أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أنه حريص على وصول الحق لمستحقيه، ويسعى لحل جميع المشكلات المتعلقة بمال الوقف، وأن الإنصاف هو السبيل الأمثل للوصول إلى هذا الهدف، وأن الفيصل والبوصلة الحقيقية لدى وزارة الأوقاف هي المصلحة العامة لهذا الوطن، وهي تعني بالضرورة مصلحة المواطن والعمل على حل مشكلاتهم في ضوء ما ينظمه القانون والدستور. أموال الوقف جاء ذلك خلال كلمته في اجتماع لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي والثروة الحيوانية بمجلس النواب اليوم الاثنين. وأعرب النائب أشرف رشاد ممثل الأغلبية البرلمانية بمجلس النواب، عن ثقته في قدرة وزير الأوقاف على تذليل العقبات وحل جميع المشكلات خاصة ما يتعلق بالوقف بما فيها موضوع تقنين واضعي اليد، حيث يسعى للحفاظ على المال العام وخاصة أموال الوقف ويسعى في ذات الوقت إلى وصول الحق لمستحقيه. الأوقاف تتبنى حراكًا علميًّا غير مسبوق وفي إطار جهود وزارة الأوقاف المصرية لتثقيف الأئمة والواعظات والرقي بالمستوى العلمي للدعاة، واستمرارًا لفعاليات اليوم الثالث لدورتي المكون الشرعي واللغوي للدفعة الرابعة من الدورة المتكاملة اليوم الاثنين 7/ 3/ 2022م بأكاديمية الأوقاف الدولية بمدينة السادس من أكتوبر، عقدت المحاضرة الأولى تحت عنوان: "قراءة في الكليات الست" والتي حاضر فيها أ.د/ أحمد ربيع أحمد يوسف عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق بجامعة الأزهر مشيدًا بدور وزارة الأوقاف غير المسبوق في الارتقاء بمستوى الأئمة والواعظات وتبنيها حراكًا علميًا في التأليف والترجمة والنشر ، مؤكدًا أن العلم هو الشيء الوحيد الذي أمر الله (عز وجل) بالازدياد منه ، حيث يقول تعالى: "وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا" ، مضيفًا أن مقاصد الشرع الحنيف تراعي مصالح الناس في كل زمان ومكان وهي: الدين والوطن والنفس والمال والعقل والعرض. مشيرًا إلى أن الحفاظ على الوطن لا يقل أهمية عما ذكره العلماء من "الكليات" الأخرى إذ لا يوجد وطني شريف لا يكون على استعداد أن يفتدي وطنه بنفسه وماله، وأن الوطن ليس حفنة تراب كما تزعم الجماعات المتطرفة ، وأن حب الوطن والحفاظ عليه فطرة إنسانية أكدها الشرع الحنيف , فهذا نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول مخاطبًا مكةالمكرمة: "والله إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ الله ، وَأَحَبُّ أَرْضِ الله إلى الله، وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ؛ ما خَرَجْتُ" , ولما هاجر (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة واتخذها وطنًا له ولأصحابه الكرام لم ينس (صلى الله عليه وسلم) وطنه الذي نشأ فيه ولا وطنه الذي استقر فيه ، فالوطن ليس مجرد أرض نسكن فيها ، إنما هو كيان عظيم يتملكنا ويسكن فينا ، ففي السياق والمناخ الفكري الصحي لا يحتاج الثابت الراسخ إلى دليل, لكن اختطاف الجماعات المتطرفة للخطاب الديني واحتكارها له ولتفسيراته جعل ما هو في حكم المسلمات محتاجًا إلى التدليل والتأصيل , وكأنه لم يكن أصلا ثابتًا , فمشروعية الدولة الوطنية أمر غير قابل للجدل أو التشكيك , بل هو أصل راسخ لا غنى عنه في واقعنا المعاصر ، ومصالح الأوطان والحفاظ عليها من صميم مقاصد الأديان . موضحًا أن الأديان والشرائع جميعاً تتفق على ثلاثة أصول وهي: الإيمان، والعبادة، والأخلاق ، وأن الدين ضرورة من ضروريات الحياة على المستوى الاجتماعي والنفسي والفقهي، وأن الإسلام أمر بالدفاع عن الأوطان وهو أول من أقام مبادئ المواطنة بدون إسالة الدماء من خلال وثيقة المدينة، كما عُنيَ بالمحافظة على الإنسان جسدًا وروحًا، ونهى عن أكل أموال الناس .