اجتمع ائتلاف المعارضة السوري اليوم، الخميس، لاختيار زعيم له وليثبت للحكومات الغربية والعربية التي تدعمه أنه موضع ثقة، ويمكنه أن يتسلم أسلحة متطورة للتصدي للهجوم المنسق الذي تنفذه قوات الرئيس بشار الأسد. وأحجمت دول غربية عن إرسال أسلحة لمقاتلي المعارضة السورية المنقسمة على نفسها حتى بعد أن امتلكت قوات الأسد زمام المبادرة في الأشهر القليلة الماضية، وتعهدت واشنطن وحلفاؤها بمساعدة المعارضة. وتفرض قوات الأسد حصارًا في مدينة حمص على مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الاحتفاظ بالسيطرة على أراض في أنحاء متفرقة من البلاد بينما لا تستطيع المعارضة في المنفى فرض نفوذها على الارض ووقف الانجراف نحو النزعات الإسلامية المتشددة. وظل الائتلاف الوطني السوري المعارض بلا زعيم منذ أشهر بعد أن استقال رئيسه بسبب خلافات حول محادثات محتملة مع حكومة الرئيس السوري. ويسعى الائتلاف للاتفاق على قيادة موحدة خلال محادثات يوم الخميس في مدينة إسطنبول التركية. وتقول مصادر مطلعة داخل الائتلاف، إن القوى الدولية الداعمة له لا تريد تكرار الأزمة التي حدثت منذ نحو شهر حين اضطر مسئولون كبار من تركيا ودول غربية وعربية للتدخل للحيلولة دون انهيار الائتلاف. وذكرت المصادر أن القيادة الجديدة للائتلاف الذي يضم في الأغلب سياسيين يعيشون في المنفى ستحتاج أيضًا إلى إظهار قدرتها على تعزيز علاقاتها مع النشطاء ومقاتلي المعارضة داخل سوريا. واجتمعت شخصيات كبيرة من المعارضة مساء الأربعاء للتوصل إلى اتفاق يرضي الأطراف الثلاثة الرئيسية في الائتلاف، وهم جماعة الإخوان المسلمين -أكبر فصيل منظم في المعارضة السياسية - وتكتل مدعوم من السعودية وجناح موال للأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ. وتشمل قائمة المرشحين المحتملين لقيادة المعارضة الصباغ وأحمد جربا وهو شخصية قبلية تربطها صلات جيدة بالسعودية. وقالت مصادر في الاجتماع إن من بين المرشحين التوافقيين المحتملين أحمد طعمة الخضر وبرهان غليون وهو أستاذ يعيش في باريس. واندلع الصراع في سوريا قبل أكثر من عامين وأسفر عن مقتل أكثر من 90 ألف شخص ورجحت في الشهور القليلة الماضية كفة الأسد خاصة بعد أن حصل على دعم مقاتلين من جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران. وكانت الدول الغربية المعارضة للأسد قد تكهنت في نهاية العام الماضي بأن أيام الأسد في السلطة معدودة. لكن هذه الدول تخشى الآن على بقاء الانتفاضة بعدما ساعد مقاتلون من حزب الله في السيطرة على بلدة القصير التي كانت تسيطر عليها المعارضة. وتعين على الغرب أن يوازن بين رغبته في مساعدة مقاتلي المعارضة وقلقه من هيمنة الإسلاميين المتشددين ومن بينهم جماعات متحالفة مع تنظيم القاعدة على الانتفاضة. وقال مصدر كبير في المعارضة السورية على اتصال بمسئولين أمريكيين إن واشنطن وضباطا فرنسيين يركزون على دعم وحدات للمعارضة في محافظة حلب على حدود تركيا حيث تساعد صواريخ جديدة مضادة للدبابات على تحويل دفة القتال. وقال المصدر "أعتقد أننا سنسمع أنباء طيبة من حلب قريبا. لا يريد أحد أن يتكرر نقص الامدادات الذي سمح لحزب الله بالاستيلاء على القصير ومهد الطريق أمام الهجوم على حمص." ويقول دبلوماسيون في المنطقة إن السعودية تقوم بدور مهم في دعم المعارضة وبدأت تسلم على نطاق محدود أسلحة متطورة لمقاتلي المعارضة وتقوم الولاياتالمتحدة بدور أكبر من ذي قبل في الإشراف على مثل هذه الشحنات لضمان عدم وقوعها في أيدي إسلاميين. وقال دبلوماسي غربي "سيكون للأمريكيين الكلمة النهائية بشأن الدعم السعودي. والظاهر أن التعهدات الأمريكية ضئيلة لكن دور واشنطن كبير بشكل غير مباشر." ويأتي في قلب استراتيجية الغرب والسعودية تعزيز المجلس العسكري الأعلى - وهو هيكل قيادة مركزية للمقاتلين المعارضين يقوده منشقون عن الجيش السوري - بهدف استعادة الأراضي التي سيطرت عليها قوات الأسد وإيجاد ثقل مقابل للمتشددين. وقال كمال اللبواني وهو عضو بارز في كتلة ليبرالية بالائتلاف إن المعارضة بدأت في بناء قدراتها العسكرية من خلال المجلس العسكري الأعلى لكن الإسلاميين لا يزالون يهيمنون على ساحة المعركة. وأضاف أنه يتوقع زيادة في شحنات الأسلحة للمعارضة ورفض خططا أمريكية روسية لعقد مؤتمر سلام يعرف باسم "جنيف 2". واعتبر اللبواني المؤتمر إعدادا لمزيد من القتال مشيرًا إلى أن الأسد لن يتخلى عن السلطة لحكومة انتقالية تأمر الجيش بسحب الدبابات من الشوارع وتفرج عن عشرات الآلاف من السجناء وتسمح بالمظاهرات.