* الحرب فى إثيوبيا تلقي بظلالها على دول الجوار * صحفي سوداني: الخرطوم ستتأثر مباشرة بما يحدث في إقليم تيجراي الإثيوبي * محلل سياسي: 15 مليون إثيوبي يعتمدون على المساعدات والصراع فى تيجراي قد يسبب حربا إقليمية يبدو أن إثيوبيا أصبحت تواجه مصيرا مجهولا بعد قيام سلطات إقليم تيجراي الإثيوبي، بشن هجمات صاروخية على إريتريا، وأيضا مناطق مختلفة فى إثيوبيا، وأعلنت تلك السلطات مسئوليتها عن الهجمات. وتثير الحرب الدائرة فى إثيوبيا المخاوف بالقارة الأفريقية حول تأثر دول الجوار الإثيوبي بتلك الحرب، ومن بينها السودان التى تشهد حاليا تدفق آلاف اللاجئين الإثيوبيين الذين يهربون من المعارك المحتدمة بين الحكومة المركزية في أديس ابابا وسلطات الإقليم. اقرأ أيضا: المصائب لا تأتى فرادي.. إثيوبيا بين الحرب في تيجراي وجحيم كورونا فى هذا الشأن، قال محمد عبد العزي، الصحفي والمحلل السياسي السوداني، إنه في ظل أوضاع اقتصادية وأمنية هشة يستقبل السودان آلاف اللاجئين الإثيوبيين مع استمرار المعارك بين الجيش الاتحادي وإقليم التجراي، لافتا إلى أن اللاجئين ينحدرون بشكل أساسي من قوميتي التغراي والامهرا - الظهير الأساسي للحكومة المركزية - اللتان تربطهما حدود جغرافية مع السودان. وأضاف المحلل السياسي السوداني، فى تصريح خاص ل"صدى البلد"، إنه في ظل حالة الاستقطاب الحاد فى تيجراي، من الممكن أن ينتقل الصراع لداخل السودان إذا لم يتم اتخاذ الترتيبات المناسبة للفصل بين اللاجئين. وأوضح أن هناك تحديات تتعلق بتوفير مساعدات إنسانية عاجلة خاصة الغذاء والدواء، في ظل بطء تحرك المنظمات الدولية والاعتماد على المساعدات الشعبية المحاصرة بأوضاع اقتصادية سيئة في السودان، مع الأخذ في الاعتبار أن 15 مليون اثيوبي يعتمدون على المساعدات الدولية قبل الصراع. وأشار عبد العزيز إلى أن هناك حالة استقطاب إقليمي لدعم أطراف النزاع، إلا أن السودان حريص على عدم الانحياز، خاصة أنه يقود هذا العام منظمة "الايجاد" لذلك يسعى لإيجاد تسوية حتى لا يتحول الأمر لحرب إقليمية أو انهيار يؤدي لتدفق الجماعات الإرهابية وموجات لا تنتهي من الهجرة تمتد إلى أوروبا. بدوره، قال الصحفي عوض جاد السيد، رئيس قسم الأخبار بصحيفة "الصيحة" السودانية، إن الحرب الداخلية التي اندلعت في إثيوبيا بين الحكومة المركزية وسلطة إقليم تيجراي تمثل تهديدا خطيرا للمنطقة ككل، خاصة دول الجوار؛ إريتريا والصومال وجيبوتي والسودان. وأضاف جاد السيد، فى تصريح ل"صدى البلد"، أن السودان سيتأثر تأثرا مباشرا ويعاني أشد المعاناة مع حدوده الطويلة الممتدة مع الجارة إثيوبيا، لافتا إلى أنه بالفعل بدأ عشرات الآلاف من اللاجئين الإثيوبيين بالتدفق إلى الداخل السوداني فرارا من الحرب. وأوضح الصحفي السوداني أن تدفق اللاجئين الإثيوبيين نحو السودان يأتي في وقت يعاني فيه السودان من ضائقة اقتصادية وظروف أمنية معقدة في شرق السودان الذي يتصف بتداخل جغرافي واثني كبير مع الجوار، وتنشط فيه تجارة السلاح والمخدرات وتهريب البشر، مما قد يزيد من الأنشطة الإجرامية ويسهل الحصول على السلاح، بل وقد يشهد تدفقات لمسلحين من إثيوبيا ويزيد الوضع تعقيدا. وأكد جاد السيد أنه بالرغم من اتخاذ سلطات الولايات السودانية المجاورة قرارات بإغلاق الحدود وزيادة الانتشار الأمني، إلا أن المنطقة تاريخيا يصعب السيطرة الكاملة على الحدود فيها، وظلت تشهد تسللا متكررا للاجئين وتهريب السلع والسلاح والمخدرات، فضلا عن حركة القبائل الحدودية المتداخلة. كما أكد الصحفي السوداني أنه نظرا لخطورة الوضع نشطت مبادرات شعبية سودانية لتقديم المساعدات للاجئين الإثيوبيين، والسعي إلى حل سلمي عاجل للأزمة، فيما شدد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الذي يرأس منظمة "ايقاد" حاليا خلال لقاءاته مع وفود إثيوبية وإريترية على ضرورة الوصول لحل سلمي فوري بالرغم من رفض الجانب الإثيوبي لتدخل "ايقاد". وقال إن الوضع الحالي في حالة سيولة كبيرة والحرب مرشحة للاستمرار طويلا بالنظر إلى عدم إمكانية تحقيق نصر سريع لأحد الطرفين على الآخر، فطبيعة الصراع وخبرة الطرفين قد تدفع بالحرب إلى أمد طويل، وهو ما ينعكس بشكل كبير على الجوار كاملا في تدفق اللاجئين وانتشار السلاح والأنشطة الإجرامية الخطرة. كانت نخبة إقليم تيجراي مهيمنة على السلطة منذ عام 1991 حتى مجيء آبي أحمد إلى السلطة فى 2018، ومنذ ذلك الحين تراجع نفوذ جبهة تحرير شعب تيجراي ووجهت اتهامات لآبي أحمد بإقصائهم من الحكومة المركزية والجيش وعليه هدد الإقليم بالانفصال عن إثيوبيا. وكان زعيم إقليم تيجراي الإثيوبي المقال ديبريتسيون جيبريمايكل، قال في وقت سابق إن قواته تخوض اشتباكات مع القوات الإريترية على جبهات عدة منذ أيام. وأعلن رئيس الحكومة الإثيوبية أمس أن أعضاء حكومة تيجراي متهمون بالخيانة العظمى، داعيًا شعب الإقليم إلى نبذهم والابتعاد عنهم. وقال آبي أحمد، إنه أمر بتنفيذ عمليات عسكرية في تيجراي في تصعيد دراماتيكي لخلاف طويل الأمد مع جبهة تحرير تيجراي. وأضاف أن مئات الأشخاص قتلوا في الصراع في ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، وبعضهم قُتل في مذبحة مروعة وثقتها منظمة العفو الدولية. وأدت الهجمات إلى تفاقم المخاوف من أن الصراع الذي تعهد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بأنه سيكون سريعًا ويمكن احتوائه بدلًا من ذلك أن يتضاعف ويزعزع استقرار منطقة القرن الأفريقي الأوسع. وفر الآلاف من القتال والضربات الجوية في تيجراي وعبروا إلى السودان المجاور. ويقول الجيش الإثيوبي، إن الحكومة المركزية "دخلت في حرب مع السلطات المتمردة" في إقليم تيغراي شمالي البلاد، حيث أطلقت أديس أبابا عملية عسكرية فى 4 نوفمبر. وقال نائب رئيس أركان الجيش برهان جولا خلال مؤتمر صحافي في العاصمة أديس أبابا: "دخل بلدنا في حرب لم يكن يتوقعها. هذه الحرب مخزية، إنها عبثية.. سنحرص ألا تطال الحرب وسط البلاد" وتبقى منحصرة في تيجراي. أما مجلس النواب الإثيوبي، فقد وافق على فرض حالة الطوارئ في منطقة تيغراي لمدة ست أشهر بعد إعلان عملية عسكرية ضد سلطات المنطقة التي يتهمها بمهاجمة قواعد للجيش الإثيوبي.