يستعد الرئيس التونسي، قيس سعيد، للتوجه إلى ليبيا غدًا، في أول زيارة رسمية يجريها رئيس تونسي إلى البلد المجاور لتونس منذ عام 2012، حيث تتزامن الزيارة مع تسلم حكومة الوحدة الوطنية الليبية السلطة من حكومة الوفاق. وأفاد مكتب الرئيس التونسي قيس سعيّد بأن الرئيس سيزور ليبيا الأربعاء، وذلك بعدما أدت حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في ليبيا اليمين. وذكر مكتب قيس سعيّد أن الزيارة تهدف إلى دعم المسار الديمقراطي في ليبيا التي تأمل في إجراء انتخابات عامة في ديسمبر المقبل، سعيا لإنهاء الصراع المستمر منذ عشر سنوات. وتعتبر هذه الزيارة الأولى لرئيس تونسي إلى الجارة ليبيا منذ 2012، لكن الرئاسة التونسية لم تحدد المسؤولين الذين ينوي الرئيس لقائهم في ليبيا. وكانت تونس قد استضافت نهاية 2020 مندوبين ليبين اجتمعوا برعاية الأممالمتحدة في إطار ملتقى الحوار السياسي الذي أفضى إلى تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة في ليبيا. وتشكل ليبيا شريكا تجاريا مميزا لتونس إذ كانت قبل العام 2011 تستوعب الجزء الأكبر من انتاج الصناعات الغذائية التونسية ومواد البناء. وتغذي ليبيا القطاع غير الرسمي في تونس الذي يستورد سلعا استهلاكية بخسة الثمن. ويعمل في ليبيا آلاف التونسيين إلا أن الإغلاق المتكرر للحدود عطل هذه المبادلات. وغرقت ليبيا بعد ذلك في العنف فيما كان مسؤولون ليبيون يأتون بانتظام إلى تونس للمشاركة خصوصا في مفاوضات. ويرى متابعون أن هذه الزيارة تأتي بعد اضطراب في العلاقات الاقتصادية التونسية الليبية خلال عشر سنوات، وبعد تراجع الصادرات بين البلدين بنسبة 50 بالمائة ودخول 300 ألف تونسي البطالة منذ 2011 بعد أن كانوا يعملون في السوق الليبية. ووفق تقارير صندوق النقد الدولي فإن السوق الليبية تستوعب 70 بالمائة من الصادرات التجارية التونسية المتنوعة. وأضرت الحرب الليبية بحركة الإنتاج في تونس بعد أن باتت لا تجد منفذا واضحا بسبب مشاكل غلق المعابر بين البلدين وصعوبة استعمال الموانئ البحرية الليبية التي كانت مسخرة في الحرب. وتؤكد تقارير البنك الدولي كذلك أن ليبيا تعتبر خامس أقوى شريك اقتصادي لتونس تاريخيا بعد دول الاتحاد الأوروبي فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا، حيث تتجاوز معاملات تونس التجارية السنوية معها 3 مليارات دولار.