملية عسكرية في ديسمبر/كانون الأول الماضي ضد "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"؛ إثر مقتل صف ضابط بالحرس الوطني في منطقة درناية، المتاخمة لجبل الشعانبي، برصاص مسلحين تابعين للتنظيم، بحسب السلطات. وتقول السلطات التونسية إن هذه العملية تهدف إلى ملاحقة العناصر المسلحة التابعة للتنظيم في منطقة جبل الشعانبي (أعلى قمّة في تونس، 1544 مترا وعلى مساحة 100 كم مربّع)، قرب الحدود مع الجزائر. وتشهد تونس أزمة سياسية حاليا على خلفية اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي الخميس الماضي، خرجت على إثرها مظاهرات منددة بالحكومة ومطالبة باستقالتها، فيما تقول الحكومة إن الدعوة لإسقاطها تهدف لإفشال الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.