عرض برنامج «صباح الخير يا مصر»، المُذاع عبر القناة الأولى، من تقديم الإعلاميين أحمد عبدالصمد وبسنت الحسيني، تقريرا تلفزيونيا بعنوان "العيدية.. طقس مصري أصيل في الأعياد". يرتبط العيد بمظاهر الفرح والبهجة والتكافل وتأتي العيدية في مقدمة تلك الطقوس حتى باتت عنصرا أساسيا مرتبطا بذاكرتنا وصورتنا عن العيد، وعُرفت العيدية في مصر بالتحديد في عصر الدولة الفاطمية مع استقرار حكم الخلافة الفاطمية في القاهرة في نهايات القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي. ونجد عند مؤرخي عصر الدولة الفاطمي، كالوزير عز الملك المسبحي وتقي الدين المقريزي تفصيلا ومظاهر لاحتفال الخلفاء الفاطميين بالأعياد، من تلك الطقوس كانت العيدية التي ظهرت آنذاك في أول مرة كهبة مستقلة عن سائر الطقوس وكان ذلك منذ عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي.
وأراد المعزل لدين الله الفاطمي أن يستميل قلوب المصريين في بداية حكم دولته لبلادهم، فكان يأمر بتوزيع الحلوى وإقامة الموائد وتوزيع النقود والهدايا والكسوة مع حلول كل عيد على رجال الدولة وعامة الرعية، كما كان يهدي بنفسه دراهم فضية مخصصة للفقهاء والقراء والمؤذنين مع انتهاء خدمة القرآن الكريم ليلة العيد، وكان طقس توزيع النقود يعرف باسم التوسعة وهو أول شكل ظهرت فيه العيدية كمبلغ مالي يتم توزيعه ووهبه بمناسبة حلول العيد.
اقرأ ايضًا: هل تحتسب العيدية صدقة .. و حكم إخراجها من زكاة المال؟
حكم العيدية في العيد وهل تحتسب صدقة؟ عيدية العيد تحتسب صدقة ولا يجوز أن تدفع من زكاة المال بل يجب إخراج الزكاة إلى الأصناف الثمانية الوارد ذكرها في قول الله تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» (سورة التوبة:60).
الفرق بين الصدقة والزكاة معنى الصدقة وحكمها معنى الصدقة لغةً مُشتق من الصدق، لأن بذلها يكون دليلًا على صدق إيمان العاطي، أمّا شرعًا فالصدقة معناها العطيَّة التي تمنح تقرّبًا لله تعالى، وابتغاءً للأجر من عنده سبحانه، وحُكمها أنّها مستحبة وليست بواجبة.
الزكاة تجب في أصناف معينة، مثل: الزروع والثمار، وعروض التجارة، والذهب والفضة، والإبل والبقر والغنم، بينما لا تجب الصدقة في أشياء محددة، بل يستطيع الإنسان بذلها من أي شيءٍ، وبما تجود به نفسه.
وجود شرط حولان الحول لأداء الزكاة بعد بلوغها نصابًا معينًا، أي يمر عليها عام هجري، كما يدفع من الزكاة مقدارًا معين، أمّا الصدقة فلا يُشترط فيها وقتًا معيّن، بل يستطيع المسلم بذلها في أي وقتٍ يريده، وبدون تحديد مقدارٍ معينٍ.
تحديد الشرع مصارف معيّنةٍ لزكاة المال، بحيث لا يجوز أن تصرف لغيرهم، مثل: الفقراء والمساكين، والمؤلّفة قلوبهم، والعاملين عليها، والغارمين، وفي الرقاب، وابن السبيل، وفي سبيل الله، بينما لا يوجد مصرف مُعيّن للصدقة، حيث يجوز أن تدفع لمصارف الزكاة، كما يجوز أن تدفع لغيرهم.
بقاء الزكاة دَينًا في ذمّة الورثة بعد موت من استحقت عليه، وتُقدّم على الميراث والوصية، بينما لا يجب شيء من ذلك في الصدقة. العذاب والوعيد الشديد لمانع الزكاة يوم القيامة، بينما لا يحصل ذلك لمانع الصدقة.
جواز دفع الصدقة إلى الأصول والفروع، بينما لا يجوز دفع الزكاة إلى الأصول، وهم: الوالدين، الأجداد، كما لا يجوز دفعها إلى الفروع، وهم: الأولاد، وأولادهم. جواز بذل الصدقة إلى الغني والقوي المكتسب، بينما لا يجوز ذلك في الزكاة. جواز بذل الصدقة إلى الكفار والمشركين، بينما لا يجوز ذلك في الزكاة.