كيف يتم اختيار أى شخصية قيادية فى منصب مسئول مثل منصب المحافظ؟ هنا أنا لا أتحدث عن الاختيار السياسى بقدر ما أتحدث عن المواصفات والمؤهلات التى يتم على أساسها عمل الاختيار. ونأتى للسؤال الأهم، قبل مواصفات الاختيار، وهو: من الذى يقوم بالاختيار؟ هل هو اختيار فردى؟ هل هو اختيار من قِبل لجنة؟ وهل هذه اللجنة حكومية أم شعبية أم مشتركة؟ وهل تعتمد فى اختيارها على عنصر الولاء أو الانصياع للنظام، أم على الكفاءة المهنية والسمعة والشرف؟ وهل توجد معلومات دقيقة حول تاريخ الرجل أم تعتمد على مجموعة قصاصات أو تقارير كتبها بعض الهواة من المتطوعين الذين يعشقون كتابة تقارير ضد زملائهم أو معهم؟ أين تقارير أجهزة الأمن الرسمية؟ وأين تقارير الأجهزة الرقابية المتخصصة حول الشخص المرشح للمنصب العام؟ وهل تشمل هذه التقارير مدى الشعبية المتوقعة للشخص المرشح للمنصب العام؟ بمعنى: هل إذا ما تم ترشيحه هل سيحظى -لأول وهلة- بالقبول والرضا الشعبى داخل الجهة أو المنطقة التى تم ترشيحه من أجلها؟ من هنا أسأل: هل اتبعت الحكومة كل هذه الإجراءات واستعانت بكل هذه التقارير ولجأت إلى كل هذه الجهات وهى تقوم بعملية فرز واختيار أصلح من يمكن أن يتولى منصب المحافظ فى حركة المحافظين الجديدة؟ ومن الواضح أن الحركة لم تكن مستعجلة، بل أخذت وقتاً أكثر من المنطقى ومن المطلوب، ومع ذلك جاءت بنتائج مخيبة لكثير من قطاعات الرأى العام وأدت إلى ردود فعل سلبية فى معظم المحافظات التى تعرضت للترشيحات الجديدة وأدت إلى مصادمات ومظاهرات فى الغربية والدقهلية والأقصر والمنوفية وغيرها. وتم إدخال معظم المحافظين الجدد إلى مكاتبهم لتسلم أعمالهم تحت حراسة مجموعات من مناصرى الإخوان والحركة السلفية لحمايتهم من غضب الجماهير الأخرى المعارضة الغاضبة. من الواضح أن مسألة الترشيح راعت بالدرجة الأولى 3 عناصر أساسية: 1- مدى ولاء المحافظ لتيارات الإسلام السياسى. 2- الحرص على أن يكون المحافظ الجديد من الشخصيات «المتشددة» إدارياً، القادرة على مواجهة حركات احتجاج شعبية فى مناطق مسئوليته. 3- أن المحافظات التى شملها التغيير هى الأكثر اعتراضاً على حكم الإخوان وأكثرها موالاة لجبهة الإنقاذ ومعظمها فى محافظات وجه بحرى والسواحل. العنصر الأهم الذى لم يُلتفت إليه هو هل سيحوز هذا المحافظ رضا الناس أم لا؟ نقلا عن الوطن المزيد من أعمدة عماد الدين اديب