وجه فيروس كورونا ضربة قاسمة للعالم وخاصة بريطانيا، التي تحولت من تجربة مناعة القطيع إلى الإغلاق التام بعد تفشي الوباء في جميع أنحاءها وأصاب الكثير كان منهم الأقليات التي شكلت نسبة كبيرة من بين الاصابات؛ ولكن الأمر الذي أثار الاستغراب هو أن المناطق التي يقطنها أعداد كبيرة من المسلمين كانت الأقل تضررا بالفيروس المستجد، ولهذا السبب تساءل تقرير عما إذا كان السر في ذلك هو عادات المسلمين التي يفعلونها باستمرار على مدار يومهم. كشف تقرير بريطاني أن المناطق التي بها أعداد كبيرة من الأقليات العرقية تشكل أكثر من ثلاثة أرباع البؤر الساخنة التي يتفشى بها فيروس كورونا المستجد في إنجلترا، إلا أنه قد لوحظ العكس في المناطق التي يقطنها أعداد كبيرة من المسلمين على الرغم أنه كان من المتوقع أن يجتاح الفيروس المستجد هذه المناطق. ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تساءل تقرير أعده البروفيسور ريتشارد ويبر، من جامعة نيوكاسل، والكاتب والسياسي السابق في حزب العمال تريفور فيليبس، عما إذا كانت عادات المسلمين مثل غسل الأيدي هي السر وراء انخفاض معدل انتشار العدوى بالفيروس بينهم". ويشير التقرير إلى أنه في حين أن المناطق التى يقطنها أعدادًا كبيرة من الأشخاص غير البيض (السود والآسيويين) تشكل معظم المناطق المليئة بالفيروس في المملكة المتحدة، إلا أن المناطق الآسيوية المسلمة لا يحدث بها ذلك. أكد التقرير أنه كان من الواضح جدا الأماكن التي يقطنها المسلمين لا تندرج في قائمة الأماكن الأكثر تضررًا من فيروس كورونا. ويأتي هذا التقرير في نفس الوقت الذي تطلق فيه منظمة الصحة العامة في إنجلترا استفسارا عن سبب تأثر الأشخاص غير البيض بشكل أسوأ بالفيروس - حيث أظهرت تقارير أن 34.5 في المائة من المرضى المصابين بأمراض خطيرة وبحاجة إلى دخول غرف العناية المركزة ينتمون إلى الأقليات العرقية. ولفت التقرير إلى أنه من المتوقع أن يكون غسل اليدين خمس مرات بانتظام قبل الصلاة هو ما يوفر لهؤلاء السكان المسلمين الحماية المستمرة من الإصابة ب "كوفيد-19"، هو سر انخفاض معدل انتشار العدوى بالفيروس بينهم، رغم أن غالبيتهم ينتمون لفئة الأقليات العرقية. وفي مقال رأي نشر صحيفة التايمز اليوم، كتب فيليبس: "إذا كان الفقر هو المحدد الرئيسي، فإننا نتوقع أن ينتشر الفيروس بين الجاليات البريطانية الباكستانية والبنجلاديشية المسلمة". وأضاف فيليبس: "ربما يكون هناك في الأمر شئ لنتعلمه نحن الأخرين، إذا كان أحد أسرار وقف انتقال الفيروس هو غسل اليدين، كما يفعل المسلمين في طقوسهم الدينية خمس مرات في اليوم قبل أداء كل صلاة " كما يشير فيليبس إلى أسباب أخرى لانخفاض معدلات العدوى بالفيروس المستجد، مثل ارتفاع نسبة الشباب، وهم الأقل عرضة للإصابة، في مجتمعات المسلمين، بالإضافة إلى انخفاض نسبة النساء المسلمات اللواتي يخرجن إلى العمل (أقل من الثلث)، وبالتالي استخدام المواصلات العامة بشكل أقل، ما يقلل من فرص العدوى. وتشكل البؤر الساخنة لانتشار كورونا، وتقطنها نسب عالية من غير البيض، نحو ثلاثة أرباع بؤر الإصابات في إنجلترا التي تم تحديدها ب17 بؤرة، وأربع من هذه المناطق فقط تقطنها نسبة كبيرة من المسلمين. وتشير الإحصائيات إلى أن أربع مناطق فقط يقطنها نسبة كبيرة من المسلمين ظهرت في قائمة البؤر الساخنة ل "كوفيد-19". في حين لم تظهر في القائمة أكثر من اثني عشر منطقة آخرى تضم مسلمين أيضا. ويأتي ذلك تزامنا مع اطلاق الصحة العامة في إنجلترا وخدمة الصحة الوطنية تحقيقًا في سبب تأثر مواطني الأقليات العرقية "بشكل غير متناسب" بوباء كورونا. وكان أول عشرة أطباء يموتون في المملكة المتحدة بسبب كوفيد-19 جميعا من أقليات عرقية وهو الرقم الذي وصفه حزب العمال بأنه 'مقلق للغاية".