ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يواجه اختبارات جديدة في أوكرانيا بينما تبلغ الحرب مرحلة حرجة، في ضوء محاولات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصعيد الصراع رغم الجهود الدولية لإعاقة تقدم جيشه ووسط قلق حلفاء أوكرانيا بشأن ارتفاع أسعار الطاقة قبل بدء فصل الشتاء واستعدادت الأممالمتحدة للتصويت على مشروع قرار يدين روسيا. وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير تحليلي نشرته عبر موقعها الإلكتروني - أن بايدن يضغط بقوة للحفاظ على ما أصبح مهمة مركزية لرئاسته ألا وهي: الحفاظ على التحالف العالمي والمحلي الداعم لأوكرانيا، مضيفة أنه مع اقتراب الحرب إلى شتاءها الأول، يواجه بعض حلفاء الولاياتالمتحدة رياحًا اقتصادية عاتية تغذيها الحرب، بينما يعرب بعض الجمهوريين الأمريكيين عن شكوكهم حيال جدوى المليارات من المساعدات الموجهة إلى أوكرانيا. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن جهود بايدن تواجه اختبارا كبيرا غدا الأربعاء عندما تصوت الأممالمتحدة على مشروع قرار يدين ضم روسيا لأربعة أجزاء من أوكرانيا. ويعمل بايدن والمسؤولون الأمريكيون على إقناع بلدان عدم الانحياز في أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا بإدانة الكرملين بشكل صريح، وهو جهد قال المحللون إن وابل الهجمات الصاروخية الروسية أمس الاثنين على كييف وغيرها من المدن الأوكرانية الكبرى قد يؤدي إلى تعزيزه. وأكدت الصحيفة الأمريكية أن التحديات التي يواجهها بايدن ليست خارجية فقط، حيث تظهر تصدعات في الدعم السياسي داخل الولاياتالمتحدة للمليارات من المساعدات التي ترسلها واشنطن لدعم أوكرانيا، وسط احتمالات باتساع هذه الشقوق بشكل كبير إذا استعاد الجمهوريون مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي الأمريكية في 8 نوفمبر المقبل. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن البيت الأبيض تمكن حتى الآن من الحفاظ على دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي للعديد من المساعدات وحزم الأسلحة بمليارات الدولارات لأوكرانيا، ولكن بعض الجمهوريين المتحالفين مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بدأوا في إثارة تساؤلات حول سبب إنفاق الولاياتالمتحدة الكثير من الأموال على حرب بعيدة في الخارج. وأضافت أن جهود تعزيز تحالف بايدن تأتي في الوقت الذي تسعى فيه أوكرانيا للحصول على مزيد من الدعم العسكري، بعد سلسلة من الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة كييف، حيث قتل ما لا يقل عن 14 شخصًا. وقال بوتين إن ذلك جاء ردا على تفجير جسر القرم الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، بينما ألقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطابًا إلى مواطنيه طمأنهم فيه بالقول إنه يعمل على الحصول على أنظمة دفاع جوي حديثة وتعزيز قواته، وأنه "لا يمكن تخويف أوكرانيا".