سد مروى السودانى وجه الرئيس السوداني عمر البشير والي ولاية نهر النيل بالعمل على تنفيذ وثيقة الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين حكومة الولاية ولجنة "المناصير" المتأثرين من قيام سد "مروى" في شمال البلاد والمعتصمين أمام مقر الولاية بمدينة الدامر منذ نحو شهرين . والتقى الرئيس السوداني اليوم "الثلاثاء" مع الفريق الهادي عبد الله والى ولاية نهر النيل ، الذي أطلع الرئيس ونوابه ومساعديه على تفاصيل وثيقة الاتفاق مع "المناصير" والتي بلغت الآن مرحلة التنفيذ ، موضحا أن الرئيس دعا إلى أهمية سرعة تنفيذ ما جاء في الوثيقة . وأضاف الوالي موجها حديثه للمعتصمين أن الدولة قد اعترفت بمطالبهم واستجابت لها وأنه لا يوجد أي مبرر لاستمرار الاعتصام بعد موافقة الرئيس على تنفيذ وثيقة الاتفاق . من جهته ، وعد الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي بالتعاون مع جميع الأطراف بالحكومة للحد من حالة الاحتقان التي تسببها قضية المتأثرين بقيام سد مروي (مجموعة الخيار المحلي) مشيرا إلى المشاكل التي تعيشها البلاد في أطرافها المختلفة . وزار المهدي اليوم ولاية نهر النيل والتقى رئيس لجنة التفاوض الحكومية بحضور عدد من قيادات الولاية الشعبية والسياسية والتنفيذية . وأكد الصادق أهمية مشاركة كافة الجهات ذات الصلة لتنفيذ المطالب ، مشيرا إلى أن الأسلوب الذي اتبعه المناصير يعد من الأساليب الأكثر استقامة معتبرا ذلك من أساليب (القوى الناعمة) ، داعيا إلى احترام هذا النهج والتفاوض معهم . وأشاد الصادق بالجهود التي بذلتها الحكومة لمعالجة القضية ، وأشار الى أن فجوة الثقة بين الطرفين أدت إلى تصعيد الموقف ، وطالب بتكوين آلية قومية تضم كل الأطراف لمعالجة القضية . وتعود قضية "المناصير" الى تأثر الالاف منهم بقيام سد "مروي" بولاية نهر النيل ، ومن بين هؤلاء مجموعة اختارت إعادة توطينها قرب بحيرة السد رافضين تهجيرهم إلى مناطق التوطين الأخرى التي اقترحتها الحكومة ، وظلوا في اعتصام منذ نحو شهرين ، أمام مقر حكومة الولاية بالدامر ، مطالبين بتحقيق مطالبهم وتنفيذ قرارات رئيس الجمهورية التي صدرت بشأنها . كما يطالبون بسرعة دفع التعويضات الخاصة بهم نتيجة غرق مزروعاتهم وادخال مشروعات التنمية الى المنطقة . ويعتبر سد "مروي" من أضخم مشروعات التنمية في السودان ويعد ثاني أكبر سد في قارة أفريقيا بعد السد العالي ويقع علي مجرى نهر النيل في الولاية الشمالية عند جزيرة مروى التي أطلق عليه اسمها ، واكتمل بناؤه في مارس 2009 ويبلغ ارتفاعه 67 مترا ويقع عند الشلال الرابع على بعد حوالي 350 كيلومترا شمال العاصمة الخرطوم .