أعلنت الحكومة الصينية اليوم "الثلاثاء" أنها أصدرت ميثاقًا وطنيًا تدعو فيه الشعب الصيني الى مراعاة سلوكه والتصرف كسياح متحضرين اثناء السفر وزيارة الأثار الثقافية والتاريخية حول العالم. ويأتي ذلك الاجراء الرسمي الصيني بعدما تسبب قيام مراهق صيني من مقاطعة جيانغسو بالحفر بألة حادة وتخريب تمثال فرعوني فى معبد الأقصر الأثري في صعيد مصر ما تسبب فى حالة من الغضب داخل الرأي العام الصيني وعلى المنتديات الصينية بشبكة الانترنت حيث تم وصف الحادث بالأمر "المخجل" من جميع الصينيين. وقد صدر الميثاق الصيني، وهو عبارة عن مجموعة من القواعد المفصلة، الادارة الوطنية للسياحة ونشر على موقع الحكومة المركزية الصينية اليوم، حيث جاء فيه ان "التصرف كسائح متحضر هو واجب على كل مواطن"، مشيرار الى "حماية الاثار الثقافية " باعتبار ذلك احد المبادئ التي يلتزم بها السياح الصينيين. ورفض الميثاق سلوكيات مثل الرسم ونقش الحروف على الاثار القديمة وكذا تسلق او لمس الاثار الثقافية. ووفقا للميثاق يمكن التقاط الصور للاثار فقط اذا سمحت بذلك القوانين المحلية، كما أكد سبع قواعد اخرى يجب على المواطنين الالتزام بها ومن بينها الحفاظ على بيئة نظيفة، والالتزام بالنظام العام وحماية البيئة والحفاظ على البنية الاساسية العامة والمرافق واحترام حقوق الاخرين وابداء الاحترام للاخرين والسعي الى الترفيه المناسب. ووصف الميثاق التصرفات مثل البصق والقاء النفايات والتخريب ومخالفة قوانين المرور وعدم الالتزام بالوقوف فى الطابور، بأنها سلوكيات غير ملائمة. ويأتي صدور الميثاق في وقت يتزايد فيه سفر المواطنين الصينيين داخل الصين وخارجها خلال السنوات الاخيرة. حيث تكشف البيانات الحكومية انه تم القيام بقرابة 3 مليارات رحلة داخلية خلال 2012، وان عدد الرحلات الخارجية تجاوز حاجز ال80 مليونا خلال نفس العام. وما زالت حتي اليوم تتوالى ردود الافعال الغاضبة فى الشارع الصيني وخلال وسائل الاعلام والمنتديات فى الصين حول حادثة المراهق الصيني الذي يبلغ 15 عاما بعد أن انتشرت على موقع المدونات القصيرة الصيني "سينا ويبو" صورة لمشهد تمثال اثري على جدران معبد الأقصر يقدر عمره بنحو 3500 عام، كتبت عليه خربشات بالرموز الصينية تقول "دينغ جين هاو مر من هنا". وتسبب الكشف عن اسم المراهق ومدرسته ومحل إقامته الكثير من المتاعب له، حيث تعرض موقع مدرسته الالكتروني للاختراق والتعطيل اعتراضا من البعض على ما قام به، كما أن العديد من وسائل الإعلام الصينية أدانت ما قام به الفتى على نطاق واسع. من جانبه قال محمد هلال، الأمين العام لجمعية متحدثي اللغة الصينية في مصر، والتي تضم العديد من المرشدين السياحيين المتحدثين باللغة الصينية في مصر، لوسائل الاعلام الصينية أن الجمعية تشعر بالأسف الشديد تجاه الحادث. وأضاف هلال، أن الجمعية تأمل أن يكون الحادث بمثابة صحوة لتشديد الحماية على الآثار المصرية. كما ان الجمعية بصدد تدشين حملات توعية للمرشدين السياحيين عن كيفية التواصل مع السياح الصينيين عن طريق كتيبات تطبع باللغة الصينية لتوعيتهم بقيمة الآثار وأهمية المحافظة عليها.