تستعد روسيا غدا للاحتفال بعيد النصر، وهو اليوم الذي يحتفل به الروس بذكري الفوز على الجيش الألماني بقيادة أدولف هيتلر على يد الجيش السوفيتي في الحرب العالمية الثانية عام 1939، وسط أنظار ومخاوف الدول الغربية من قرارات محتملة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتستعد القوات المسلحة الروسية لاستعراض عسكري في مدينة ماريوبول الأوكرانية، في بيان لجهاز المخابرات الأوكراني قال، إن ماريوبول ستستخدم كمركز للاحتفالات، مضيفا أن الطرق الرئيسية في المدينة يجري تنظيفها على وجه السرعة، وإزالة الحطام والجثث من الموتى. توقعات لقرارات بوتين الجديدة ويتوقع الخبراء أن فلاديمير بوتين سيعلن مجموعة من القرارات الجديدة الخاصة بالأزمة الروسية الأوكرانية، ومنها إعلان بوتين النصر في حرب أوكرانيا، أو تمديد العمليات العسكرية إلى مناطق أخرى، فيما توقع البعض الآخر إعلانه ضم جمهورية شعبية جديدة في خيرسون، التي تعتبر أول مدينة تسيطر عليها روسيا في حربها ضد أوكرانيا. كما توقع البعض أن يعلن بوتين بداية الحرب رسميا، ومن ثم تفعيل قانون التعبئة والذي يمكن استخدامه لبدء تعبئة عسكرية عامة أو جزئية في حالات الاعتداء على الاتحاد الروسي أو التهديد المباشر بالعدوان. المستشار الألماني: الناتو ليس طرفا في صراع روسياوأوكرانيا روسيا: تدمير 19 موقعا عسكريا وأسلحة غربية في أوكرانيا كما عبر عدد من المحليين عن مخاوفهم من قيام روسيا باستعراض أسرى الحرب خلال عرض يوم النصر، وحذر أيضا مركز استراتيجيات الدفاع، ومقره أوكرانيا، من إجبار 500 أسير أوكراني في روسيا على المرور عبر الميدان الأحمر بموسكو لتصويرهم. وتشير تقارير آخري، إلى أن بوتين قد يطالب المقاطعات الواقعة في أقصى شرق روسيا بتزويده ب 200 جندي متطوع في الأسبوع، لكنه أعفى العاصمة موسكو من التجنيد. استبعاد التعبئة العامة ومن جانبه، استبعد رامي إبراهيم، الباحث في الشؤون الدولية، إعلان روسيا التعبئة العامة يوم 9 مايو المقبل الذي يتزامن مع ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، في الوقت الحالي، خاصة وأن مثل هذا القرار ستكون له تداعيات خطيرة داخليا وخارجية، وقد يسهم في تغيير مجرى الحرب وتوسيع نطاقها. وأوضح إبراهيم في تصريحات ل "صدى البلد"، أن قرار إعلان التعبئة العامة يعني تحويل القوات المسلحة إلى حالة الحرب أو شبه الحرب بما فيها استدعاء قوات الاحتياطي، هذا إلى جانب إعادة بناء اقتصاد الدولة وتعديل قوانينها لتوفير حاجات حرب طويلة الأمد، بالإضافة إلى حشد القوى المتحالفة معها وموقفها، وهذا له تكلفة كبيرة اقتصاديا وعسكريا. وأشار أنه في حال قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعلان التعبئة العامة، يعني هذا إعلان الحرب رسميا ما قد يؤدي إلى حشد دولي غربي ضده عسكريا واقتصاديا وسياسيا أيضا خاصة وأن التدخل الروسي في أوكرانيا حتى الآن يندرج تحت مسمى "عملية عسكرية خاصة" وليست حرب معلن عنها رسميا. خطورة إعلان التعبئة العامة ورأى إبراهيم أن إعلان التعبئة العامة سيكون تصعيد خطيرا ومؤشر على تصاعد الأمور وتوسيع نطاق الحرب، وسيكون من حق كل طرف حشد القوى الدولية وحلفائه بشكل مباشر، وإعلان الحرب صراحة ما قد ينذر بحرب عالمية ثالثة إذا رأى الغرب أن روسيا لديها نية احتلال أوكرانيا وذلك خشية أن تطال العمليات العسكرية دول شرق أوروبا المجاورة لأوكرانيا. شديدة وصارمة.. كوليبا: عقوبات أمريكية جديدة ضد روسيا روسيا توافق على إصدار جوازات سفر لسكان مدينة خيرسون الأوكرانية وأضاف الباحث في الشؤون الدولية، أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يعملان على إمداد أوكرانيا بالأسلحة الدفاعية الهجومية، في محاولة لدعمها للصمود أمام الهجوم الروسي لأطول فترة ممكنة ولمحاولة تقليل فرق الإمكانيات العسكرية بين الجيشين. استبعاد إعلان الحرب وقال إن البعض يرى أن الرئيس الروسي قد يعلن الحرب رسميًا من أجل تجميع المزيد من القوات، إلا أن هذا مستبعد لأنه مكلف جدا، كما أن العديد من السيناريوهات المطروحة على الطاولة، وإعلان الحرب هو أصعب سيناريو، ولكنه ممكن في حالات الاعتداء على روسيا أو التهديد المباشر بالعدوان، واندلاع نزاعات مسلحة موجهة ضد البلاد. ولفت إلى أن من الممكن أن يعلن بوتين عن حشد قوات إضافية من خلال تعبئة جزئية أو تمديد التجنيد للجنود الموجودين حاليا في القوات المسلحة، أو استدعاء جنود الاحتياط أو جلب رجال في سن القتال ممن تلقوا تدريبات عسكرية، لكن هذا يمثل خطرا كبيرا خاصة فيما يتعلق بتقديرات الدول الغربية وردود فعلها.