منذ مطلع الأسبوع الماضي، يهدد بنك كريدي سويس السويسري، بأزمة اقتصادية كالتالي ضربت أسواق المال، في عام 2008، حيث شهد يوم الأثنين الماضي، انخفاض حاد لأسهمه بنسبة تصل إلى 11.5٪، في حين بلغت خسائر السهم 55% منذ بداية عام 2022، وسجلت سنداته أدنى مستوياتها مع تنامي المخاوف بشأن قدرة البنك على تجديد أعماله وتعزيز رأس ماله بعد سلسلة الخسائر التي عجلت بإعادة تشغيل الاستراتيجية. حقيقة إفلاس بنك كريدي سويس بنك كريدي سويس، هو أحد أكبر البنوك السويسرية، وفي أوروبا، ولها أهمية في خريطة أسواق المال العالمية، ويهدد تعرضه لأي مشكلات أو إفلاس بأزمة كبيرة في أسواق المال، لذلك يسعى البنك لزيادة رأس المال ووقف إعادة شراء الأسهم وخفض توزيعات الأرباح، وضخ دماء جديدة في إدارته بعد خسارة أكثر من 5 مليارات دولار منذمارس 2021. موجة إفلاس تضرب ألمانيا.. ودعوات للتفاوض مع روسيا موجة إفلاس.. ألمانيا تشكك في كفاءة أهم وزراءها بعد رد صادم علي سؤال أما عن خسائر بنك كريدي سويس، خلال الثلاثة أرباع من العام الجاري، فقد قاربت إلى حوالي 4 مليارات فرنك سويسري، في حين ارتفعت تكاليف التمويل وسط خفض التصنيف الائتماني، ويقدر المحللون أن البنك قد يواجه عجزًا في رأس المال بحوالي من 4 إلى 6 مليار فرنك سويسري، اعتمادًا على ما سيفعله من مبيعات الأصول، وإعادة الهيكلة ودعم النمو، وربما يلجأ البنك كملاذ أخير إلى الحكومة للحصول على الدعم. رسائل طمأنة من خبراء أسواق المال الأسبوع الماضي، حاول أولريش كورنر، المدير التنفيذي للبنك طمأنة المستثمرين، وأصدر مذكرة موجهة إلى الموظفين طالبهم فيها بضرورة عدم الخلط بين أداء سهم البنك، وبين قاعدة رأس المال القوية، ومركز السيولة، حيث أن هناك العديد من البيانات غير الدقيقة التي تم الإدلاء بها في وسائل الإعلام، مناشدا الموظفين بالبقاء ملتزمين قبل خطة التحول الهيكلي، التي سيتم الكشف عنها في 27 أكتوبر الجاري. هذه التصريحات أكدتها صحيفة فاينانشيال تايمز الأمريكية، حيث أكدت أن كريدي سويس، قد يكون بالفعل أسوأ بنك كبير في أوروبا، لكنه ليس على وشك الانهيار، كما يرى مؤسس سابا كابيتال مانجمنت بواز وينشتاين أن قصة الترويع التي تحاول الربط بين مشكلة البنك السويسري ومشكلة البنك الأمريكي الذي تسبب ب الأزمة الاقتصادية المالية عام 2008 لا تقترب من الحقيقة مطلقاً. بنك كريدي سويس كريدي سويس ثاني أكبر مقرض بسويسرا بنك كريدي سويس، هو بنك سويسري، تأسس عام 1856، ولعب دورًا مركزيًا في تاريخ سويسرا وتطورها، وأنشأه السياسي ورجل الأعمال السويسري ألفريد إيشر، وذلك لتمويل السكك الحديدية في البلاد ودعم التصنيع، وطيلة هذه السنوات حدث العديد من عمليات الدمج والاستحواذ ليحقق البنك نموا، يجعله في المركز الثاني كأكبر مقرض في سويسرا، وواحد من أكبر البنوك الأوروبية. وفي نهاية عام 2021، عمل لدى البنك أكثر من 50 ألف موظف، وامتلك أصول بحوالي 1.6 تريليون فرنك سويسر، ما يعادل 1.62 تريليون دولار، إلى جانب امتلاكه مصرفا سويسريا وإدارة الثروات والخدمات المصرفية الاستثمارية وعمليات إدارة الأصول. مخاوف من تكرار الأزمة الاقتصادية 2008 وبعد الازمة التي تعرض لها البنك من انخفاض قيمة أسهمه رغم الأصول الكبيرة التي يملكها، يهدد البنك بأزمة اقتصادية كالتي حدثت عام 2008، لأنه في هذا العام أعلن بنك ليمان براذرز، وكان أشهر بنك في الولاياتالمتحدة، إفلاسه بشكل مفاجئ في سبتمبر2008، ليدخل العالم وقتها أسوأ أزمة اقتصادية منذ ثلاثينيات القرن الماضي. ويعد إفلاس بنك ليمان براذرز، الأكبر في التاريخ الأمريكي، حيث تراجع مؤشر "داو جونز" 500 نقطة في أقوى تراجع منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.
