مع قرب انتهاء فصل الشتاء، وحلول الذكرى الأولى لبدء الحرب الأوكرانية الروسية في 24 فبراير، تستعد موسكو لشن عملية عسكرية موسعة، وذلك من أجل تحقيق عدد من الأهداف المحلية داخل روسيا، وكذلك أهداف عسكرية على أرض المعركة، وهذا ما دفع القيادات العسكرية داخل الجيش الروسي لرسم الخطة الكاملة لبدء تلك العملية خلال الأسابيغ القادمة.
وفي مقابلة مع بي بي سي، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس: "نحن نقدر حاليًا أن 97% من الجيش الروسي موجود في أوكرانيا"، وهو الأمر الذي يشير إلى التحضير لشيء ما كبير خلال الفترة المقبلة، بالتوزاي دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صناعة الأسلحة إلى تقديم دعم أفضل ل "العملية العسكرية الخاصة"، والتي يُعرف بها غزو روسيا، فيما دعا نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ، دميتري ميدفيديف ، إلى زيادة إنتاج الدبابات.
بالتزامن مع الذكرى الأولى .. تحرك في 4 محاور بالتوزاي
وتشير تحركات القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا وفيها بوضوح إلى أن بوتين سيشن هجومًا رئيسيًا جديدًا في الذكرى الأولى لحربه العدوانية، فوفقا لتقرير نشرته صحيفة FOCUS الألمانية، فإن خطة بوتن لهذا الهجوم تتضمن الهجوم بأربعة محاور بشكل متوزاي لإحداث نقلة على أرض المعركة، خصوصا وأنه حتى الآن، كان شتاء الحرب سيئًا في الغالب لقوات بوتين في أوكرانيا، حبث لم ينجح الجيش الروسي حتى الآن في تحقيق اختراق يمكن أن يكون حاسمًا للحرب.
لكن منذ أسابيع ، ظل الخبراء العسكريون والمخابرات يسجلون دلائل على أن الكرملين سيشن هجومًا ربيعيًا كبيرًا في الذكرى الأولى لحربه العدوانية غير القانونية من أجل أن يكون قدوة ضد هذا الاتجاه، وبالتالي أيضًا ضد خسارته للسلطة، والتي ستقترن بهزيمة عسكرية في أوكرانيا.
باشموت أولا .. من أجل تلميع صورة قواته
ووفقا لتمركزات الجيش الروسي حاليا، فإن الجبهة تمتد عبر كامل جنوب شرق أوكرانيا، والتي غزاها الجيش الروسي على عمق حوالي 150 كيلومترًا ويسيطر عليها حاليًا ، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، ويقدر الخبراء أن التحركات سوف تكون على الجبهات التالية: 1. باشموت: بالرغم أنها ليست حاسمة بالنسبة للحرب، إلا أنها ستكون مهمة إعلاميًا لبوتين، فالمدينة الواقعة في شرق أوكرانيا والتي يبلغ عدد سكانها 74000 نسمة، تعتبر موقعًا استراتيجيًا رئيسيًا في دونيتسك أوبلاست، حيث كانت قوات بوتين تحاول غزوها منذ ستة أشهر، وقد كثفت بالفعل هجماتها بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية، ووفقًا لمعلومات من هيئة الإذاعة البريطانية BBC، يتوقع الجيش الأوكراني أن يستولي بوتين على المدينة قبل 24 فبراير، وفي الآونة الأخيرة، تسببت العمليات العسكرية هناك من قبل مرتزقة مجموعة فاجن في خسائر أكبر على الجانب الأوكراني.
وهناك أهمية أخرى لباشموت، فهي هامة له من من أجل تلميع صورة قواته، والتي تعرضت للدمار الشديد منذ بداية الحرب، فهكذا كان بوتين يستخدم حالة باخموت في وسائل الإعلام في بلاده، ويقول نيكو لانج، الخبير العسكري في الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني، ورئيس فريق التخطيط في وزارة الدفاع الفيدرالية العام الماضي، إن الوضع لن يتغير عسكريا، وكتب لانج في تغريدة "يمكن لأوكرانيا أن تتراجع إلى مواقع متطورة في دونباس إذا خسر باشموت ثم تواصل الدفاع الصارم"، وبالتالي، تم تأخير الهجوم الروسي مرة أخرى واستمرار تكبد قوات بوتين خسائر فادحة.
زابوريزهيا ثانيا .. مهمة من الناحية الإستراتيجية للحرب
2. زابوريزهيا: وتعتبر الأوبلاست مهمة من الناحية الإستراتيجية للحرب، فقد خاضت منطقة زابوريزهيا أوبلاست في جنوب البلاد معارك صعبة منذ بداية الحرب، ومازال هناك تدخل من قبل مرتزقة مجموعة فاجنر، والذين من المفترض أن يجتمعوا حاليًا مع العديد من الجنود الروس الآخرين ، خاصة في منطقة ميليتوبول ، وفقًا لوسائل الإعلام الأوكرانية.
ووفقًا لخبراء عسكريين مثل الجنرال الأمريكي السابق بن هودجز، فإن الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة يمكن أن تكون حاسمة بالنسبة للحرب، وذلك لأن قوات بوتين تنظم إمدادات لشبه جزيرة القرم المحتلة من هذه الأوبلاست، وحتى الجيش الأوكراني يعتبر أنه ميؤوس منه في الوقت الحالي لاستعادة شبه جزيرة القرم، لأن القوات غير مجهزة حاليًا بما يكفي للقيام بذلك، لكن الجنرال الأمريكي المتمرس يتوقع أن يكون الجيش الأوكراني قادرًا على استعادة شبه جزيرة القرم بحلول الصيف على أبعد تقدير، وبالتالي يتسبب في سقوط بوتين.
ووهليدار .. شريان رئيسي لطرق الإمداد لشبه جزيرة القرم
3. مدينة ووهليدار: وهي معركة من أجل الشريان الرئيسي لطرق الإمداد لشبه جزيرة القرم، وهناك أيضا علامات متزايدة على هجوم كبير في وحول مدينة ووهليدار، والتي تقع خارج الأراضي الروسية المحتلة في دونيتسك أوبلاست، وسيؤدي الاستيلاء على البلدة الصغيرة التي يقل عدد سكانها قليلاً عن 15000 نسمة على بعد حوالي 50 كيلومترًا جنوب غرب عاصمة الإقليم دونيتسك إلى لعب دور رئيسي في هجوم بوتين.
ويمكن لقواته من هناك حماية خط السكة الحديد الذي يتم من خلاله تزويد القوات الروسية في شبه جزيرة القرم بشكل أفضل، ولكن ليس من الواضح ما هي فرص التمكن من تنفيذ هذه الخطة، حيث تم الدفاع عن المنطقة حتى الآن من قبل القوات الأوكرانية.
خاركيف .. عاصفة أخرى على ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا
4. خاركيف: ونحن هنا على وشك عاصفة أخرى على ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، ويعتقد الخبراء أيضًا أن مدينة خاركيف، الواقعة في وسط الحدود الشرقية مع روسيا، يمكن أن تصبح قريبًا مسرحًا للهجوم الربيعي لبوتين، فوفقًا لمراقبين مختلفين، فإن عدد الهجمات على ثاني أكبر مدينة، والتي كان عدد سكانها في يوم من الأيام 1.5 مليون نسمة، لم يبق منهم سوى ثلثهم، وقد زاد بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة - خاصة الهجمات المدفعية.
وبعد عدة محاولات فاشلة في السنة الأولى من الحرب، فإن الاستيلاء على خاركيف سيعني مكسبًا كبيرًا في مكانة بوتين، وذلك لأن المدينة تعتبر مركز البحث والتعليم في البلاد.
النرويج يمكن أن تصبح الهدف الأول لبوتين في صراع الناتو
ويبدوا أن لدى روسيا خطة تصعيد تخيف دولا أخرى في أوروبا، فقد حذرت أجهزة المخابرات النرويجية من أن النرويج ستكون واحدة من أهداف بوتين الأولى في حالة نشوب صراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، وفي تحليل المخاطر السنوي، توصف روسيا بأنها جارة "لا يمكن التنبؤ بها"، ووفقًا للتقرير، يمكن لروسيا الاستمرار في بناء قوتها القتالية في غضون السنوات الخمس إلى العشر القادمة.
وقال التقرير إن الأسلحة النووية تزداد أهمية بالنسبة لروسيا وتشكل "تهديدا خطيرا" لحلف شمال الأطلسي والنرويج، فوفقا للتقرير، نشرت روسيا أيضا سفنا ذات قدرات نووية من الأسطول الشمالي، وقالت إن جزء مهم من القدرة النووية يكمن في الغواصات والسفن السطحية التابعة للأسطول الشمالي، حيث يمكن نشر الرؤوس الحربية النووية ونشر الأسلحة النووية التكتيكية من السفن.
كما أن قدرات روسيا تحت الماء والأسلحة المضادة للأقمار الصناعية والقدرات السيبرانية تشكل خطورة أيضًا، بالإضافة إلى ذلك، تخشى أجهزة الاستخبارات من أن البنية التحتية في النرويج يمكن أن تكون هدفًا لأن النرويج تزود أوروبا بالطاقة بشكل متزايد.
الجيش الألماني يبدأ تدريب ليوبارد للجنود الأوكرانيين
في المقابل بدأ الجيش الألماني منذ الاثنين تدريب الجنود الأوكرانيين على دبابة القتال الرئيسية ليوبارد 2، وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع في برلين، إنه سيتم التدريب بشكل رئيسي في مدرسة بانزر تروبس في مونستر، ساكسونيا السفلى، وإنه يجب أن يكتمل بحلول نهاية الربع الأول من أجل التمكن من تنفيذ التسليم "المتزامن".
وقد وعدت الحكومة الفيدرالية أوكرانيا ب 14 Leopard 2A6، وبالإضافة إلى ذلك، هناك برامج تدريبية للجنود الأوكرانيين الذين بدأوا بالفعل في ألمانيا على مركبة القتال المشاة Marder، ويتوقع وزير الدفاع بوريس بيستوريوس أن يؤدي إمداد أوكرانيا بالدبابات القتالية الرئيسية إلى تعزيز الدفاعات بشكل كبير ضد المهاجمين الروس.
ولكن بشكل عام، لا يمكن تحديد أي انعكاس جوهري في الاتجاه لصالح جيش بوتين من العمليات العسكرية المتزايدة من قبل قوات بوتين، ويلخص الصورة نيكو لانج ، الخبير العسكري في الاتحاد الديمقراطي المسيحي، قائلا: "أسطورة القوة الساحقة التي تكاد تكون غير محدودة لروسيا وفكرة شن هجوم ربيعي واسع النطاق من شأنه أن ينقلب فوق أوكرانيا ، لا تغطيها الحقائق العسكرية".
هذا ليس أقله بسبب حقيقة أن القوات الأوكرانية تمكنت مرارًا وتكرارًا من تأخير الهجمات الروسية. من خلال "الدعم الهائل الضروري" ، تتمتع أوكرانيا "بفرص واقعية" لمواصلة الصمود في وجه الهجمات الروسية ثم تحرير المزيد من المناطق الخاصة بها بهجمات مضادة "، كما يقول لانج.
