جاء القرار الصادم للسفارة المصرية بسلطنة عمان بغلق مكتب الملحقية الثقافية بالسلطنة مثيرا لقلق ومخاوف كبيرة في أوساط اولياء امورالجالية المصرية بالسلطنة الذين تفاجئوا بالقرار الذي لم يحدد مصير ما يزيد عن ثلاثة الاف طالب مصري يتقدمون سنويًا لامتحانات ابناءنابالخارج بسلطنة عمان فيما اعلن السفير محمد غنيم قبل ايام عبر وسائل الاعلام ان الاغلاق جاء بناءا علي توجيه من مجلس الوزراءبتقليص التمثيل الدبلوماسي في عدد من الدول خلال جائحة كورونا منها السفارة المصرية بسلطنة عمان. لم يحدث ابدااا ان كان قرار الاغلاق او تقليص البعثات الدبلوماسية بسفاراتنا بالخارج يصب بشكل كامل في مصلحة المصري المغترب وقدشمل القرار عواصم ولم يشمل عواصم اخري مما استثار حفيظة اولياء امور الجالية المصرية الذين يزيد عددهم عن 60 الف مصري مقيم علي ارض السلطنة حيث لن يتمكن الكثير من اولياء الامور من الحاق ابناءهم بالمدارس الخاصة التي تمثل تكلفة باهظة الثمن في ظل اجواءجائحة كورونا والتي تتزامن مع تقليص الرواتب وحزمة من الاجراءات المالية والادارية تجاه المصري المغترب في اغلب دول العالم وخاصة فيمنطقة الخليج فوجيء ابناء الجالية المصرية بالسلطنة بقرار الاغلاق من خلال ورقة تم تعليقها علي باب الملحقية بالسفارة المصرية وتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي غير موقعه او بها اي اعتماد رسمي يكشف عن شخصية متخذ القرار مما ششدعي اولياء الامور لمخاطبة السفارة للكشفعن تفاصيل الاغلاق واسبابه ولم ياتي اي بيان من قبل السفارة حتي كتابة هذه السطور يوضح اسباب هذا القرار المفاجيء وتعد الملحقية الثقافية المصرية بالسلطنة احد اهم الجسور التي تربط مصر ثقافيا وعلميا بسلطنة عمان في ظل التغيرات الوزارية الجديدةوتولي صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق وزيرا للثقافة والرياضة والشباب وتعتبر أحد أهم أدوات الدبلوماسية الناعمة شديدةالتاثير والتي تسهم في تنفيذ سياسة مصر خارجيا وداخليا ممثلة في وزارة التعليم العالي - وعلى رأسها معالي الدكتور خالد عبدالغفار،الوزيرالمسئول عن المكاتب والملحقيات الثقافية المصرية بالخارج . وياتي القرار بغلق واحد من اقدم واعرق المكاتب الثقافية بمنطقة الخليج وهو مكتب الملحقية الثقافية بسلطنة عمان بمسقط والذي زاد عمرهعن ثلاثون عاما كاملة في دولة شقيقة تعد الثقافة والتراث احد اهم شراينها الحيوية ، وكانت الملحقية جسرا امنا للتواصل بين مصر وعمانوتحت مظلته قامت مدرسة الجالية المصرية والتي تقوم علي تعليم ابناء المصريين بالسلطنة . كان المكتب الثقافي يشارك في إقامة المعارض والمهرجانات الثقافية والفنية المختلفة والندوات بهدف التعريف بالدور المحوري لمصروحضارتها، كما كان يقوم بتوفير فرص التعاون بين الجامعات المصرية والجامعات والكليات في سلطنة عمان ومختلف الدول واستقطابالجامعات ذات المكانة المتميزة، وفتح برامج مشتركة مع المؤسسات التعليمية بالدول، ومعادلة الشهادات التي تمنحها مؤسسات التعليمالعالي العربية والدولية، وتوفير منح للطلاب المصريين للدراسة بالجامعات الاخرى، وجذب الطلاب الوافدين للدراسة بالجامعات المصرية منخلال التسويق لمؤسسات التعليم العالي المصرية والبرامج المتميزة التي تقدمها في مختلف التخصصات . وأدي التعاون بين الملحقية الثقافية المصرية والعمانية الي زيادة عدد الطلاب العمانيين الدارسين بمصر طوال الأعوام الماضية، كما أن لعماننادي للطلبة العمانيين بالقاهرة الذي أسس العام 1976م، كما ان الملحقية الثقافية للسلطنة بالقاهرة تشهد باستمرار أنشطة و فعاليات طوالالعام، ومن خلالها يتم التعاقد مع آلاف المعلمين و المعلمات المصريين للعمل بالسلطنة. ان القوة الدبلوماسية التي تتمتع بها مصر على مستوى العالم، تجعل الحكومة حريصة على تأهيل وإعداد المستشارين والملحقين الثقافيينوالإداريين وتطوير مكاتبها وملحقياتها بما يتواكب ويتماشي مع مكانة مصر . قد نخطأ وهو شيء وارد ولكننا يجب ان نتعلم من اخطاءنا اليس كذلك !!