متحديا الظروف أثبت "محمد محارم" صاحب ال21 عاما أن الاعاقة منبعها الوحيد هو الفكر، وأن ذوي القدرات الخاصة ما زال لديهم الكثير ليبهروا العالم بتميزهم عن غيرهم في كافة المجالات، ولعله يضرب مثالا في التحدي والاصرار على النجاح برغم الظروف والصعاب. محمد ولد بذراعين غير مكتملين، وانحناءات بالقدمين تصعب حركته، يتحدى ظروفه ويدرس اللغة الصينية بكلية الألسن الفرقة الثالثة، اكتشف شغفه بالتصوير الفوتوغرافي فقرر أن يسلك هذا الطريق بجانب دراسته، كما يحرص على ممارسة الرياضة والمشاركة في الأنشطة المختلفة.
أشار محمد أنه بدأ في مجال التصوير الفوتوغرافي منذ حوالي ثلاث سنوات، وشجعه على ذلك أهله وأصدقائه بعدما التمسوا شغفه وموهبته في التقاط الصور المميزة وحبه للتصوير، وقرر أن يتحدى نظرات المجتمع ويثبت ذاته في مجال صعب ويكلفه مجهود بدني كبير.
وفي البداية، واجه محمد نظرات تنمر تقلل من شأنه ومن قدراته في التصوير، وروى موقف صادفه مع عملاء: "كنت شغال في شوت زفاف مساعد مصور وكنت حاسس بقلق في عيون العروسين أما شافوني، بس في الاخر كانت فرحتهم بالصور كبيرة وشكروني".
وتابع محمد أنه شارك في مهرجان القاهرة السينمائي، وكانت لديه الفرصة لالتقاط الصور للمشاهير ممن أشادوا بموهبته ودعموه، منهم: أمينة خليل، وأسماء جلال، ودرة وغيرهم..
وخاض محمد عمليات جراحية كثيرة، ولكن نتائجها لم تكن ناجحة بنسبة كبيرة بسبب اجرائها في توقيت نمو العظام حسب ما ذكر له دكتور ألماني فحص حالته مؤخرا، ويتمنى أن يلقى الدعم الكامل لحالته الصحية باشراف طبي يوفر له متطلبات حالته.
ويحلم محمد محارم بمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي والتقاط الصور الفوتوغرافية لسيادته، ويوجه رسالته لذوي الهمم بأنه "لا يأس مع الحياة.. ولا حياة مع اليأس"، مؤكدا أنه سيستمر في رحلة حياته متحديا كافة الظروف من أجل تحقيق ذاته سواء بمجال دراسته للغة الصينية أو بشغف التصوير، متمنيا أن يلقى الدعم الكافي بتوفير المعدات اللازمة له ممن يدعمون الشباب بمشاريعهم وأفكارهم.
