يترقب عشاق كرة القدم الأفريقية والعربية، وبالأخص الجمهور المصري والمغربي، المباراة التي ستجمع بين الفراعنة وأسود الأطلسي، في دور ربع الننهائي لبطولة كأس الأمم الأفريقية. قمة فوق العادة ستجمع مصر والمغرب يوم الأحد المقبل، حيث سيتنافس المنتخبان الشقيقان على بطاقة الصعود لنصف نهائي البطولة الأفريقية.. بطاقة نأملها أن تكون من نصيب الفراعنة من أجل مواصلة المشوار نحو البحث عن النجمة الثامنة في سماء القارة السمراء. صلاح الدين بصير هو أحد أساطير الكرة المغربية على الإطلاق، صال وجال في الملاعب العربية والأوروبية، بل وأنه كان حاضرًا في أكثر من مباراة بين الشقيقين المصري والمغربي، وسجل هدفين في مرمى الفراعنة.. حاورناه للحديث عن اللقاء المرتقب، وإليكم نص الحوار. صلاح الدين بصير ما توقعاتك لمباراة مصر والمغرب وكيف تراها؟ من الأقرب للانتصار؟ أعتقد أن المباراة ستكون متكافئة ومتوازنة بحكم أننا يمكننا اعتبارها ديربي شمال أفريقي، المباراة ستحسمها عدة عوامل أهمها العامل الذهني وأظن أن المنتخب الذي سيكون حاضرًا بشكل أكبر في المباراة من الناحية الذهنية هو من سيفوز باللقاء. ما رأيك في منتخب مصر مع مدربه كارلوس كيروش وخاصة في مباراة كوت ديفوار؟ ومن أفضل اللاعبين بالنسبة لك بخلاف محمد صلاح ؟ كيروش حظى بالكثير من الانتقادات سواء من الإعلام المصري أو اللاعبين السابقين بسبب أداء الفراعنة معه، وبالفعل لم يكن أداء منتخب مصر مُقنعًا في الدور الأول، ولكنه كمدرب أجنبي فالأهم له هو تحقيق النتائج لأن الأداء يأتي بتتابع المباريات، وأعتقد أنه ناجح في تحقيق النتائج الجيدة حتى الآن، والمنتخب المصري يسير في سكة الانتصارات. منتخب مصر لديه العديد من اللاعبين الرائعين، بالطبع محمد صلاح إضافة لمحمد النني وزيزو وتريزيجيه، كل اللاعبين لديهم مميزات جيدة وقادرون على صنع الفارق في أي وقت، إضافة للحارس محمد الشناوي فهو حارس كبير، لن يشارك في مباراة المغرب، لكنه يبقى من حراس المرمى العمالقة في قارة أفريقيا حاليًا. ما رأيك حتى الآن في أداء المنتخب المغربي؟ وهل تراه قادرًا على الفوز على مصر؟ أداء منتخب المغرب يتحسن من مباراة لأخرى، واللاعبون يكتسبون الثقة من الانتصارات المتتالية، أؤكد بأنهم صاروا يشعرون بالمسئولية أكثر وأكثر، أعتقد أنه إذا حضرت الثقة في النفس وكانوا حاضرين ذهنيًا في المباراة، فأن نتيجة المباراة القادمة ستكون إيجابية لصالح المنتخب المغربي. وصلنا لدور ربع النهائي.. من المنتخب الأفضل في البطولة والذي تراه المرشح الأقرب لتحقيق اللقب من وجهة نظرك؟ في الوقت الحالي، يصعب التكهن بهوية المنتخب الذي سيتُوج باللقب بكل صراحة، البعض قام بترشيح العديد من المنتخبات للتتويج باللقب، ورأينا المنتخب الجزائري المرشح الأول للفوز باللقب يودع البطولة من دور المجموعات، الأمر ذاته بالنسبة لمنتخب نيجيريا الذي كان قويًا في ذلك الدور ورشحه الجميع للذهاب بعيدًا، لكنه تم إقصائه من منتخب تونس الذي لم يكن قد ظهر بشكل جيد في الدور الأول، أيضًا رأينا منتخب كوت ديفوار وتحقيقه لفوز عريض على الجزائر، ليرشحه الناس لتخطي عقبة مصر، لكنهم ودعوا البطولة على يد الفراعنة، فكرة القدم حاليًا لا تعتمد على المنطق، من وجهة نظري أن المنتخب الذي يكون حاضرًا في المباراة من حيث الناحية التكتيكية والبدنية وخاصة الذهنية يكون هو الأقرب للفوز، قبل البطولة كنت أرشح مصر والمغرب والكاميرونوالجزائروالسنغال لتحقيق اللقب، لكن حتى السنغال ظهرت بأداء متذبذب عكس التوقعات التي تكهنت بأنهم سيكتسحون كل المنتخبات، لم يُقدموا أداء مُرض في دور المجموعات أو في الدور الثاني. ما رأيك حتى الآن في بطولة كأس الأمم الأفريقية من حيث الأداء والتنظيم؟ من حيث الأداء حتى الآن، رأينا بعض المنتخبات التي كانت يتم اعتبارها بالضعيفة تظهر بمستوى قوي، شاهدنا غينيا الإستوائية وجامبيا وما يُقدماه حتى الآن، ورأينا المنتخبات الكبيرة تعاني أمام المنتخبات الصغيرة، لاحظنا بأن المنتخبات الصغيرة صارت منتخبات كبيرة، تطوروا بشكل كبير خاصة من الناحية التكتيكية، أعتبر تلك البطولة هي بطولة المفاجآت، أما من حيث التنظيم، فبعض الملاعب رائعة مثل ملعب مجموعة الكاميرون، ورأينا في ذات الوقت ملاعب لا تصلح أرضيتها لاستضافة المباريات الكبيرة، إضافة لبعض المنتخبات التي اشتكت من سوء التنظيم في الفنادق وخلافه، وهذا وارد في أفريقيا. الإعلام المغربي كان يوجه انتقادات للمدرب وحيد خليلوزيتش كذلك الأمر في مصر للمدرب كيروش.. ما رأيك فيما يقدمه وحيد مع المغرب؟ الإعلام المغربي وجه انتقادات لاذعة ل وحيد خليلوزيتش، لأنه كان بمقدوره على سبيل المثال استدعاء بعض العناصر المهمة التي كانت من الممكن أن تُعطي الإضافة للمنتخب المغربي في البطولة، لكن أيضًا اختياراته تُحترم لأنه المسئول الأول عن ذلك وكذلك مسئول عن النتائج، فهو يتخذ القرارات ويتحمل مسئوليتها وأعتقد أنه حتى الآن ناجح في عمله مع منتخب المغرب نظرًا للنتائج. منتخب مصر الآن يغيب عنه في مباراة المغرب أكرم توفيق ومحمد الشناوي إضافة لحمدي فتحي.. هل ترى أن ذلك يعطي أفضلية للمغرب؟ أعتقد أن غيابات المنتخب المصري ستكون مؤثرة خاصة غياب محمد الشناوي، وأظن أن المنتخبات الكبرى قد تستغل تلك الغيابات عند بعض الفرق، وأعتقد أنه إذا استغل المنتخب المغربي تلك الغيابات، فسيكون ذلك إيجابيًا بالنسبة لهم فيما يخص نتيجة المباراة. منتخب مصر لديه محمد صلاح.. والمغرب لديه أشرف حكيمي.. من سيكون صاحب التأثير الأكبر في المباراة من وجهة نظرك؟ وما رأيك فيما يقدماه في أوروبا مع ليفربول وباريس سان جيرمان؟ بالطبع محمد صلاح وحكيمي من اللاعبين العرب الكبار الذين يُشرفان الكرة العربية سواء مع ليفربول أو باريس سان جيرمان، أداء حكيمي حتى الآن في كأس الأمم الأفريقية متميز جدًا، وأعتقد أن كيروش وخليلوزيتش سيفعلان كل ما في وسعهما من أجل الحد من خطورة كل لاعب على منتخب الآخر، سيحاولان بلا شك غلق المساحات أمامهما حتى لا يلعبان بحرية ما يقلل من خطورتهما. تفوق كاسح للمنتخب المغربي على مصر في المواجهات المباشرة.. هل ترى أن ذلك قد يرجح كفة المغرب ويعطيهم أفضلية للانتصار؟ منتخب المغرب لديه أفضلية بالفعل في تاريخ المواجهات المباشرة، ولكن هذا لا يعني بأن المنتخب المغربي سيضع ذلك في ذهنه وأنه سيفوز على مصر بحكم وجود أفضلية تاريخية، حتى تفوز بالمباراة يجب أن تستعد لها كل الاستعداد، وكما قلت، فالمنتخب الذي سيكون حاضرًا ذهنيًا بشكل أكبر، ولا يتملكه التسرع فسيكون الأقرب للفوز بالمباراة. منتخب المغرب لديه أفضلية يوم إضافي للراحة إضافة إلى أن منتخب مصر لعب مباراة بوقت إضافي وركلات ترجيح أمام كوت ديفوار.. هل ترى بأن ذلك يُعد ميزة للمنتخب المغربي؟ أعتقد أن أفضلية منتخب على آخر بالراحة ليوم إضافي ولعب أحدهما لمباراة بوقت إضافي، فأن ذلك لم يعد موجودًا في كرة القدم الحديث، أغلب اللاعبين وبالأخص في المنتخب المغربي يلعبون في الدوريات الأوروبية أو حتى مع الأهلي والزمالك في مصر، فهم يلعبون العديد من المباريات على مدار العام، أعتقد أن مسألة العامل البدني لن تكون مؤثرة، خاصة وأن الموسم في مختلف الدوريات في منتصفه تقريبًا، ما يعني أن اللاعب في أفضل لياقة بدنية له، لا أعتقد أنه ستكون هناك أفضلية للمغرب فيما يخص ذلك الامر، وأتمنى في الأخير أن نشاهد مباراة جيدة بين المنتخبي العربيين، وأتمنى الانتصار بلادي المغرب، وإن انتصر الفراعنة فهنيئًا للأشقاء في مصر.
