ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الولاياتالمتحدة باتت تستشعر خطرا إرهابيا متزايداً على مقار سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط ،وذلك وفقا لشهادات مسئولين سابقين وحاليين بالإدارة الامريكية. ونقلت الصحيفة عن سيث جونز،خبير في شئون القاعدة بأحد المراكز البحثية الأمريكية،قوله:"يبدو أن هناك تهديدات إرهابية حقيقية تحدق بالبعثات الدبلوماسية الأمريكية في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط ،ما يبرهن على أن الجماعات والمنظمات الإرهابية، بما في ذلك تنظيم القاعدة،لا تزال تمارس نشاطها بل واكتسب ذلك النشاط زخما في ظل الفراغ السياسي الذي تشهده بعض دول المنطقة". ولفتت الصحيفة، من جانبها،إلى أن تصاعد وتيرة هذه التهديدات الأن يأتي وسط جهود حثيثة من قبل مسئولي مكافحة الإرهاب الامريكيين لرصد وكشف أية تهديدات قد تستهدف البعثات الامريكية في الخارج لا سيما بعد مرور 8 أشهر على وقوع الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية. وأضافت:"كما تتزامن هذه الظاهرة مع الضغوط الممارسة على إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الداخل الأمريكي حول القضايا الأمنية والاتهامات الموجهة لها بالتراخي الأمني والتقاعس عن الكشف عن هجوم بنغازي،الذي تسبب في مقتل أربعة دبلوماسيين أمريكيين،قبل حدوثه". وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن خبراء ومسئولي مكافحة الارهاب الأمريكيين يقرون بوجود اختلاف بين التهديدات التي تحدق بسفاراتهم في اليمن وبين تلك التي تستهدف سفاراتهم في دول شمال أفريقيا. ونسبت الصحيفة إلى المنسق السابق لشئون مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية دانيال بنيامين،قوله:"برغم ما تتعرض له سفارتنا داخل العاصمة اليمنية صنعاء من تهديدات إرهابية متكررة ،إلا أن اليمن تمكنت من قطع أشواط طويلة في الجهود التي تقودها للقضاء على الإرهاب،على عكس من الحكومات الجديدة في منطقة شمال أفريقيا ،التي لا تزال تواجه تهديدا متزيدا من قبل الجماعات المتطرفة التي عملت سلافتها على قمعها على مدار عقود طويلة". وأضاف:"فيبدو وأن الضغوط التي لطالما تعرضت لها هذه الجماعات الارهابية قد خفتت وطأتها الآن عن ذي قبل،ما أحدث تغيرا ملحوظا في المشهد الأمني داخل دول شمال أفريقيا".