وصل الأسير الفلسطيني محمد التاج من طوباس، مساء اليوم الخميس إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله قادمًا من مستشفى سجن الرملة، بعد أن افرجت عنه سلطات الاحتلال لسوء حالته الصحية. وقال الأسير محمد - فى تصريحات له عقب وصوله المجمع الطبى - "إنني أنقل للجميع معاناة 16 أسيرا في مستشفى سجن الرملة، وهو عبارة عن قسم عزل ومقبرة للأسرى ولا يمت للمستشفى بصلة، هؤلاء الأسرى الذين يعانون بشكل كبير، ولا يتلقون العلاج اللازم، منهم 6 مقعدين، و5 مصابين بالسرطان". وأضاف أن الأسرى يعلمون تماما أن القيادة الفلسطينية لم تتوان عن الإفراج عنهم، لكن الحراك السياسي والدبلوماسي والشعبي يجب أن يشكل ضغطا على سلطات الاحتلال، لأنه دون ضغط حقيقي فإنها لن تمتثل إلى مطالب الأسرى ولا إلى القوانين الدولية. من جانبه، قال وزير شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع إن التاج واجه إهمالا متعمدا منذ عام 2004 ما أدى لتفاقم وضعه الصحي، حيث كان يعاني من ضيق في التنفس إلى أن وصل به الأمر إلى تليف في الرئة، حيث يتنفس عبر أنبوبة الأكسجين على مدار الساعة، مبينا أن الوزارة فوجئت بقبول الالتماس الذي تقدمت به للجنة الإسرائيلية المختصة بالإفراج المبكر عن الأسير التاج لخطورة وضعه الصحي، حيث رفضت ذلك مرتين سابقا. بدوره، قال رئيس نادي الأسير قدوره فارس إن قرار إسرائيل بالإفراج عن الأسير محمد التاج جاء بعد مماطلة اللجنة الطبية في نظر قضيته ، وتباطؤ من "الشاباك" وإدارة السجون، بالإفراج عنه رغم معاناته من أمراض خطيرة. وأضاف أن قرار الإفراج جاء بعد ضغوطات ومطالبات عديدة، وبعد تأكد الاحتلال بأن هناك خطرا كبيرا على وضع الأسير الصحي، بعد أن تفشى المرض في جسده وإصابته بفشل رئوي كامل، محملا الاحتلال الإسرائيلي أي مكروه قد يحدث للأسير التاج بعد الإفراج عنه، مطالبا بضرورة الإفراج عن كافة الأسرى المرضى الذين لا تقل حالتهم الصحية خطورة عن وضع التاج. وحول وضع الأسير الصحى، قال مدير مجمع فلسطين الطبي أحمد البيتاوي إنه فور علمنا بالإفراج عن الأسير محمد التاج استعد الاطباء لاستقباله وإجراء الفحوصات طبية دقيقة للوقوف على حالته الصحية، مضيفاً أنه تبين من النتائج الأولية للفحوصات أنه يعاني من تليف في الرئتين، ويحتاج لأكثر من أسبوع في العناية، بالإضافة إلى أن علاجه سيحتاج لفترة طويلة. جدير بالذكر أن الأسير الفلسطيني محمد التاج (43 عامًا) كان يقضي حكماً بالسجن 15 عاماً، أمضى منها 11 عامًا، كما أنه خاض في فترة سابقة إضرابا عن الطعام استمر 50 يوما للمطالبة بمعاملته كأسير حرب.