كشفت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية عن ملامح السياسة الخارجية للرئيس المنتخب جو بايدن، قائلة إن العالم الحر أصبح له قائد جديد. وذكرت "سي. إن. إن" أن انتصار بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وهزيمة ما وصفته بالشعبوي المحافظ دونالد ترامب، ربما يكون بداية تحول جذري في موقف أمريكا تجاه العالم. وقد وعد السياسي الديمقراطي المخضرم، والذي سيتم تنصيبه رسميا كرئيس للولايات المتحدة في يناير 2021، بأن يمد يداه بالسلام إلى العالم، وأن يمد جسور الصداقة بشكل أكبر من ترامب، وأن يكون أكثر صرامة مع المستبدين، وأفضل للكوكب، في إشارة إلى الاهتمام بالمناخ. ومع ذلك، قد تكون ساحة السياسة الخارجية أكثر صعوبة مما يتصور الرئيس المنتخب. وأوضحت "سي. إن. إن" أن الكثير تغير منذ أن كان بايدن نائبا للرئيس السابق باراك أوباما في 2008 حتى 2016، فقد أصبح أعداء أمريكا أصدقاء في عهد ترامب، مثل الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينج، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، والذين استغلوا غرور قطب العقارات السابق، بل أن بعضهم أصبحوا قادة مدى الحياة. وتعهد بايدن بأن يكون مختلفا، وعكس بعض سياسات ترامب الأكثر إثارة للجدل بما في ذلك تغير المناخ، والعمل بشكل أوثق مع حلفاء أمريكا. وفيما يتعلق بالصين، قال بايدن إنه سيواصل موقف ترامب المتشدد بشأن التجارة وسرقة الملكية الفكرية والممارسات التجارية القسرية من خلال اختيار الحلفاء بدلا من التنمر عليهم كما فعل ترامب. فيما يتعلق بإيران، وعد بأن طهران سيكون لديها مخرج من العقوبات إذا امتثلت للاتفاق النووي متعدد الجنسيات الذي أشرف عليه مع أوباما لكن ترامب تخلى عنه. ومع حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، يحاول بالفعل إعادة بناء الثقة من خلال التعهد ببث الرعب في الكرملين. وتعتبر هذه أمورا سهلة بالنسبة للسياسي المخضرم الذي عمل في مضمار السياسة حوالي 47 عاما، والذي ترأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وكان غارقا في الدفاع عن القياد العالمية للولايات المتحدة بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، كما دافع عن التدخلات الخارجية في البلقان ولإقليم دارفور السوداني، على الرغم من عد نجاح استراتيجية التدخل، كما دفع باتجاه حظر الانتشار النووي. لكن تنفيذ رؤيته للسياسة الخارجية الآن لن يكون سهلا على مدى أربع سنوات، عانت البلدان في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وما وراءهما من انتكاسات السياسة الخارجية للولايات المتحدة. في أحد الأيام، كان ترامب يسحب القوات الأمريكية من سوريا لإثارة ذعر الحلفاء، لكن سرعان ما عكس المسار. استفاد بوتين والرئيس السوري بشار الأسد وعدد لا يحصى من المقاتلين من الارتباك الفوري وعلى المدى الطويل من سمعة أمريكا المتضررة كحليف موثوق. ويخاطر بايدن بالدخول في حائط أصدقاء أمريكا الذي يرغبون في تصحيح الأخطاء، بعد أن تحمل الحلفاء الأمريكيون استراتيجية السياسة الخارجية الأمريكية المتناثرة التي قوضت التحالفات التقليدية وهددت النظام العالمي.