قضى رئيس جنوب افريقيا الأسبق نيلسون مانديلا ليلة ثانية في المستشفى للعلاج من عدوى بالرئة في حين سعت حكومة جنوب افريقيا إلى طمأنة الأمة عن صحة أول رئيس أسود للبلاد وبطل الكفاح ضد العنصرية. وتلقى مانديلا (94 عاما) الحائز على جائزة نوبل للسلام الأمنيات بالشفاء من شخصيات عالمية بما في ذلك الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد نقله إلى مستشفى قبل منتصف ليل الأربعاء وهي المرة الثالثة التي يدخل فيها المستشفى خلال أربعة أشهر. وقالت الحكومة يوم الخميس إن مانديلا يستجيب بشكل جيد للعلاج لكن لم يصدر بيان جديد عن حالته حتى صباح الجمعة. ودعا الرئيس الحالي جاكوب زوما الأمة إلى التزام الهدوء وطلب من الناس في جميع أنحاء جنوب افريقيا والعالم الصلاة من أجله. وقال زوما لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) "بالطبع اقول للناس يجب أن نضع في اعتبارنا أن ماديبا لم يعد شابا وإذا خضع لفحوص من وقت لاخر فينبغي ألا يشعر الناس بالقلق. "أود أن أقول حقا يجب ألا تشعر البلاد بالجزع." وماديبا هو اسم العشيرة الذي يستخدمه كثيرون من سكان جنوب افريقيا للاشارة إلى مانديلا. غاب مانديلا بشكل شبه كامل عن المشهد السياسي على مدى السنوات العشر الماضية لكنه لا يزال رمزا راسخا ومحبوبا في النضال ضد العنصرية. واشتهر مانديلا محليا وعالميا بعد قضائه 27 عاما في السجن مناضلا ضد آخر معاقل حكم البيض في افريقيا ثم سعيه لتحقيق مصالحة وطنية. وأصبح أول رئيس أسود لجنوب افريقيا بعد فوزه في أول انتخابات لكل الاعراق تجرى في البلاد عام 1994. وبعث الرئيس الأمريكي أوباما بأطيب الأمنيات لمانديلا وقال "عندما تفكر في شخص واحد يجسد هذا النوع من السمات القيادية التي أعتقد أننا جميعا نطمح اليها فإن أول اسم يتبادر إلى ذهنك هو نلسون مانديلا. ولذا فإننا نتمنى له كل خير." ومرض مانديلا واعتلت صحته منذ سنوات،وهو يعاني من تاريخ طويل لمرض الرئة يعود إلى اصابته بالسل الرئوي اثناء سجنه. وتنحى مانديلا عن الرئاسة عام 1999 ومع انسحابه من الحياة العامة يقول منتقدون ان حزبه الحاكم حزب المؤتمر الوطني الافريقي خسر البوصلة الاخلاقية التي كان يسترشد بها. وقضى مانديلا جانبا كبيرا من العام الماضي في قرية كونو مسقط رأسه في اقليم الكاب الشرقي الفقير. لكن منذ خروجه من المستشفى في ديسمبر كانون الاول بقي في منزله في ضاحية راقية في جوهانسبرج ليكون على مسافة اقرب من المنشآت الصحية المتطورة.
