قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الخوف من الله سبحانه وتعالى، مشبع بحبه فهو نوع من أنواع الهيبة والرهبة والجلالة والقداسة ، وكلها معان تؤدي إلى مزيد الطلب وإلى دوام السير في طريق الله. وتابع د.علي جمعة في تدوينة له عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك : وهذا هو الذي يساعد الإنسان على أن ينهى النفس عن الهوى، ويشعر بلذة في صدره وقلبه فيزداد من التقوى، ويزول شعوره بالحرمان والمنع، وهذا هو الفرق الكبير بين من جعل العلاقة بينه وبين ربه مبنية على الرعب والفزع، ومن جعلها مبنية على الرحمة والحب. وأوضح أن الخوف في اللغة معناه: تألم القلب والرجاء في اللغة: ارتياح القلب، وكان فهم الأتقياء، أن الخوف من الله سبحانه وتعالى هو حقيقة الرجاء، وأن الرجاء هو حقيقة الخوف، وأنه لا يتم الأمر إلا بهما ، ففهم المسلمون الواعون حقيقة العلاقة بين العبد وربه عن نبيهم ، فجاءت أقوالهم وأفعالهم تؤكد هذا الفهم الصحيح ليتشبع حبهم لله تعالى بمخافتهم منه سبحانه، فينصح عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصحابه فيقول: «شاور في أمرك الّذين يخشون اللّه عزّ وجلّ» ويدعو ابن مسعود رضي الله عنه مناجيًا ربه فيقول: «خائفا مستجيرا تائبا مستغفرا راغبا راهبا». وأكمل: كما يدعو ذو النون المصري فيقول: «اللّهمّ إليك تقصد رغبتي، وإيّاك أسأل حاجتي، ومنك أرجو نجاح طلبتي، وبيدك مفاتيح مسألتي، لا أسأل الخير إلّا منك، ولا أرجوه من غيرك، ولا أيأس من روحك بعد معرفتي بفضلك»، ويفهم الإمام الغزالي هذا المعنى فيقول في كتابه الإحياء: (إنّ الرّجاء والخوف جناحان بهما يطير المقرّبون إلى كلّ مقام محمود، ومطيّتان بهما يقطع من طرق الآخرة كلّ عقبة كئود)، ويفهم أيضًا الإمام الشافعي، رحمه الله، هذا المعنى فينشد في مرض موته قائلًا: فلمّا قسا قلبي وضاقت مذاهبي .. جعلت الرّجا منّي لعفوك سُلَّمَا تعاظم ذنبي فلمّا قرنته .. بعفوك ربّي كان عفوك أَعْظَمَا