تعزِّز دَور مصر في العالم.. مفتي الجمهورية يوجِّه وفودًا من علماء دار الإفتاء للمشاركة في أربعة مؤتمرات دولية    سندات مصر الدولارية ترتفع بعد زيارة ولي العهد السعودي    محافظ القاهرة يتفقد قرية الفواخير استعدادًا للمنتدى الحضرى العالمي «WUF12»    «أوراسكوم للتنمية» توقع اتفاقية تمويل ب155 مليون دولار (تفاصيل)    نعيم قاسم يؤكد قوة حزب الله رغم الضربات القاسية.. ويوجه رسالة لإسرائيل    400 ألف طفل نازح فى لبنان خلال 3 أسابيع.. ويونيسف تحذر من جيل ضائع    السعودية تعلن استمرارها في معالجة الوضع في غزة وتداعيات الأحداث في لبنان    معتصمون فى طولكرم يطالبون بوقف عمليات القمع بحق المعتقلين    مبادرة بداية.. انطلاق مسابقة حفظ القرآن الكريم للأطفال بأسوان    أيمن يونس: حسام حسن يتعرض للاضطهاد    النائب العام يأمر بالتحقيق في حادث انقلاب حافلة طلاب جامعة الجلالة    تأجيل محاكمة 46 متهما بخلية العجوزة    انتشال جثمان مسن غارق داخل ترعة بالدقهلية    وزير التعليم العالي: ترشيح «العناني» لمنصب مدير «اليونسكو» مثالًا للتنوع الثقافي والحضاري    مغامرة جديدة ل أحمد خالد صالح مع «الفستان الأبيض» بمهرجان الجونة السينمائي    نادين نجيم وملح الفن ضيوف برنامج "صاحبة السعادة"    «توفنا وأنت راضٍ عنا».. آخر منشورات الطالبة «هاجر» ضحية حادث أتوبيس جامعة الجلالة    الصحة العالمية: أكثر من 92 ألف طفل في غزة تلقوا الجرعة الثانية من لقاح شلل الأطفال    كما كشف في الجول - الجونة يتعاقد مع عصام صبحي    ترشيح لحسام البدري لتدريب شباب بلوزداد الجزائري    طب الأسنان بقناة السويس تحتفل بحصولها على الاعتماد للمرة الثانية    أمين "البحوث الإسلامية" يلتقي واعظات الأزهر ويناقش معهن دعم خطط العمل الدَّعوي    شيخ الأزهر يعزي أسر حادث طلاب جامعة الجلالة ويدعو بالشفاء العاجل للمصابين    عاجل.. السويد تفتح تحقيقا في قضية مبابي    تفسير حلم البكاء - اعرف السر وراء ذلك    وزير الخارجية يترأس الاجتماع الثانى ل"العليا لحقوق الإنسان" بحضور ضياء رشوان    الخميس.. الثقافة تطلق مهرجان أسوان احتفالًا بتعامد الشمس بمعبد "أبو سمبل"    أشرف زكي: ختام مهرجان «المهن التمثيلية» حافل بالمفاجآت    "نسير على الطريق الصحيح".. رسالة من جوميز للاعبي الزمالك    العويران: أنا زملكاوي وسأقيم مباراة اعتزالي ضد الزمالك    انطلاق فعاليات مبادرة الكشف المبكر عن أمراض سوء التغذية بمدارس سوهاج    6 أسباب تجعلك تستيقظ من النوم جائعًا    حادث أتوبيس جامعة الجلالة.. تشييع جثمان أحد الضحايا في المنوفية    محافظ مطروح يتابع نتائج أعمال القوافل الطبية المجانية    ‫وزير الرى: مصر حريصة على التعاون مع كافة دول أفريقيا لخدمة قضايا المياه    تفاصيل استخراج رخصه بناء جديدة والأدوار المسموح بها    محافظ القليوبية: تقديم تسهيلات للمواطنين الجادين في طلبات تقنين أوضاعهم    فاروق جعفر: الزمالك لم يستفيد من الصفقات الجديدة.. وهذه رسالتي إلى حسين لبيب    محافظ الشرقية يُشيد بجهود وحدة حماية الطفل    رئيس الوزراء يؤكد على سرعة الانتهاء من مشروعات المياه والصرف الصحي    رئيس جامعة القاهرة يوجه بتكثيف اللقاءات الفكرية بين الطلاب وكبار المفكرين والعلماء والإعلاميين    وزير الإسكان يتابع مشروعات إعادة إحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية.. فيديو    وزير الأوقاف السابق يدعو إلى وقف العدوان على غزة ولبنان    دفاع المتهمين بفبركة سحر مؤمن زكريا يطلب استبعاد تهمتى النصب والابتزاز    تحرير 1138 مخالفة تموينية متنوعة بالفيوم خلال أسبوعين    "لا يسخر قوم من قوم".. تعظيم حرمة الإنسان وعدم التنمر موضوع خطبة الجمعة    وزير الصحة: 5 محاور بالمؤتمر العالمى للتنمية تلتزم بمعالجة التحديات الصحية    الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا الاحتلال بغزة إلى 42344 شهيدا و99013 مصابا    «بجبر بخاطر المشاهدين».. أقوال صادمة للزوجة المسحولة بسبب فيديوهات تيك توك    عيد حصاد التمور والزيتون في سيوة.. أفراح ببدء موسم الخير والتصدير وحفلات الزواج (صور)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 15-10-2024 في محافظة قنا    حار نهاراً ومعتدل الحرارة ليلًا.. حالة الطقس اليوم    3 غارات اسرائيلية على محيط مدينة بعلبك وبلدة في البقاع شرق لبنان    حاول التحلي بالمرونة حتى لا تصاب بالإرهاق الذهني.. برج الحمل اليوم 15 أكتوبر    اليوم.. محاكمة المتهمين في واقعة فبركة سحر مؤمن زكريا    وكيل الصحة بالسويس يطمئن على مصابي حادث أتوبيس الجلالة    داعية إسلامية: "مش بحب الأكل ده" يعتبر كفران بالنعم    وسط حضور جماهيري كبير.. 20 صورة من حفل نسمة محجوب بمهرجان الموسيقى العربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يغفر الله لمن مات غريقًا مرتكباً للمعاصي ؟ شاهد رد الإفتاء
نشر في صدى البلد يوم 25 - 11 - 2021

هل يغفر الله لمن مات غريقًا مرتكباً للمعاصي ؟ .. سؤال ورد لدار الإفتاء المصرية، خلال البث المباشر المذاع عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

أجاب عن هذا السؤال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن مسالة ارتكاب للانسان للمعاصى لا نعلمها فيمكن ان يكون قد تاب قبل غرقه بلحظات، وقد قال تعالى فى كتابه الحكيم "﴿إِنَّمَا 0لتَّوۡبَةُ عَلَى 0للَّهِ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ 0لسُّوۤءَ بِجَهَٰلَةࣲ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبࣲ فَأُو۟لَٰۤىِٕكَ يَتُوبُ 0للَّهُ عَلَيۡهِمۡۗ وَكَانَ 0للَّهُ عَلِيمًا حَكِيمࣰا ۝17 وَلَيۡسَتِ 0لتَّوۡبَةُ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ 0لسَّئَِّاتِ حَتَّىٰۤ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ 0لۡمَوۡتُ قَالَ إِنِّي تُبۡتُ 0لَٰۡٔنَ وَلَا 0لَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمۡ كُفَّارٌۚ أُو۟لَٰۤىِٕكَ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمࣰا ۝18﴾.

وأشار الى أنه إن تاب واستغفر الله قد يكون غفر الله له ولذلك فلا يجب ان نربط انه غرق بالمعصية فالله اعلم بحالة فعلينا ان نحسن الظن، ويقول الله تعالى فى سورة الفرقان (الفرقان - 70)" إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا"، وكما جاء فى الحديث (فأن من الشهداء من مات فى الغريق والحريق والمبطون) .

مصير من مات مصرا على ارتكاب الكبائر
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه إذا مات العبد وهو مُصرا على ارتكاب إحدى الكبائر، فهو في رحمة الله سبحانه وتعالى، في مذهب أهل السُنة.
وأوضح «عثمان»، خلال برنامج «فتاوى الناس»، أنه إذا مات العبد وهو مُصر على ارتكاب إحدى الكبائر، فهو في رحمة الله سبحانه وتعالى، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، وذلك في مذهب أهل السُنة، كمن مات وهو مُصر على شرب الخمر أو فعل فاحش فهو في رحمة الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.
واستشهد بما رواه العلماء عن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أن رجلا كان يؤتى به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان اسمه عبد الله ويشرب الخمر أكثر من خمسين مرة ويُجلد ويعود، حتى أنه في مرة من المرات من كثرة ما يؤتى به، قال أحد الصحابة «لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به»، منبهًا إلى أن اللعنة معناها الطرد من رحمة الله تعالى.
وأضاف أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن لعنه، قائلًا: «لا تلعنه إنه يحب الله ورسوله»، فالشيطان يستزله من جانب، ولكنه محب لله ورسوله من جانب آخر، لذا ينبغي أن يعلم الإنسان دائمًا، أن مسألة الجنة والنار لها حساب آخر، فهو مُطالب بالعمل والكف عن الذنب والسعي إلى الله تبارك وتعالى، لكن هذا ليس سبب دخوله الجنة وإنما هو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكون برحمة الله تبارك وتعالى.

هل التوبة والندم من الزنا ينجي من عذاب القبر؟

سؤال أجاب عنه الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فيديو له منشور على قناة اليوتيوب.
وأجاب "وسام"، قائلًا: نعم فمن تاب تاب الله عليه، وقال تعالى فى كتابه الكريم { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }.
وتابع: أن الله سبحانه وتعالى يريد منا التوبة الصادقة النصوح فإذا وجد منا هذا الاقبال عليه فانه يغفر لنا.
لحظات الإنسان الأخيرة، وحين يشعر باقتراب أجله بالمرض الذي يعرف أنه مرض الموت، أو يدرك ذووه بعد ذلك أنه كان مرض الموت، يسرع إلى التوبة والاستغفار من ذنوبه، مما يجعل البعض يتساءل حول حكم التوبة في تلك اللحظات الأخيرة، والإنسان شبه موقن بانتهاء أجله،
حكم التوبة في مرض الموت؟

سؤال أجاب عنه الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى، بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر لصفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك.
واجاب العجمي، قائلًا: إن الأصل في التوبة أن يبادر لها الإنسان، كما قال تعالى: "وتوبوا إلي الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون"، وقال: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا".
وأشار إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رغب كثيرًا في التوبة ، فقال: إني أتوب في اليوم والليلة سبعين مرة وفي رواية مائة مرة، وبناء على ذلك، لافتًا الى أنه يجب على العبد أن يبادر بالتوبة، فإذا مرض وأقبل على الله في مرض وحان وقت أجله فعليه أيضًا أن يبادر بالتوبة، فالله تعالى يتوب على العبد ما لم يغرغر، "أي ما لم تصل الروح إلى الحلقوم.. فالله يتوب على العبد إن تاب".
ناصحًا في نهاية إجابته السائل قائلًا: "اعلم أن رحمة الله واسعة.. أوسع بكثير مما نظنه ونتوهمه ولذلك يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء"، فمهما عظمت الذنوب فالله رحيم، المهم التوبة والانقطاع عن الذنب والإقبال على الله.

هل يحاسبنا الله على ذنوبنا بعد التوبة؟
هل يحاسبنا الله على ذنوبنا في الدنيا والآخرة بعد أن نتوب عليها ؟.. سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال البث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء المصرية، عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأوضح قائلًا: أن من تاب غفر الله له وتاب الله عليه وعفا الله عنه.

هل جميع الذنوب تغفر؟
سؤال أجاب عنه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال البث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأجاب "عثمان"، قائلًا: أن جميع الذنوب تغفر إلا الشرك، ولكن على الإنسان أن يتوب ويعمل العمل الصالح، ولا يصر على الذنب وهجر الحرام وأن يجعل بينه وبين الحرام سياجًا.

هل الله يغفر الذنوب المتكررة ؟.. هذه كفارة من عاد إلى المعصية 9 مرات
هل الله يغفر الذنوب المتكررة التي يفرضها زماننا لما فيه من كثرة الفتن، فتجعل الإنسان الممسك على دينه كالماسك على قبضة من نار، وحيث تكثر المعاصي وتتعدد ألوان الخطايا، ويقل أولئك الصالحين الذين من شأنهم إعانة العبد على الفلاح والصلاح، يتردد هذا السؤال: هل الله يغفر الذنوب المتكررة بعد التوبة منها والعودة إليها أكثر من مرة ؟، بما يحمله من الأمل والرجاء للمذنبين والعاصين الذين يرجون الرجوع إلى الله والتوبة، فينتظرون وينظرون فيما بعد علامة الاستفهام تلك الواردة بعد سؤال هل الله يغفر الذنوب المتكررة من بعد التوبة عدة مرات، وما كفارة من عاد إلى المعصية بعدما تاب منها عدة مرات فيما سبق؟ .

هل الله يغفر الذنوب المتكررة ؟
هل يغفر الله الذنوب المتكررة من بعد التوبة عدة مرات؟ فيما ورد بالكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة، إن من ارتكب ذنبًا وجبت عليه التوبة وهي الندم والاستغفار والعزم الأكيد على عدم الرجوع إلى هذه المعصية مرة أخرى، ولكن هل الله يغفر الذنوب المتكررة من بعد التوبة عدة مرات؟ ، بمعنى إذا وقع الإنسان في المعاصي وارتكب الكبائر، ثم تاب، ثم عاد إلى الذنب مرة أخرى، هل الله يغفر الذنوب المتكررة من بعد التوبة ؟، فإن وقع الإنسان في هذا الذنب مرة أخرى فلا ييأس من رحمة الله، ولكن يصر على التوبة والندم والاستغفار والعزم الأكيد على ترك هذه المعصية وعدم الرجوع إليها مرة أخرى فحينها سيعرف إجابة سؤاله : هل الله يغفر الذنوب المتكررة من بعد التوبة عدة مرات؟.
هل الله يغفر الذنوب المتكررة من بعد التوبة عدة مرات؟ ففيه ورد عن عبد الله بن مسعود : عن النبي -صلى الله عليه و سلم- قال : «مَنْ أَخْطَأَ بِخَطِيئَةٍ، وَأَذْنَبَ ذَنْبًا، ثُمَّ نَدِمَ فَهُوَ كَفَّارَتُهُ» المعجم الكبير للطبراني، وعَن أَنَس؛ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم فقال: يا رسول اللَّهِ إِنِّي أُذْنِبُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم: «إِذَا أَذْنَبْتَ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ»، قَالَ: فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأُذْنِبُ قَالَ: «فَإِذَا أَذْنَبْتَ فَعُدْ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ»، قَالَ: فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأُذْنِبُ، قَالَ: «فَإِذَا أَذْنَبْتَ فَعُدْ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ» فَقَالَهَا فِي الرَّابِعَةِ فَقَالَ: «اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ حَتَّى يَكُونَ الشَّيْطَانُ هُوَ الْمَحْسُورُ» شعب الإيمان للبيهقي.
كفارة الذنوب والمعاصي
كفارة الذنوب فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تكون بالتوبة النصوح ، والتي تعد أول كفارة الذنوب والمعاصي، حيث إن التوبة هي ندم على الذنب، وإقلاع عن المعصية، والعزم على عدم العودة إلى هذه الخطيئة أو مثلها أبدًا، وينضم للتوبة حتى يتحقق بها مراد المذنب وتكون كفارة الذنوب شرط رابع لو هناك حق من حقوق العباد؛ يجب أن يُرجِع هذا الحق إلى العبد حتى تُقبل التوبة؛ فبهذه يقبل الله- سبحانه- التوبة.
الذنوب التي لا تُغفر بالتوبة
الذنوب التي لا تُغفر بالتوبة هي كبائر الذنوب ، حيث إن هناك ذنوبا لا يغفرها الله سبحانه وتعالى لصاحبها إن لم يتب منها توبةً نصوحًا قبل الموت، ومنها:
الشّرك الأكبر: قال سبحانه و تعالى: « إِنَّ 0للَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء » الآية 48 من سورة النساء، وقال سبحانه وتعالى:«إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِ0للَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ 0للَّهُ عَلَيهِ 0لْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ 0لنَّارُ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ » لآية 72 من سورة المائدة، وقال صلّى الله عليه وسلّم: « من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنّة، ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النّار »، رواه مسلم في الإيمان، وقال القرطبي رحمه الله:« إنّ من مات على الشّرك لا يدخل الجنّة، ولا يناله من الله رحمة، ويخلد في النّار أبد الآباد، من غير انقطاع عذاب، ولا تصرم آماد »، وقد نقل كلّ من ابن حزم، والقرطبي، والنّووي الإجماع على أنّ المشرك يخلد في النّار.
الشّرك الأصغر: وهناك قولان في ذلك، القول الأوّل أنّه تحت المشيئة، ، وأمّا القول الثّاني فإنّه تحت الوعيد، وهو الذي مال إليه بعض أهل العلم والفقهاء.
حقوق النّاس ومظالمهم، فقد روى البخاري في الرقاق، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنّه ليس ثمّ دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أُخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه »، و قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « إنّ المفلس من أمّتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل ما لهذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثمّ طُرح في النّار »، رواه مسلم في البر والصلة والآداب، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «وحقّ غير الله يحتاج إلى إيصالها لمستحقها، وإلا لم يحصل الخلاص من ضرر ذلك الذّنب، لكن من لم يقدر على الإيصال بعد بذله الوسع في ذلك فعفو الله مأمول، فإنّه يضمن التبعات، ويبدّل السّيئات حسنات ».
القتل، وذلك لأنّ القتل حقّ يتعلق به ثلاثة حقوق، وهي: حقّ الله سبحانه وتعالى، وحقّ الولي والوارث، وحقّ المقتول، فأمّا حقّ الله سبحانه وتعالى يزول بالتوبة، وأمّا الوارث فإنّه مخيّر بين ثلاثة أشياء: إمّا القصاص، وإمّا العفو إلى غير عوض، وإمّا العفو إلى مال، وبالتالي يبقى حقّ المقتول، فعن جندب رضي الله عنه قال: حدّثني فلان أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: «يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة، فيقول: سل هذا فيم قتلني؟ فيقول: قتلته على ملك فلان، قال جندب: فاتَّقِها »، رواه النسائي في تحريم الدم، قال ابن القيم رحمه الله: « فالصّواب والله أعلم أن يقال: إذا تاب القاتل من حقّ الله، وسلم نفسه طوعًا إلى الوارث، ليستوفي منه حقّ موروثه: سقط عنه الحقّان، وبقي حقّ الموروث لا يضيّعه الله. ويجعل من تمام مغفرته للقاتل: تعويض المقتول، لأنّ مصيبته لم تنجبر بقتل قاتله، والتّوبة النّصوح تهدم ما قبلها، فيعوض هذا عن مظلمته، ولا يعاقب هذا لكمال توبته».
مكفرات الذنوب
مكفرات الذنوب أو الاعمال التي تغفر الذنوب يأتي من أمثلتها كذلك، تلك الواردة في الحديث الشريف عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فقال : «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه البخاري ومسلم ، وورد مكفرات الذنوب أو الاعمال التي تغفر الذنوب أيضًا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»، و في حديث آخر عن مكفرات الذنوب أو الاعمال التي تغفر الذنوب والخطايا، رواه مسلم ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» ، كما وردت كذلك مكفرات الذنوب أو الاعمال التي تغفر الذنوب فيما رواه مسلم، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ».
الاذكار التي تغفر الذنوب المتكررة
الاذكار التي تغفر الذنوب المتكررة فجاء الاستغفار في صدارتها فيما ورد في شعب الإيمان للبيهقي ، عَن أَنَس؛ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم فقال: يا رسول اللَّهِ إِنِّي أُذْنِبُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم: «إِذَا أَذْنَبْتَ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ»، قَالَ: فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأُذْنِبُ قَالَ: «فَإِذَا أَذْنَبْتَ فَعُدْ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ»، قَالَ: فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأُذْنِبُ، قَالَ: «فَإِذَا أَذْنَبْتَ فَعُدْ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ» فَقَالَهَا فِي الرَّابِعَةِ فَقَالَ: «اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ حَتَّى يَكُونَ الشَّيْطَانُ هُوَ الْمَحْسُورُ»، ويبين الحديث أن الاستغفار يعد من الاذكار التي تغفر الذنوب المتكررة التي يقع فيها العبد، فكما أرشدنا النبي –صلى الله عليه وسلم – إلى أن الاستغفار من الاذكار التي تغفر الذنوب المتكررة، فإنه بين لنا في ذات الحديث أنه ينبغي عدم اليأس من رحمة الله تعالى والاستعانة بالاستغفار باعتباره من الاذكار التي تغفر الذنوب المتكررة وتعين على التوبة منها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.