أكد الدكتور عصام شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق ورئيس مؤسسة شرف للتنمية، عمق وقوة العلاقات التي تربط بين مصر والصين، مشيرا إلى أن التعاون بين الدولتين تطور ليصل لمراحل الشراكة الاستراتيجية الشاملة. وأضاف شرف - بمناسبة انعقاد الجلسة الثانية من برنامج "اعرف الصين" اليوم الأربعاء، عبر الإنترنت - أن التعاون المصري الصيني يضرب مثالا يتحذى به للاتحاد لمواجهة الأزمات. ونوه شرف، إلى أن الصين أصبحت صاحبة أكبر حجم تجارة فى العالم وصاحبة أعلى انتاج صناعى فى العالم وأيضا ثانى إقتصاد فى العالم، وهناك مؤشرات أخرى كثيرة تدعونا إلى ضرورة معرفة كيف تحققت هذه المعجزة الصينية، وهذا هو ما دعانا إلى تنفيذ هذا البرنامج، واليوم نناقش واحدة من أهم الإنجازات وهى التجربة الصينية في القضاء على الفقر. وأوضح أن برنامج "اعرف الصين" يهدف إلى تسليط الضوء على بعض القضايا الهامة التى تساعد على فهم أكثر عمقا، وذلك ضمن توجه عام لتعريف المجتمع الدولي بالصين وأيضا تعريف المواطن الصيني بالمجتمع الدول، موجها الشكر إلى سفارة الصين بالقاهرة وجمعية الدبلوماسية العامة الصينية لانعقاد الندوة التي تقام بمشاركة نخبة من الخبراء بالتعاون مع مؤسسة شرف للتنمية. وأشار إلى أن ذلك يأتي من منطلق أهمية هذا المحور كونه من أهم أهداف التنمية المستدامة 2030 ومن كون الصين قد حققت نجاحا باهرا فيه، مؤكدا أهمية أن نتعرف على بعضنا البعض من خلال التواصل الثقافي والحوار الحضاري، وينطلق طريقنا نحو بناء مجتمع المصير المشترك للإنسانية. وفي سياق متصل، قال سفير الصين بالقاهرة لياو ليتشيانغ، إن ندوة اليوم بعنوان "معرفة الصين حول "خبرة الصين في مكافحة الفقر" تعد الثانية من نوعها، في ظل انتشار الجائحة في العالم والتحديات الخطيرة أمام قضية مكافحة الفقر، وهي هامة جدا للتشاور وتبادل الآراء؛ بما يدفع بقوة إقامة المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك، موجها الشكر إلى مؤسسة شرف للتنمية المستدامة والجمعية الصينية للدبلوماسية العامة على دورهما الهام وجهودهما الكبيرة في تنظيم هذه الندوة. وتابع "يصادف هذا العام الذكرى ال65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر"، مؤكدا أنه بالقيادة الاستراتيجية لقادة البلدين، صمدت العلاقات الثنائية أمام اختبارات التاريخ وحافظت على التنمية المستقرة والسليمة، كما أطلقا مسيرة البلدين، صاحبتا خمس سكان العالم، نحو مجتمع المستقبل المشترك". وقال ليتشيانغ "إن التعاون بين الصين ومصر يتعمق في مختلف المجالات، مما عاد بفوائد ملموسة على الشعبين، وفي هذا السياق، وفرت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري فرصة عمل مباشرة لأكثر من 3500 شخص، وحوالي 40 ألف فرصة العمل غير المباشرة، كما تتقدم مشاريع التعاون في مجال البنية التحتية الكبيرة، مثل منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، والمحطة بالعاصمة الجديدة، والسكك الحديدية الخفيفة في الضواحي مدينة العاشر من رمضان. وقامت شركة هواوي الصينية بتركيب مرافق الاتصالات عالية الجودة في القرى المصرية والجزر في أعماق البحر الأحمر، لمساعدة السكان المحليين على دخول مجتمع المعلومات". وقال السفير إن الصين تمثل الشريك الاستراتيجي الشامل لمصر، وتحرص الصين على تعميق تبادل الخبرات مع مصر. وأوضح "أنه في السنوات الثماني الماضية، تمكنت الصين من تخليص أكثر من 10 مليون شخص من الفقر كل عام، وهذا يساوي عدد سكان لدولة متوسطة الحجم، أي تخليص شخص واحد من الفقر كل 3 ثوان، وبعد الإصلاح والانفتاح، تخلص 770 مليون شخص من الأرياف من الفقر، ووفقا لمعيار البنك الدولي، هذا الرقم يشكل 70% من العالم فيمكن القول، إن الصين حققت معجزة في مسيرة البشرية للحد من الفقر من خلال فترة وجيزة جدا "، منوها إلى أن إنجازات الصين في هذا المجال ترجع إلى القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني وإلى الجهود الشاقة من الأمة الصينية، وإلى الأساس المادي القوي للصين الذي تراكم منذ الإصلاح والانفتاح، وإلى التضامن بين أبناء الشعب الصيني من كافة القوميات".