بدأت شركات السيارات تدخل عصرا جديدا مع بداية تصنيع السيارات الكهربائية، أعلنت شركة جنرال موتورز عملاق الصناعة الأمريكية أنها تهدف إلى وقف بيع الموديلات التي تعمل بالبنزين والديزل بحلول عام 2035، كما تخطط شركة أودي الألمانية هي الأخرى وقف إنتاج مثل هذه المركبات بحلول عام 2033، لتصدر كل شركات السيارات ومنها تويوتا وفولكس فاجن وهيونداي قرارات مشابهة واضعة خريطة طريق لاستبدال كل مركبات البنزين والديزل بالمركبات المكهربة الصديقة للبيئة تماشيا مع قوانين الاتحاد الأوروبي الجديدة والوصول لانبعاثات كربونية صفرية. ومع تركيز مصنعي السيارات على فتح خطوط إنتاج للسيارات الكهربائية وضخ أموال هائلة لدعم بنائها، إلا أنها حتى هذه اللحظة تعتبر باهظة الثمن لقطاع كبير من مستخدمي السيارات وهو العائق الذي يحول دون وصولها لقطاع واسع وشرائح كبيرة من العملاء ومشتري المركبات، الذين ما زالوا يفضلون سيارات البنزين لأنها أرخص وأأمن ولديها بنية تحتية قوية في الخدمات المتوفرة مثل محطات الوقود وقطع الغيار وطريقة الاستخدام، وما لا يعرفه كثيرون أن السبب في التكلفة العالية للسيارات الكهربائية سببها البطارية. تستخدم السيارات الكهربائية نفس البطاريات الموجودة في الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر المحمول، وهي من مادة الليثيوم أيون القابلة لإعادة الشحن، لكنها أكبر بكثير في حجمها إذا تم استخدامها في السيارات لتمكينها من توفير طاقة أكبر بكثير، البطارية تكون من مواد باهظة الثمن، وهي معادن مثل الكوبالت والنيكل والليثيوم والمنغنيز. يجب تعدينها ومعالجتها وتحويلها إلى مركبات كيميائية عالية النقاء، ويعد أغلى مكون في خلية البطارية الكهربائية هو الكاثود، وهو مكون من قطبين يقومان بتخزين الكهرباء وإطلاقها. بحسب الأسعار الحالية وأحجام البطاريات المستخدمة في قطاع السيارات، يصل متوسط تكلفة البطارية للمركبة الكهربائية النموذجية إلى حوالي 6300 دولار أمريكي في عام 2021، ولكن وفقًا لوكالة بلومبرج، انخفضت أسعار حزم البطاريات كثيرًا بنسبة 89 % خلال العشر سنوات الماضية، أي أنها كانت أغلى جدا من السعر الحالي. يحاول مصنعي السيارات إيجاد حلول لتخفيض أسعار البطاريات من خلال استبدال المواد غالية الثمن بمواد أرخص مثل الكوبالت وهي مادة آمنة جدا لأنه لا يسخن أو تشتعل فيه النيران بسهولة، أحد الخيارات المتاحة استبدال المعدن بالنيكل، وهو أرخص ويحمل المزيد من الطاقة، ولكن هذا التغيير سيتطلب تغيير في عوام الأمن والسلامة بالمركبات.
