- الحكومة تكذب وترفض الاعتراف بوجود أزمة اقتصادية والشارع لن يصمت طويلا. - توكيلات المواطنين للسيسي رسالة شديدة اللهجة للرئاسة من المواطنين. - الجيش يتفهم عدم شرعية الانقلاب العسكري والعالم لن يسكت لو حدث. - حماس متورطة في فتح السجون خلال أحداث الثورة. - على قيادات حماس إثبات حسن نيتها في شبهات تورطها بمقتل جنود رفح. - الجيش المصري يهدم الأنفاق وحماس تحميها لأنها تربح مليارات من وراءها. أكد الفريق حسام خير الله وكيل أول المخابرات العامة السابق والمرشح الرئاسى السابق ان الجيش يتفهم عدم شرعية الانقلاب العسكري على النظام الحاكم وهو لا يريد ذلك مشيرا الى ان العالم لن يسكت لو حدث ، مؤكدا أن التوكيلات التي حررها مواطنون للفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع لإدارة شئون البلاد هي رسالة شديدة اللهجة للرئاسة من المواطنين. وقال خلال حواره لموقع صدى البلد ان حماس متورطة في فتح السجون خلال أحداث الثورة وتحوم حولها الشبهات في قضية مقتل الجنود المصريين على الحدود و على قيادات حماس إثبات حسن نيتها في شبهات تورطها بمقتل جنود رفح بتشكيل لجنة للتحقيق باشتراك مصري لاستجلاء الحقيقة ، مشيرا الى ان الجيش المصري يهدم الأنفاق للحفاظ على الأمن القومي المصري بينما حماس تحميها لأنها تربح المليارات من وراءها. وإلى نص الحوار: - ما تقييمك للمشهد السياسي والاقتصادي الحالي ؟ الوضع الحالي سياسيا يشهد انقسام كبير وخطير على وضع البلاد ، وكأننا نعيش في دولتين داخل مصر ، وتصرفات الرئيس تعطي إحساس كما لو أن الاخرين المختلفين معه أعداء الوطن ، وأعداء تيار الإسلام السياسي ، فلا يوجد تفاهم ورؤيته من منظور واحد دون حوار.أما اقتصاديا ، وهو الجانب الأهم ، فلا توجد رؤية ولا خطط واضحة لمستقبل البلاد الاقتصادي ولا استراتيجيات للتعامل مع الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد ، والأخطر أن النظام الحالي يخفي حالة الاقتصاد المتدهورة بالكذب في تصريحات تدعي أننا آمنين اقتصاديا ، رغم أن الاقتصاد يواصل تدهوره ، فلا توجد سياحة ولا استثمار بسبب القرارات التي تزيد البلاد تعثرا. فصندوق النقد الدولي لن يمنح مصر قرضا دون أن تتخذ إجراءات وتنفذ الاشتراطات المطلوبة منها. - هل الوضع الاقتصادي ينذر بثورة ثانية؟ الأسعار ترتفع وهذا يستفز المواطن ، لكن كذب تصريحات مسئولي الحكومة هو الأكثر استفزازا ، فالحكومة عندما تتحدث عن أزمة الوقود تدعي أن التهريب هو السبب ، والحقيقة التي أعلمها أنه لا توجد ميزانية أصلا لشراء السولار. فالدولة مطالبة بوضع مسارات اقتصادية لتنفيذ مبادئ ثورة يناير التي قامت من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ، وإلا ستظل الأمور في تدهور وسندفع جميعا الثمن وسيخرج الجياع للشوارع. - ماذا تقصد من القرارات المتخبطة للرئيس التي تزيد الأمور تعقيدا؟ الرئيس على سبيل المثال عقب إسناده التشريع لمجلس الشورى قال أن أي قوانين سيصدرها المجلس ستكون في حدود صغيرة جدا لحين تشكيل مجلس النواب القادم ، وللأسف هذا الكلام اتضح عدم صدقه ولم ينفذ وها هي الصحف تطالعنا بأن الشورى يجري تعديلا على 59 قانونا. فالدولة تسير في تخبط ، وكأن الرئيس يتجاهل تنفيذ وعوده ، وقد يكون مرجع هذا انه لا الرئيس ولا رئيس الوزراء هما أصحاب القرار ، فالسؤال هنا من يحكم مصر؟ - هل يمكن أن تتحول الخلافات السياسية الى صراع مسلح وحرب أهلية؟ تلويح جماعة ما او حزب ما بالاقتتال داخليا أمر لا يجوز ، وعلى القوى السياسية المعارضة النضال السلمي فهذا يمنحها تعاطفا دوليا ، ولنا في نضال غاندي المثل فاستطاع أن يحقق الكثير من خلال النضال السلمي. - هل جبهة الإنقاذ قادرة على قيادة المعارضة؟ جبهة الإنقاذ تقوم بدور جيد في المعارضة السياسية ، ولكنه ليس الدور المأمول وعليها بالتكاتف والضغط السلمي للحفاظ على مكانها في المعارضة والشارع . - ما رأيك في علاقة الرئيس والشرطة ؟ مرسي هو الرئيس الأعلى لجهاز الشرطة ، وهو بالفعل يحاول استرضاءهم ، بكلمات مجاملة ، لكن الأزمة أن جهاز مثل الأمن المركزي تلطخت يداه في عمليات تعذيب متظاهرين ، وهذا توريط لهذا الجهاز ، فالأمن المركزي يجب أن يساعد المواطنين ويحمي المتظاهرين لا أن يبطش بهم لحماية النظام. - هل ترى ثمة انقسام داخل جهاز الشرطة بسبب الوزير محمد ابراهيم ؟ الانقسام داخل الشرطة موجود ، ومن مصلحتنا الوطنية ألا يحدث مزيد من الانقسام والصراع داخل جهاز الشرطة ، وهم يحاولون رأب الصدع ، ونطالب أن تكون الشرطة للجميع، فالشرطة كان عبورها الأول في 25 يناير 1952 عندما واجهت الاحتلال الانجليزي ، وسيكون عبورها الثاني عندما تعبر الحاجز النفسي الذي ازداد تضخما بينها وبين المواطنين بسبب الممارسات القمعية ، لتصبح فعلا في خدمة الشعب والوطن. - لو ازدادت هوة الانقسام داخل جهاز الشرطة ، هل يمكن أن يحل الجيش محل الشرطة داخل البلاد؟ لا يمكن أن يقوم الجيش بدور الشرطة بشكل دائم ، فهو يضطر للنزول الى الشارع في ظروف وقتية فقط لحفظ الأمن لحين عودة الشرطة ، فوظيفة الجيش ولا تأهيله وعقيدته تسمح له بالتواجد في الشارع ورفع السلاح في وجه أي مواطن. لكنني أرى أن دور الجيش لحماية الجبهة الداخلية يجب أن يتركز على الحدود لمنع تهريب السلاح من الحدود الغربية والشرقية ، وهذا سيكون أفضل لصالح الوطن والمواطنين. - ما رأيك في التوكيلات التي حررها مواطنون للفريق السيسي؟ هذه رسالة شديدة اللهجة للنظام الحاكم حاليًا وشرعيته التي أصبح عليها علامات استفهام . - هل يعني أن الجيش يمكن أن ينقلب على النظام ؟ الجيش يتفهم تماما عدم شرعية ذلك ، ولا يريد العودة لإدارة شئون البلاد ، ولو فرضا حدث انقلاب عسكري كما يريد البعض سيجر ذلك علينا ويلات، والعالم كله سيرفضه. - هل تشكل ضبطيات الأقمشة والملابس العسكرية الأخيرة خطرا على الجبهة الداخلية؟ هذه الضبطيات ليست بالأمر الخطير ، فأقمشة الجيش يرتديها أشخاص كثيرون رغم أن القانون يحظر ارتداء الزي العسكري لغير العسكريين ، لكن ترى شباب يرتدون أزياء تشبه الملابس العسكرية كنوع من الموضة ، وعلى الدولة ان كانت تريد منع تهريب الأقمشة العسكرية وارتداءها فلتؤمن صناعات القماش العسكري ليصبح حكرا عليها فقط. - كيف يتم حل أزمة التهريب عبر الأنفاق بين حدود مصر وغزة؟ يجب أن تهدم هذه الأنفاق تماما ، فهذا يصب في صالح مصر ، لكن حماس التي تربح نحو 9 مليار دولار من العبور في الانفاق والتهريب هي الخاسر ، لذلك يواجهون هدم وإغراق الأنفاق من الجانب المصري بالمياه بماكينات شفط من الجانب الآخر لمنع هدمها ، وحماس هي التي تقوم بذلك فلا يوجد مواطنين يقومون بالحفر او منع هدم الأنفاق. - هل توجد ثمة أزمة بين الرئاسة والجيش بسبب حماس وهدم الأنفاق ، وما رأيك فيما تردد عن طلب حماس الوساطة للجلوس مع الفريق السيسي؟ حماس اسمها الحكومة المقالة ، فبأي صفة يتكلمون ، وهم جناح من أجنحة الإخوان المسلمين ، فلماذا يجلس السيسي معهم ، والأزمة الفلسطينية في أساسها السبب فيها حماس التي لا تريد حل الأزمة والتصالح مع فتح. - هل حماس لها علاقة بقتل الجنود المصريين برفح؟ بعض وسائل الإعلام أشارت عبر وثائق تم تسريبها إليها إلى تورط عناصر من حماس في مقتل الجنود المصريين ، ومجلة الأهرام العربي ذكرت أسماء المتورطين ، وهنا أطالب مصر وحماس بتشكيل لجنة للتحقيق تذهب هناك للتحقيق حول من وردت أسمائهم وهل هم فعلا متورطين في الحادث أم لا ، واعتقد أن حماس لو رحبت بالتعاون لكشف المتورطين في الحادث ستدرأ عن نفسها الشبهات وتؤكد صدق نيتها لاستجلاء الحقيقة. - لو صح أن عناصر من حماس وراء مقتل الجنود المصريين فهل هدم الأنفاق السبب؟ بالطبع ، نعم ، فهدم الأنفاق يسبب خسارة فادحة لحماس. - وهل لحماس علاقة أيضا بفتح السجون في أحداث 25 يناير؟ هناك عناصر من حماس موجودة بمصر منذ احداث ثورة يناير ، وهناك عدد من قبائل سيناء استضافت كل قبيلة أعدادًا من حماس تتراوح ما بين 20 و25 فردًا من حماس وهؤلاء من هاجموا الأقسام وفتح السجون وفقًا لمخططات مدروسة. - هل سيناء تحولت إلى معسكرات للجماعات الجهادية والخارجين عن القانون؟ سيناء تواجه مخاطر منذ سنوات ، والحالة الأمنية المتردية فيها سببها تعامل الشرطة القمعي مع مشايخ وأهالي سيناء ، وبالتالي الحفاظ على أمن سيناء ليس مهمة جهة واحدة وإنما سيأتي بتضافر جهود الجيش والشرطة والمواطن السيناوي ، فكل له دوره ،وعلى الشرطة إعادة الثقة بينها وبين مواطني سيناء بعد عقود من القمع الشرطي قبل ثورة 25 يناير ، وكثير من اهالي سيناء اعتبر الشرطة عدو وهو ما يفسر العمليات الارهابية وتفجيرات 2004 و2005 التي كانت لأهداف انتقامية بسبب معاملة الشرطة ، وبالتالي فإن كل ما تعرض له أهالي سيناء وقف حائلا أمام تعاونهم مع الشرطة وعدم الإبلاغ عن أي جماعات جهادية أو منفذي الأعمال التخريبية والتفجيرات لخطوط الغاز والمناطق السياحية. - هل يواجه الجيش محاولات للسيطرة عليه من قبل جماعة الأخوان أو ما يطلق عليه "أخونة الجيش"؟ الجيش ليس كباقي جهات الدولة ، ولكي تصل لمرحة أخونة الجيش تحتاج سنوات ، فالجيش يفترض أنه مؤمن 100% ضد الأخونة والسيطرة عليه ، وأمن القوات المسلحة قادر على تأمين الجيش من مثل هذه المحاولات. - لكن ماذا عن العناصر النائمة التي تعتمد عليها جماعة الإخوان للسيطرة على أي مؤسسة؟ لو صح وجود عناصر نائمة في الجيش فلا يمكن أن يظهر أثره إلا لو وصل الفرد إلى رتبة عقيد ، لأنه هنا سيكون له تأثير على الكتيبة التي يقودها وبالتالي يمكن أن يأمر ويطاع أما الرتب الأدنى فهي تنفذ أوامر قادتها وتجرى لهم حركات تنقلات دائمة لا تمكنهم من السيطرة على أعداد من المجندين ، وبالتالي أؤكد أن أخونة الجيش لن تحدث إلا بمرور سنوات. - هل جهاز المخابرات يقوم بدوره داخليا وخارجيا أم أن الأحداث السياسية أثرت على دوره؟ بالطبع الدولة مفتوحة أمام جنسيات مختلفة بعد الثورة لأسباب مختلفة ، منها استقبال سوريين بسبب ما يتعرض له الشعب السوري عقب ثورته ،كما أن مخابرات دول عديدة بدأت تنتشر عقب أحداث ثورة 25 يناير ، وبالتالي المخابرات أصبحت تتحمل طاقة كبيرة وحمل ثقيل لحماية الجبهة الداخلية والخارجية ، والجهاز يتعرض لضغوط ومحاولات السيطرة عليه وتوظيفه لحساب السلطة ، فعقيدة رجل المخابرات هي الولاء لمصر فقط ، وبالتالي هو يواجه محاولات من السلطة لتوظيفه لحسابها ، وعلى سبيل المثال كان هناك علامات استفهام من اصطحاب عصام الحداد مستشار الرئيس رئيس جهاز المخابرات خلال محاولات حل ازمة المصريين المتهمين في الامارات والمنتمين لجماعة الاخوان ، فهنا الأمر يشير إلى محاولات توظيف المخابرات لخدمة قضية بعينها كان يمكن ان يتحرك فيها الجهاز وحيدا دون وجود مستشار الرئيس. - هل تنوي الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة؟ اذا ما تطلبت المصلحة العامة ذلك فلن أتردد في الترشح للرئاسة ، وسأسعى لتنفيذ برنامجي الانتخابي طبقا لخطط قصيرة المدى وأخرى طويلة الأمد وهو لا يحتاج أي تغيير ويتضمن حلول للمشكلات الهامة التي تمر بها البلاد لتخفيف معاناة الناس.