انطلقت فعاليات اليوم الأول من الدورة السادسة للقمة الإفريقية الأوروبية، مساء الخميس، والمنعقدة في العاصمة البلجيكية بروكسل على مدار يومين، تحت عنوان: "إفريقيا وأوروبا.. قارتان برؤيةٍ مشتركةٍ حتى 2030". ويشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في الدورة السادسة للقمة الإفريقية الأوروبية التي يحضرها قادة الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وال 55 الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، وذلك بعد حوالي 5 سنوات من النسخة الأخيرة، (عقدت بالعاصمة السابقة لساحل العاج "أبيدجان"). نشاط متواصل للرئيس السيسي ومنذ وصوله العاصمة البلجيكية بروكسل، أجرى الرئيس السيسي، عددا من اللقاءات الهامة لبحث سبل التعاون والملفات الشائكة بين مصر والاتحاد الأوروبي وكذلك مجموعة من القضايا محل الاهتمام بين القارة الإفريقية ونظيرتها الأوروبية ومنها: مكافحة الإرهابية والتغيرات المناخية والأمن والاستقرار والتمنية. وكان في مقدمة هذه اللقاءات، لقاء الرئيس السيسي والرئيس التنفيذي لشركة التكريك البلجيكية جان دو نول، وأيضا لقاء الرئيس التنفيذي لشركة "جون كوكريل" البلجيكية للصناعات الدفاع، إضافة إلى عدد من الشركات البلجيكية، وهم شركة "ديمي" لأعمال التكريك، وشركة ميناء "أنتويرب"، وشركة "فلوكسيس". وتواصلت اللقاءات ومنها: لقاء الرئيس السيسي والملك فيليب، وأيضا لقاء رئيس المجلس الأوروبي، إضافة إلى ممثلي مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات في بلجيكا، وذلك بمشاركة عدد من كبار المسئولين البلجيكيين وممثلي الجهات الحكومية المعنية المختلفة. كما التقى الرئيس السيسي، مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، قبل الجلسة الافتتاحية من الدورة السادسة للقمة الإقريقيىة الأوروبية. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن رئيسة المفوضية الأوروبية أعربت عن ترحيبها بزيارة الرئيس السيسي إلى مقر الاتحاد الأوروبي، وحرصها على التواصل المنتظم مع الرئيس في ظل كون مصر شريكًا استراتيجيًا مهمًا للاتحاد الأوروبي، مؤكدةً "رغبة الاتحاد في مواصلة دفع التعاون مع مصر على مختلف المستويات بالنظر إلى ما تمثله مصر من مركز ثقل للمنطقة". من جانبه، رحب الرئيس باستمرار التواصل مع رئيسة المفوضية الأوروبية، معربًا عن التقدير للعلاقات المصرية الأوروبية، ومؤكدًا الاهتمام بتطويرها وتعميق الشراكة التقليدية بين مصر والاتحاد الأوروبي، باعتبارها إحدى أهم محاور السياسة المصرية، أخذًا في الاعتبار تشارك الجانبين في الجوار الإقليمي المتوسطي، وما كان لتلك الوضعية الجغرافية تاريخيًا من تأثير مهم في مد جسور التواصل الحضاري والثقافي والتجاري والسياسي بين مصر والقارة الأوروبية. كما عقد الرئيس السيسي، قمة موسعة مع رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو، وذلك بحضور وفدي البلدين، قبل انطلاق أعمال الدورة السادسة من القمة الإفريقية الأوروبية. مشيدًا بعمق العلاقات بين البلدين| السيسي : نقدر مواقف اليونان تجاه مصر جمال بيومي: زيارات السيسي الخارجية جذبت الاستثمارات الأوروبية لمصر.. فيديو شراكة مصرية أوروبية متواصلة وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن رئيس وزراء بلجيكا رحب بالرئيس في أول زيارة له إلى بروكسل، وكذلك بمشاركة في القمة الأفريقية الأوروبية السادسة بهدف تكثيف الجهود المتبادلة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي. وعلى صعيد العلاقات الثنائية، حرص دي كرو - على الإشادة بما حققته مصر في مجال التنمية، والمشروعات القومية الكبرى، وهو ما ساهم في تحفيز الشركات البلجيكية على العمل في مصر للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة. وأوضح المتحدث الرسمي، أن الرئيس أعرب لرئيس الوزراء البلجيكي عن تقديره لحسن الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدًا: الحرص على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين بالنظر إلى العلاقات التاريخية لمصر مع بلجيكا، بالإضافة إلى المشاركة في القمة الأفريقية الأوروبية الهادفة إلى تعزيز التنمية وتحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية في الاستقرار والرخاء، متطلعًا إلى قيام القمة بتطوير علاقات الشراكة بين أوروبا وأفريقيا وذلك امتدادًا للدور المصري التاريخي في وضع أسس هذه الشراكة من خلال استضافة القاهرة للقمة الأولى بين الجانبين في العام 2000. والتقى الرئيس السيسي - عقب افتتاح أعمال اليوم الأول من الدورة السادسة من القمة الإفريقية الأوروبية، مع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أشاد بعمق العلاقات المتميزة بين مصر واليونان، والتطور الملموس الذي يشهده التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والمستوى المتميز من التنسيق السياسي بين الدولتين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، معربًا عن تقديره لمواقف اليونان تجاه مصر، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الاتحاد الأوروبي، والتي تعكس متانة العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين. من جانبه؛ أكد رئيس الوزراء اليوناني خصوصية الروابط الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين البلدين، مرحبًا بالتقدم الملحوظ في مستوى التعاون الثنائي خلال السنوات الماضية، ومعربًا عن حرص بلاده على مواصلة تعميق العلاقات بين البلدين ودفعها إلى آفاق أوسع في مختلف المجالات، خاصةً في ضوء الدور المصري البارز في تعزيز آليات العمل المُشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بمنطقة المتوسط، والذي يعد نموذجًا يحتذى به في الحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية على المستوى الإقليمي. وأضاف المتحدث الرسمي، أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، كما تناولت عددًا من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وجمع الرئيس السيسي ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، حوار مطولا، وذلك على هامش انعقاد القمة الأوروبية الأفريقية بالعاصمة البلجيكية بروكسل. بحضور الرئيس السيسي.. صورة تذكارية للمشاركين في قمة الاتحاد الأوروبي والإفريقي ممثل الجالية المصرية في بلجيكا: سعداء جدا بزيارة الرئيس السيسي لبروكسيل.. فيديو ملفات تتصدر لقاءات السيسي وأكد رامي إبراهيم، الباحث في الشؤون الدولية، أهمية مشاركة الرئيس السيسى في القمة الإفريقية - الأوروبية تحت عنوان: "إفريقيا وأوروبا.. قارتان برؤيةٍ مشتركةٍ حتى 2030"، خاصة في ظل التحديات المشتركة وتشابك الملفات التي تنعكس تداعياتها على القارتين. وقال رامي إبراهيم، إن القمة تأتي في توقيت شديد الأهمية، حيث تُواجِه القارتان العديد من التحديات الأمنية والتنموية والاقتصادية والصحية خاصة في ظل انتشار وباء كورونا وتداعياته السلبية على اقتصاديات الدول، هذا إلى جانب تزايُد خطر قضايا تغيّر المُناخ، ما يؤكد ضرورة توحيد الرؤوى لمواجهة هذه التحديات. وأضاف الباحث في الشؤون الدولية، إنه رغم كثرة وتنوع الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة، إلا أن هناك ملفات عاجلة وملحة تتعلق بالأمن القومي الإفريقي والأوروبي وخاصة المصري، فيما يتعلق بقضايا الصراع في شرق المتوسط وانتشار الإرهاب في شمال إفريقيا وخاصة ليبيا، والأهم إلى جانب كل هذا هو قضية سد النهضة الإثيوبي التي تمثل أولوية قصوى لمصر. وأوضح رامي إبراهيم، أن الرئيس السيسي أجرى مباحثات مع العديد من المسؤولين الأوروبيين حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث يعتبر الجانب الأوروبي مصر شريكاً استراتيجياً لما تمثله من مركز ثقل للمنطقة. وأشار الباحث في الشؤون الدولية، أن لقاءات الرئيس السيسي، تناولت التعاون في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، والبنية التحتية والتحول الأخضر، وذلك في ضوء استضافة مصر للقمة العالمية للمناخ العام الجاري، بالإضافة إلى التعاون فى مكافحة ظاهرة الهجرة غير شرعية، والفكرة المتطرف والإرهاب. وتابع رامي إبراهيم، أن مشاروات الرئيس السيسي تطرقت أيضا إلى القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك في منطقة المتوسط والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة وأن مصر قادرة على تحقيق التوازن تجاه كافة القضايا الاقليمية. وأكد الباحث في الشؤون الدولية، أن مصر سعت خلال القمة ومن خلال مشاوراتها مع القادة الأوروبيين والأفارقة إلى ضرورة دعم جهودها في التوصل مع الجانب الإثيوبي والسوداني إلى اتفاق قانوني وملزم بشأن قواعد ملى وتشغيل سد النهضة لما يمثله من خطورة ليس فقط على حصة مصر المائية وأنما ايضا أضراره على تربة الأراضي الزراعية. واختتم أن الملف الليبي يمثل أيضا أهمية كبيرة بالنسبة لمصر خاصة في ظل انتشار الجماعات الإرهابية والمتطرفة هناك، مؤكدا أن رؤية مصر تجاه الأزمة الليبية تهدف إلى إخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن حتى يتحقق الاستقرار للشعب الليبي الشقيق.