انتشر خلال الأيام الماضية من معرض القاهرة الدولي للكتاب، اللغط حول رواية شمياطس لصاحبها الكاتب هيثم موسى، فبمجرد ظهورها إلى العلن قوبلت برفض شديد من أهالي القرية التي تحمل الرواية اسمها، ووجهوا له العديد من الاتهامات مُعللين أنه يسيئ إلى اسم وسمعه القرية حيث يقترن اسم القرية بالرواية التي سوف توصمهم إلى الأبد لما بها من سحر أسود واعمالاً سفلية وجن يسكن القرية، وبالرغم من محاوله الكاتب لتوضيح وجهه نظره مراراً وتكراراً إلا أن الرفض القاطع من جانبهم كان هو سيد الموقف دائماً، وبعيداً عن الاسأله التي تشدقت بها الصحف الأخرى سوف ننفرد بعرض الأسئلة والاتهامات الأكثر شيوعاً بين أهالي القرية تجاه الكاتب ليجيب عليها. لماذا في دعاياتك وترويجك للرواية ذكرت أن اسم شمياطس ليس اسم عبثي بل أوضحت أنه اسم القرية وحددت مكانها؟ في الكثير من التعليقات وجدت الكثيرون ممن لايدركون معني اسم الرواية بل كان هناك منهم من كان يظن بأن اسم شمياطس هو أسم مُخترع او اسم لجن او شئ من هذا القبيل، ولذلك اوضحت انه اسم حقيقي وليس عبثي لقرية متواجده في وطننا بالفعل.
لماذا اخترت اسم تلك القرية بالتحديد ولم تختر اسم قرية أخرى مع العلم أن مصر حافلة بأسماء فريدة لقرى عديدة؟ لم أكن أسعى في الأصل لوضع اسم قرية ما على روايتي ولكن صودف أن سمعت الاسم وأعجبني بشده فقررت اختياره ليس اكثر لوقعه وصداه الجيد على القارئ، كما أن الوضع لن يختلف كثيراً فأي اسم لقرية اخرى كنت سأختاره كان سيتساءل أهل تلك القرية نفس السؤال.. أنها دائرة لا تنتهي؟
ما ردّك على من يزعمون أنه تم تسليطك لتكون أداة لتشويه سُمعة تلك القرية؟ انا لست في نطاق تلك المحافظه من الأصل، فأنا من سكان القاهرة ولا دخل لي بنظريات المؤامره والتي يحيكها الناس في عقولهم، ففي نظري لا يوجد اجابة منطقية على هذا السؤال.
لماذا لم تحاول تأليف اسم قرية وهمية أو تغيير حرف أو إنقاصه في اسم الرواية لتُبعد عن القرية أي ظنون خاطئة سوف يدركها الناس؟ على الرغم من كون الرواية قصة خيالية إلا أنه يجب وضعها في إطار من الواقعية شأنها شأن جميع الأعمال الأدبية والفنية السابقة والآتية، فهي ليست رواية خيال علمي لأضع أحداثها على القمر أو في مكان ليس له وجود، ولكنها أحداث من المفترض أنها تحدث في مصر ولذلك وجب وضعها في مكان حقيقي لإضفاء جزء من الواقعية على أجوائها ليس أكثر.
ما قولك فيما تردد في الصحافة على موافقتك على تغيير الاسم في الطبعات القادمة ودفع شرط جزائي يُقدر بخمسين مليون جنيه مصري في حالة إذا تم تحويل الرواية إلى عمل فني يحمل ذات الاسم؟ لايوجد تعليق على ذلك سوى أني عرفت ما قيل على لساني من قراءة الصحف مثلي مثلكم جميعاً.
ما ردّك على الفيديو الموضوع على اليوتيوب والذي أتى في نهايته شاب يتحدث عن المعاناة التي ممكن أن تتسبب بها الرواية لأي من أبناء القرية إذا ما ذهبوا للبحث عن عمل خارج القرية وقوبلوا بالاستهزاء او بمعايرتهم بأنهم من قرية يسكنها الجن؟ بداية اُحب أن اذكر أنني لا أقلل من شأن هذا الشاب تماماً وقد يكون عند الله والناس أحسن وأفضل مني بكثير، ولكني أكاد أقسم بأنه لم يطلع على ورقة واحدة من صفحات الرواية، فهو يسترسل في الحديث عن ضرر من المستحيل حدوثه، فالشخص الذي يقرأ الروايات والكتب هو شخص مثقف وعلى درجة كبيرة من الوعي والدراية وسيدرك جيداً ما كتبت بالداخل، وقد أوضحت داخل الرواية أن الأحداث الموجودة هي من نسيج خيالي تماماً وأن الاحداث الحقيقية المذكورة بالداخل هي أحداث بعيدة كل البُعد عن القرية وأوضحت أيضاً سبب اختياري للاسم كما وضحت سابقاً، فكيف يكون بعد كل هذا وأن يأتي القارئ المثقف ويمر على تلك التنويهات مرور الكرام ويتوجه على الفور للتنمر على سكانها واتهامهم بما ابرأتهم أنا به.. هذا شيء لا يُعقل حدوثه.
ما تعليقك على توجيه دعاوي قانونية تجاهك وتجاه دار النشر؟ لا يوجد أي سبب للمقاضاة القانونية، فتاريخ مصر الروائي والفني، يعج بأعمال أدبية وفنية قامت على نفس المنهج، فذلك هو ما يسمى بحرية الإبداع الفني، فأنا لم أنوه أن ما كتبته قد حدث بالفعل داخل القرية بل على العكس برأتها كلياً من أي اتهام، ولم أذكر أشخاص حقيقية ووقائع موثقة لديهم لكي يتم اتهامي بتشويه صورتهم.
ما قولك في اتهامك بأنك سعيت للتشهير بالواقعة لزيادة مبيعاتك وشهرة روايتك؟ على العكس تماماً، فمنذ اليوم الاول من نزول الرواية حدثت تلك الضجه ولكني لم انوه عنها اعلامياً مطلقاً بل حرصت على محاوله احتوائها وتهدأ الثائرين من أهل القرية ولكني فوجئت بمبادرتهم بالتوجه للإعلام ولفت انتباهه نحو المشكله القائمة، وهذا في رأيي ما زاد الوضع سوء بالنسبه لهم، فما بدأوه من محاولة لتكميم فاه الرواية من ذكر وتعريف بوجود القرية في الحقيقة، قد انتهى بلفت الاعلام للمشكله ومعرفه كل من يطالع الاخبار بالمشكلة القائمة الان.