الجيوش هى العمود الفقري لأى دولة، وفي مصر، الجيش بالنسبة لنا ليس فقط العمود الفقرى للدولة، بل هو «قلب الدولة النابض»، الذي يحافظ على مصر بما فيها، يدافع عن ثرواتها ومصالحها وتماسُكها ووحدتها وحدودها وأمنها القومى. وعلى مدى التاريخ يعتبر الجيش المصرى الرئة التى يتنفس بها الشعب، وذكريات النصر فى حرب العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر عام 1973، خير مثال على ذلك، والذكرى 49 التي تمر اليوم، ليست مجرد ذكريات تروى فى صفحات التاريخ، بل هى أحداث شكلت واقع ومستقبل الوطن، الذي رسمه أبناء مصر بدمائهم. ذكرى العاشر من رمضان.. الأزهر صاحب البشارة النبوية والدعم المعنوي على جبهة القتال.. والإمام الأكبر: ملحمة عظيمة ووسام شرف على جبين جنودنا البواسل فى ذكرى العاشر من رمضان | ملحمة وطنية خالصة سطرها الأبطال..ونواب: رجالات الجيش قدموا أروع البطولات ..حرب أكتوبر حيرت أعرق الأكاديميات العسكرية العالمية بطولات لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه تحمل أوراق الحرب، بطولات لرجال حملوا الأمانة حتى جاء نصر العاشر من رمضان، وتروى الصفحات بطولاتهم لتسترجع ذكريات الصائمين فى حرب الكرامة لاستعادة الأرض والشرف، لتظل دروس الحرب بكل فخر وإباء تلخص منهاج حياة وتؤسس لدليل نسترشد به للطريق نحو النصر، من هذه الروايات بطولات الجنود على الجبهة وهم صائمون. كان رجال القوات المسلحة متشوقين، غير مصدقين أنهم على أعتاب الحرب التى طال انتظارها لاستعادة الكرامة، إلا عندما بدأت القنابل تنتشر بطول خط بارليف، وانتشر الدخان وبدأ عبور أبطالنا حتى تحقق النصر، وكانت تلك اللحظات أجمل لحظات في حياة المصريون عامة، والجنود الأبطال بصفة خاصة. قرار الحرب كان اختيار قرار انطلاق حرب السادس من أكتوبر، الموافق العاشر من رمضان، في وقت الصوم اختيارًا ذكيًا غير تقليديًا من القيادة السياسية والعسكرية، للاستفادة من عامل المفاجأة، وأيضًا من المشاعر الإيمانية في شهر الإيمان، الأمر الذي كان له أثره البالغ في معنويات المقاتلين. كانت صيحة "الله أكبر"، التي صدرت عن جميع الجنود دون اتفاق مسبق، هي تعبير تلقائي عن الحالة الإيمانية التي هم فيها، فزلزلت الأرض من تحت أقدام الأعداء لحظة العبور، وهو ما ظهر في كتاباتهم وشهاداتهم بعد الحرب، وكانت أحد مفاتيح النصر في العاشر من رمضان. درس في اتقان العمل أثناء الصيام قام الجيش المصرى فى العاشر من رمضان، الساعة الثانية ظهرا، بعبور خط القناة، لتبدأ موجات من الجيش المصرى تعبر تدريجيا، وذلك فى منظومة عمل تم إعدادها بشكل متقن للغاية، فاجأت الجميع حينها، حيث إنه فى تمام الساعة الثانية ظهرًا السادس من أكتوبر 1973 نفذت أكثر من 200 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة. وعبرت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادي الرادارات الإسرائيلية، واستهدفت الطائرات المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة. ذكرى العاشر من رمضان.. لماذا تعد حرب أكتوبر أعظم انتصارات المصريين؟ تعرف على أسماء قادة القوات المسلحة في نصر العاشر من رمضان المدفعية والانجاز العالمي 10 آلاف و500 دانة مدفع أطلقوا على مواقع العدو في الدقيقة الأولى من حرب أكتوبر، أي 175 دانة في الثانية، ليتم تصنيفه أكبر تمهيد نيراني بالمدفعية عرفته البشرية بطول الجبهة، حيث قام ما يقرب من ألفي مدفع على طول خط القناة بإطلاق قذائفها في اتجاه الضفة الغربية للقناة تجاه العدو الإسرائيلي وضرب التمركزات ومراكز القيادة والسيطرة على محطات الرادار الخاصة بالعدو الإسرائيلي، وذلك بعد الضربة الجوية المركزة التى قامت بها القوات الجوية على طول خط بارليف بخمس دقائق فقط. فيما تسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة، وفي الساعة الثانية و20 دقيقة تقريبا توقفت المدفعية ذات خط المرور العالي عن قصف النسق الأمامي لخط بارليف، ونقلت نيرانها إلى العمق، حيث مواقع النسق الثاني، وقامت المدفعية ذات خط المرور المسطح بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة من نيرانها، بعدها عبر القناة 2000 ضابط و30 ألف جندي من خمس فرق مشاة، واحتفظوا بخمسة رؤوس كباري واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية، وذلك فى تمام الساعة السادسة والنصف. وكان المجهود الرئيسي، لرجال الجيش الثاني الميداني، باعتبارها أول فرقة عبرت واقتحمت القناة، وبدون خسائر أثناء العبور، وأول من رفعت علم مصر على الضفة الشرقية للقناة.