لم يكن يوم الثلاثاء الماضى، يوماً عادياً فى حياة عشاق وجماهير نادى الزمالك، حيث شهد تتويج الفارس الأبيض، بدرع الدورى العام الممتاز، فى مراسم احتفالية، عقب انتهاء مباراة الزمالك مع الاتحاد السكندرى والتى انتهت بالتعادل 1/1، وجاءت فى أجواء رائعة، وشهدت ممرا شرفيا من لاعبى فريق الاتحاد للاعبى الزمالك، وكانت لفتة طيبة وروح رياضية عالية من زعيم الثغر. وتحولت منطقة 100 عقبة، معقل الزمالك إلى عرس كبير، خاصة أمام بوابات النادى التى شهدت تدفق الآلاف من محبى وعشاق الفانلة البيضاء، ومع وصول الاتوبيس المفتوح الذى يقل لاعبى الفريق، كانت فرحة الجماهير حول النادى عارمة واستقبلوا الفريق، بالأهازيج والأغانى والهتافات المدوية فى أجواء أوروبية رائعة.
أغلب الجماهير الزملكاوية لم تكن تتوقع حصد أى بطولة، هذا الموسم، وكانت تمنى نفسها أن يحصل الفريق على مركز يؤهله للمشاركة بالبطولات الأفريقية، خاصة بعد البداية السيئة فى الدورى العام مع كارتيرون، وأزمة الحرمان من القيد، وتراجع مستوى اللاعبين، والخروج من دور المجموعات فى دورى أبطال افريقيا، كلها عوامل محبطة أفقدت الجماهير الأمل فى حصد أى نجاح هذا الموسم.
مجلس إدارة الزمالك لم يقف مكتوف الأيدى، وكانت ضربة معلم من مجلس إدارة الزمالك عندما قرر التعاقد مع البرتغالى "فيريرا" لقيادة الفريق الأبيض فنياً، وإقالة كارتيرون، وكان ذلك نقطة تحول في مسار الفريق الأبيض، وعلى الرغم من التعثر فى البدايات، وتلقى هزيمتين من إنبى وطلائع الجيش، إلا أن الفريق تماسك بعدها وأصبح بعبع الدورى.
البرتغالى تحمل المسئولية بكل شجاعة، ولأنه العبقرى البروفيسور "فيريرا" ظهر الفريق معه بشكل آخر وأصبح متميزاً فنياً وبدنياً، وبث الروح القتالية والإصرار والعزيمة فى نفوس اللاعبين، بجانب حالة الحب التى سادت غرفة الملابس، وظهر ذلك فى أداءهم داخل المستطيل الأخضر، وكانوا جميعاً رجالاً على حق واسعدوا جماهيرهم.
البروفيسور "فيريرا" تفوق على نفسه وتحدى كل الصعاب، وصنع فريقاً قوياً، يهابه الجميع، وعلى الرغم من رحيل وتمرد أكثر من لاعب، وأزمة إيقاف القيد، إلا أن الداهية "فيريرا" لم يقف متفرجاً، وبكل شجاعة قرر تصعيد عدد كبير من اللاعبين الشباب، ومنحهم الثقة، لذا صالوا وجالوا، وكانوا عند حسن الظن، وساهموا مع زملاءهم فى التتويج بكأس مصر والدورى العام.
ألف مبروك لجميع اللاعبين الذين عرفوا لحن الفوز على أوتار الفرح ورسموا البسمة على شفاه جماهيرهم فى كل مكان بعد أن تحملوا المسئولية بشجاعة واقتدار وحصدوا بطولتى كأس مصر بعد الفوز على الأهلى وتوجوا ببطولة الدورى بجدارة واستحقاق.
ألف مبروك لأمير مرتضى المشرف العام على الكرة، هو قيادى من الدرجة الأولى، يحترم عمله ويؤديه باحترافية شديدة، وأرى أن الفريق الأول بالزمالك يعيش معه فترة جيدة من الاستقرار الإدارى، فالرجل يؤدى عمله مع الفريق على أكمل وجه، وناجح بدرجة متميزة فى إنجاز كافة الأمور التى تتعلق بالفريق، ويحسب له عودة فيريرا لقيادة الزمالك للبطولات.
كل الشكر والتقدير لمجلس إدارة نادى الزمالك برئاسة المستشار مرتضى منصور، الذى وفر كافة الإمكانيات للفريق، ولم يبخل فى الوفاء بمستحقات اللاعبين أولاً بأول، ويحسب لرئيس الزمالك أنه بذل جهداً كبيراً من أجل سفر الجمهور الزملكاوى لكافة ملاعب مصر لمؤازرة ومساندة الفريق، وفى كل مناسبة يعظم رئيس الزمالك من دور الجمهور فى حصد البطولات.
كل التحية والتقدير والعرفان لجماهير الزمالك التى لم تبخل على دعم ومساندة ناديها العريق، وكانوا خلفه فى كل مكان.. جمهور عظيم قدم مثلاً رائعاً فى الوفاء، وأعطوا درساً للجميع فى الرقى والانتماء وكانوا سبباً مع مجلس الإدارة واللاعبين والجهاز الفنى والإدارى والطبى فى حصد النجاح بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.
