بينما يبحث العالم بعد عام من الحرب في أوكرانيا عن فرصة لوقف آلة القتال بين موسكو وكييف والتي فشلت معها كافة جهود الوساطة وفجأة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العالم بانسحاب بلاده من معاهدة "نيو ستارت". قرار الرئيس الروسي الذي نزل كالصاعقة على المجتمع الدولي وصفه الكثيرون من المحللين السياسيين بانه خطوة استباقية لحماية بلاده خاصة وأن الدول الغربية بدأت في اتخاذ خطوات أكثر تشددا حيال موسكو وقررت رفع حزمة المساعدات الي أوكرانيا. الرئيس الروسي روسيا تعلق معاهدة "نيو ستارت" وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين تعليق روسيا مشاركتها في معاهدة ستارت الجديدة، وجاء هذا الإعلان كجزء من خطاب حالة الاتحاد أمام البرلمان الروسي. وألقى بوتين باللوم على الغرب في الحرب المستمرة منذ عام، متهما إياها بمحاولة تحويل أوكرانيا إلى دولة "معادية لروسيا"، مشيرا إلى أن وجود دولته كان معرضا للخطر. وقال: "أجد نفسي مضطرا للإعلان اليوم أن روسيا ستعلق مشاركتها في معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية". "سنراقبكم".. الولاياتالمتحدة تتوعد روسيا بعد تعليق مشاركتها في نيو ستارت بيان عاجل من الأممالمتحدة بعد تعليق روسيا معاهدة ستارت النووية وشدد على أنه لم ينسحب من المعاهدة، التي تحد من عدد الأسلحة النووية بعيدة المدى التي يمكن أن تمتلكها كل دولة، والتي من المقرر أن تنقضي في عام 2026. وقال بوتين إن روسيا بحاجة إلى أن تكون مستعدة لاختبار أسلحة نووية إذا فعلت الولاياتالمتحدة ذلك أولا. وتعد معاهدة "ستارت الجديدة" آخر صفقة أسلحة نووية قائمة بين روسياوالولاياتالمتحدة، وقد اتفق الطرفان في عام 2021 على تمديد العمل بها لمدة خمس سنوات. وُقعت المعاهدة في عام 2010، وتنص على تقليل عدد الرؤوس النووية بعيدة المدى لكل جانب إلى 1,550 رأسا نوويا، وهو عدد أقل مما كان ينص عليه اتفاق ستارت السابق. الرئيس الروسي والأمريكي بوتين يواصل تصعيد الحرب وعلق الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، على خطاب حالة الأمة الذي ألقاه بوتين، مطالبا روسيا بإعادة النظر في قرار تعليق عضويتها في معاهدة ستارت الجديدة. وقال إن بوتين يواصل تصعيد الحرب، مشيرا إلى أن الناتو يخطط لعقد اجتماع مع خبراء مشتريات الأسلحة لضمان حصول أوكرانيا على الأسلحة التي تحتاجها. في غضون هذا، قالت روسيا إنها استدعت السفيرة الأمريكية في روسيا، لين تريسي. وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا قالت فيه إن استدعاء تريسي كان مدفوعا ب "توسع انخراط الولاياتالمتحدة في الأعمال العدائية" في أوكرانيا. وتتهم الوزارة الولاياتالمتحدة ب "ضخ" الأسلحة إلى كييف واتباع "مسار عدواني"، ودعت مذكرة الاحتجاج التي سُلمت إلى تريسي الولاياتالمتحدة إلى وقف تصعيد الحرب من خلال سحب معدات الناتو. وذكر الكرملين، في وقت سابق اليوم، أن تعليق معاهدة ستارت من جانب روسيا هدفه التأكد من احترام التكافؤ النووي. ودعت منظمة الأممالمتحدة، روسياوالولاياتالمتحدة لمواصلة التعاون على مستوى عالٍ بشأن معاهدات التسلح النووي، مطالبة جميع الأطراف باستئناف التنفيذ الكامل لمعاهدة ستارت بشأن الأسلحة الاستراتيجية. الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ معاهدة "نيو ستارت" ويذكر أن معاهدة نيو استارت بدأت فعليا في ثمانينيات القرن الماضي في عهد الرئيس الراحل رونالد ريغان عقب محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية في السبعينيات حيث تم الاتفاق على خفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية وتم الاتفاق على عمليات التفتيش والتحقق بموجب "ستارت 1". وحينها منعت المعاهدة الموقعين عليها من نشر أكثر من 6000 رأس نووية فوق 1600 صواريخ بالستية عابرة للقارات والقاذفات. و1991، وقع البلدان معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية "ستارت 2" لخفض الأسلحة النووية حيث اتفقا على خفض عدد الرؤوس الحربية الاستراتيجية إلى 3500 بحلول العام 2003. وفي 8 إبريل 2010 بالعاصمة التشيكية براغ، جرى توقيع معاهدة "ستارت 3" من قبل كل من الرئيسين الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، والأميركي الأسبق باراك أوباما، ودخلت حيز التنفيذ في 5 فبراير 2011. ووفق الاتفاقية تلتزم موسكووواشنطن بنشر ما لا يزيد عن 1550 رأسا نوويا استراتيجيا و700 صاروخ طويل المدى وقاذفات قنابل وتخفيض عدد منصات الإطلاق والقاذفات الثقيلة إلى 800 قطعة. نصت على السماح لكل طرف بإجراء ما يصل إلى 18 عملية تفتيش للتحقق من التزامه ببنود المعاهدة. وكانت آخر اتفاقية عسكرية متبقية بين البلدين وكانت آخر معاهدة مكن الجانبان من الاتفاق على تمديدها بعد انسحابهما في العام 2019 من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وانسحاب واشنطن من اتفاقية "الأجواء المفتوحة" للمراقبة. واجهت مصيرا مجهولا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب جراء إصرار إدارته على إشراك الصين في المفاوضات وانضمامها إلى المعاهدة. وكان مقررا أن تنتهي الاتفاقية في فبراير 2021، إلا أن واشنطن اقترحت تمديدها 5 سنوات، وقد وافقت موسكو على ذلك، وفي 21 فبراير 2023، قرر الرئيس الروسي تعليق العمل بالاتفاقية. الأسلحة النووية زيادة الأنتشار النووي في العالم وحول تداعيات هذا القرار، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير الشؤون الأمريكية والعلاقات الدولية، إن اعلان الرئيس بوتين بتعليق المشاركة الروسية في معاهدة نيو ستارت تمثل تطورا مهما وخطيرا لانه سينعكس عليها تداعيات سلبية كبيرة فيما يتعلق بالانتشار النووي في العالم. وأوضح سيد في تصريحات خاصة ل "صدى البلد"، إن هذا التعليق يعني توقف حملات عمل اللجنة المشتركة الروسية الامريكية المتعلقة بمراقبة الأنشطة النووية في كلا البلدين، وهذه اللجنة متوقفة عملها من أغسطس الماضي بسبب الحرب في أوكرانيا، واتهام روسياأمريكا بانها تعرقل دخول المفتشين الروس الي المواقع النووية الأمريكية. وأضاف أن قرار الرئيس الروسي مؤخرا يعني إمكانية استئناف روسيا مرة أخرى أنشطة التجارب النووية وهذا يمثل تحولا خطيرا ونوعيا لان المعاهدة كان من شروطها وقف ومنع اجراء تجارب نووية جديدة. ولفت: وأيضا المعاهدة التي تم توقيعها في عام 2010 بين الرئيس الأمريكي السابق أوباما والرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف كانت تنص على ان تكون تم تخطيط إعاد الرؤوس النووية بنسبة 30% ليكون الحد الأقصى لامتلاك كل طرف لأسلحة نووية 1550 راس نووي، وأيضا تخطيط عدد القذفات النووية والصواريخ البلاستيه التي تحمل الروس النووية بنسبة 40% أي حد اقصي 700 قاذف استراتيجي لكلا البلدين، بجانب أنشطة المراقبة ومفتشين لكلا البلدين لمراقبة الأنشطة النووية. وتابع: وبالتالي بعد تعليق اللجنة المشتركة وتعليق أنشطة الرقابة نتيجة حرب أوكرانيا العام الماضي ثم الان تعليق العمل في الاتفاقية نفسها يمثل تطورا خطيرا لأنه يعني استئناف الأنشطة والتجارب النووية مرة أخرى. وأشار الي ان رغم الرئيس بوتين قال ان هذا التعليق لا يعني الانسحاب بل المعاهدة تم تجديدها في يناير العام الماضي بعد صعوبة بالغة بين بايدن وبوتين لمدة 5 سنوات وسيتم العمل بها حتى عام 2026، وبالتالي كانت روسيا وامريكا في محاولة للبحث عن صيغة جديدة لهذه المعاهدة نتيجة الاختلافات خاصة في ظل اتهام أمريكالروسيا بانها تقوم بتطوير أسلحة ذكية بما يمثل خارقا للمعاهدة واتهام روسيا أيضا لأمريكا بانها تقوم بتطوير أسلحة ذكية متطورة. واختتم: وبالتالي انهيار المعاهدة وعدم تجديدها سيكون له تداعيات خطيرة للأمن والاستقرار العالمي من ناحية زيادة الانتشار النووي في العالم وبالتالي يشجع الدول الأخرى على اجراء تجارب نووية وامتلاك السلاح النووي كما انه يعد تهديدا للسلم والأمن الأوروبيين. دكتور أحمد سيد أحمد كييف ومؤتمر ميونخ للأمن الرئيس الأمريكي جو بايدن، بزيارة إلى أوكرانيا أول أمس اعتبرها البعض استعراضا لقوة الإدارة الأمريكية في الوصول إلى مناطق الحرب، ولإرسال رسالة مفاداها أن الولاياتالمتحدة تدعم أوكرانيا في ظل الحرب ضد روسيا، والتي اندلعت في 24 فبراير 2022. يشار إلى أن العاصمة البافارية بجنوبي ألمانيا استضافت قبل أيام فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي ناقش أبرز الأوضاع في القارة الأوروبية، وجمع الحدث السنوي نحو 40 رئيس دولة وحكومة، وما يقرب من 100 وزير خارجية وزعماء منظمات دولية مثل الناتو. الخارجية الروسية: قرار تعليق المشاركة في معاهدة «ستارت» يمكن الرجوع عنه بعد تعليق معاهدة ستارت.. بيان من أمريكا بشأن البرنامج النووي الروسي وكان لغياب ممثلين عن روسيا، بسبب الحرب التي تخوضها موسكو ضد كييف من أبرز مشاهد مؤتمر ميونخ للأمن، الذي تصدرت الأزمة الأوكرانية جدول أعماله، إضافة إلى ملف جهود منع زيادة حدة الانقسام بين الأنظمة العالمية المتنافسة فضلاً عن تأثيرات التغيّر المناخي على الصراعات. مؤتمر ميونخ للأمن