كشفت تقارير صحفية لبنانية ، عن أزمة جديدة تضرب المجتمع اللبناني في أطفاله الرضع ، حيث شهدت البلاد غياب حليب الأطفال الذي يعد من الأغذية الرئيسية للأطفال في بداية حياتهم وعمرهم. وتناولت صحيفة الشرق الأوسط، أزمة حليب الأطفال حيث جالت مابين مختلف المصادر الذين أكدوا علي سوء تعامل الأهالي مع الأدوية ولاسيما حليب الأطفال هو سبب الأزمة الجديدة التي تضرب البلاد في مقتل. وتواصلت الصحيفة مع نقيب الصيادلة اللبنانيين غسان الأمين، الذي بين أن الأدوية الموجودة في المنازل أكثر من تلك الموجودة في المستودعات وعند الوكلاء. واشار نقيب الصيادلة غسان الأمين، الي أن الدواء اليوم أصبح مثل الدولار بالنسبة إلى اللبنانيين، فكلما تمكنوا من تخزينهما شعروا بأمان، معتبرًا أن إعلان حاكم مصرف لبنان قبل فترة أنه يتجه لوقف الدعم كان سببًا رئيسيًا للأزمة التي نعيشها اليوم ولتهافت المواطنين على التخزين. وعن الحل من وجهة نظره قال : يتمثل الحل في خروج رئيس الحكومة المكلف وحاكم مصرف لبنان ليعلنا صراحة للبنانيين تحييد الدواء عن التجاذبات والضغوطات كي يطمئن المواطن ويوقف عملية التخزين. كما ذكر قائلا : إن الصيادلة وضعوا بمواجهة مع المواطنين، علما بأنهم لا يتحملون مسؤولية الأزمة، فباتوا يتعرضون بشكل يومي للمضايقات والشتائم وصولًا لمواجهتهم بالسلاح، موضحًا أن ذلك كله يضاف إلى مشاكل التقنين وإلزامهم من قبل مصرف لبنان بتأمين الأموال نقدًا، ما أدى إلى إغلاق حوالي 300 صيدلية أبوابها خلال عام تقريبًا مع ترجيح ارتفاع هذا العدد في الأشهر المقبلة. من جانبه، أشار نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة للصحيفة ذاتها ، إلى أنه خلال 15 يومًا تم مد السوق ب200 ألف علبة أسبرين (دواء يمنع تجلّط الدم) و250 ألف علبة أسبيكوت وهو بديل لبناني ل أسبرين، ورغم ذلك فإن الدوائين مقطوعان في العدد الأكبر من الصيدليات. وانسحب شح الأدوية وانقطاع قسم كبير منها على حليب الأطفال المحصور بيعه بالصيدليات. كما شدد على أن غياب الثقة بين المواطن والدولة أدى إلى الخوف والهلع المسيطرين اللذين يدفعان اللبنانيين للتهافت على التخزين الذي بات يشكل سببًا رئيسيًا لأزمة الدواء، يضاف إليه تراجع الكميات التي يتم استيرادها نتيجة الآلية المعتمدة مع مصرف لبنان للحصول على الدولار المدعوم. وتابع : المطلوب بأسرع وقت ممكن خروج المسؤولين المعنيين بالقطاع ليعلنوا أن مصرف لبنان حجز مبلغًا معينًا لدعم الدواء، وأنه يكفي حتى آخر عام 2021 وبالتالي لن يتم رفع أسعار الدواء». وعن غياب حليب الأطفال تحدثت الصحيفة مع الدكتور ريشار الخويري، وهو صاحب صيدلية، الذي اوضح إن هناك أزمة حقيقية في حليب الأطفال الذي بات مفقودًا نتيجة تخزينه من قبل عدد كبير من اللبنانيين، إضافة إلى التقنين المعتمد بتوزيعه والذي يتم على أساس استهلاك كل صيدلية عام 2020. فيما أكد الخويري أنهم يواجهون الكثير من المشاكل مع الزبائن الذين يصرون على الحصول على أكثر من عبوة أو علبة من الدواء الواحد وحين نرفض ذلك يتهموننا بالتخزين لبيعه لاحقًا بأسعار أعلى، وهذا غير صحيح على الإطلاق علي حد تعبيره . وأضاف : نحن نعيش كل يوم بيومه، خصوصًا أننا معرضون أكثر من أي وقت مضى لوباء (كورونا)، إذ يأتي الكثير من المصابين إلينا لطلب الدواء، ونحن نتابعهم على الهاتف أكثر مما يفعل الممرضون والأطباء لمواكبة تطور حالاتهم. وواصل تصريحاته قائلا : لا تقتصر أسباب تقنين توزيع الدواء على الصيدليات على قلة الكميات المستوردة، إنما تشمل الحد من التهريب الذي كثر في الفترة الماضية. فقد تم إحباط أكثر من عملية تهريب دواء إلى الخارج. كما كانت وزارة الصحة أقفلت عددًا من الصيدليات، ولاحقت مستودعات تقوم بتخزين الدواء بغية تهريبه أو بيعه بأثمان مضاعفة. فيما نوهت احدي طبيبات الأطفال لصحيفة الشرق الأوسط إن الحليب المفقود بشكل أساسي هو لعمر سنة وما فوق باعتباره غير مدعوم، والأرجح أنه يتم تخزينه لرفع سعره بعد إقرار خطة وزارة الصحة. كما تواصلت الصحيفة مع رب أسرة فضّل عدم ذكر اسمه حيث أشار إلى أنه تحسبًا للأزمة الراهنة اشترى 70 عبوة حليب لمولوده الجديد، لكنه اليوم لا يجد له عبوات طعام الأطفال التي يتناولها عندما يبلغ 6 أشهر بالتوازي مع الحليب. وقال ل"الشرق الأوسط" إنه عرض على إحدى الصيدليات أن يعطيها بعض عبوات الحليب التي اشتراها على أن يحصل مقابلها على عبوات الطعام، لكنها أكدت عدم توافرها.