39 عاما مرت على مذبحة صبرا وشاتيلا، تلك المذبحة التي وصفت بأنها أكبر عمل إجرامي وقع بحق اللاجئين الفلسطينيين، حيث استمرت 62 ساعة متواصلة، من مساء الخميس 16 سبتمبر إلى ظهر السبت 18 سبتمبر 1982. صبرا وشاتيلا ارتكبتها المليشيات الموالية ل الاحتلال الإسرائيلي، وسط صمت عربي ودولي مخز في منطقة صبرا ومخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين قرب العاصمة اللبنانيةبيروت، وحتى اليوم لا يعرف أحد عدد شهداء المذبحة، لكن أدق الأرقام أكدت أن عدد الشهداء وصل إلى 3500 شهيد معظمهم من الفلسطينيين. ووصف الصحفي البريطاني الراحل، روبرت فيسك، الذي زار مخيم شاتيلا يوم السبت 18 سبتمبر 1982 المذبحة، بأنها «أفظع عمل إرهابي في تاريخ الشرق الأوسط الحديث»، في حين وصف الصحفي والكاتب الفرنسي الإسرائيلي الراحل، أمنون كابليوك، صبرا وشاتيلا، بأنها «أكثر المذابح بشاعة وفظاعة منذ الحرب العالمية الثانية». من مذبحة صبرا وشاتيلا بداية المؤامرة على اللاجئين بدأت المؤامرة على الفلسطينيين العزل في لبنان بعد خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية والفدائيين أواخر أغسطس 1982 إلى الأردن والعراق وتونس واليمن وسوريا والجزائر وقبرص واليونان، بانسحاب القوات متعددة الجنسيات قبل موعدها الرسمي ب10 أيام، انسحاب القوات جاء رغم وجود ضمانات أميركية واتفاق فيليب حبيب مبعوث السلام وقتها، بعدم دخول الجيش الإسرائيلي لبيروتالغربية، وضمانة حماية المدنيين الفلسطينيين وعوائل الفدائيين الذين خرجوا من بيروت. حصار مخيمات اللاجئين بدأت القوات الاسرائيلية يوم الأربعاء 15 سبتمبر حصار منطقة صبرا ومخيم شاتيلا، وعملت على مراقبة كل حركة في المنطقة من فوق عمارة احتلتها قرب السفارة الكويتية، وفجر الخميس 16 سبتمبر أخذت القوات الإسرائيلية التي تمركزت في بناية على مدخل شاتيلا قرب السفارة الكويتية تراقب كل لحظة ومتحرك في المخيم وتعطي الأوامر للقتلة، بينما راحت طائراتها وجيشها يلقون القنابل الضوئية لينيروا عتمة المكان الآمن أمام أعين قتلة الأطفال والنساء والشيوخ. آثار مذبحة صبرا وشاتيلا في صباح يوم الجمعة 17 سبتمبر، بدأت معالم المجزرة تتضح لمعظم سكان المنطقة، بعد أن شاهدوا الجثث والجرافات وهي تهدم المنازل فوق رؤوس أصحابها، وتدفنهم أمواتا وأحياء، فبدأت حالات فرار فردية وجماعية توجه معظمها إلى مستشفيات عكا وغزة ومأوى العجزة، واستطاع عدد منهم الخروج إلى خارج المنطقة متسللا من حرش ثابت، فيما بقيت عائلات وبيوت لا تعرف ما الذي يجري، وكان مصير بعضها القتل وهي مجتمعة حول مائدة الطعام، ذلك أن القتل كان يتم بصمت وسرعة. مذبحة صبرا وشاتيلا حكايات حفر الموت في يوم الجمعة، بدأت حكايات حفر الموت، وازداد عدد المهاجمين، رغم أن الشهادات والوقائع تؤكد أن العدد الأكبر من الشهداء سقطوا في الليلة الأولى للمجزرة، ليلة الخميس، لكن أساليب القتل تطورت وأضيف إليها القنابل الفوسفورية التي ألقيت في الملاجئ، كما اقتحم مستشفى عكا وقتل ممرضون وأطباء فلسطينيون واختطف مرضى ومصابون وهاربون من المجزرة من داخل المستشفى. القتل داخل البيوت وتميز اليوم الثاني بالقتل في داخل البيوت بشكل أكبر، وفي بعض الأزقة وعلى مقربة من السفارة الكويتية والمدينة الرياضية، حيث كانت هناك حفر جاهزة بفعل الصواريخ الاسرائيلية التي سقطت على المدينة الرياضية أثناء اجتياح بيروت في حزيران 1982، وبفعل وجود بعض الألغام وانفجارها تمكن بعض المخطوفين والمنساقين للموت من الهروب في ظل فوضى الأعداد الهائلة من المحتشدين وينتظرون دورهم في الاصابة بالرصاص أو حتى الدفن أحياء، من تمكن منهم من الهرب روى تفاصيل قاهرة لطريقة التعامل مع الأهالي وطرق قتلهم التي تفنن فيها القاتل وهو يضحك ويشتم ويرتوي من المشروبات الروحية. 3 أيام من أعمال القتل وفي اليوم الثالث، السبت 18 سبتمبر، استمرت عمليات القتل والذبح والخطف، رغم أن التعليمات كما قالت مصادر إسرائيلية صدرت للمهاجمين بالانسحاب في العاشرة صباحا، لكن عشرات الشهادات للسكان أكدت استمرار للمجزرة لحدود الساعة الواحد بعد الظهر، وتميز بعمليات الموت الجماعية العلنية، وبدأ التحقيق مع أهالي المنطقة في المدينة الرياضية من قبل القوات اللبنانية والاسرائيلية، وجرى اعتقال واختطاف العشرات، معظمهم لم يعد ولم يُعرف مصيره. مذبحة صبرا وشاتيلا عدد قتلى مذبحة صبرا وشاتيلا وذكرت مصادر فلسطينية وغيرها أن عدد القتلى بلغ الآلاف، بينهم نساء وشيوخ وأطفال، ومثل ببعضهم أشنع تمثيل، ونزعت أحشاؤهم قبل أو بعد قتلهم، وفق ما وثق صحفيون في موقع ارتكاب المجزرة.