قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إننا جمعيًا في معركة حقيقة يتصدرها أطباء الجيش الأبيض وممرضيه ومساعدها ضد فيروس كورونا، وهذا بتعبير جميع رؤساء دول العالم. وأضاف " جمعة" خلال لقائه ببرنامج " من مصر" المذاع على فضائية "cbc" أنه يجب على كل إنسان أن يتنبه لخطورة الوضع الحالي ويأخذ بجميع الأسباب الوقائية بجانب الدعاء والتضرع إلى الله- عز وجل- لرفع هذا الوباء عنا وأن نتجاوزه بسهولة ويسر. وأكد عضو هيئة كبار العلماء أن الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا مهمة جدًا للحد من انتشار هذا الوباء، لافتًا: أنه توفى الملايين من الناس على مر عصور مضت لعدم اتخاذ مثل هذه الإجراءات. وأشار المفتي السابق إلى أنه من الأمثلة على ذلك وباء " الأنفلونزا الإسبانية -1918" ، والذي حصد 50 مليون وفاة من 500 مليون إصابة، وتعداد سكان الأرض حينئذ لم يتجاوز المليار ونصف، لافتًا: الإلتزام بالإجراءات واجب لعدم انفلات الوضع ومن ثم عدم القدرة على السيطرة عليه. وذكر الدكتور على جمعة أن الحاكم بأمر الله كاد عقله أن يجن عندما استطاع أن يسيطر على الوباء بتطبيق نصائح الأطباء؛ لأنهم لم يكونوا معتدين على السيطرة عليه، مشيرًا إلى أن الإلتزام بنصائح الأطباء وأهل الشريعة يؤكدون على ضرورة الإلتزام بها من منطلق الأخذ بالأسباب والذي حثنا الدين الحنيف عليه؛ ضروري لمحاصرة فيروس كورونا والتخلص منه بإذن الله تعالى. كيف نتهيأ لاستقبال شهر رمضان؟ ونبه الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أن شهر رمضان في ظل وباء كورونا يمكن أن نحوله إلى منحة يرتقي فيها الإنسان إلى مراتب العبودية؛ فيتعلق قلبه بالله- عز وجل- . وأفاد " جمعة" خلال لقائه ببرنامج " من مصر" المذاع على فضائية " cbc " أن الاستعداد الأمثل لرمضان يكون بقلة الطعام والكلام والآنام والمنام كما أسماها بعض العلماء، وهي تعني على الترتيب: الصيام والصمت والاعتكاف والتهجد أو قيام الليل. وبين عضو هيئة كبار العلماء أن هذه العبادات الأربعة أفضل ما يحرص عليه المسلم لاغتنام شهر رمضان و الاستعداد له خلال الأربعة الأيام المقبلة في ظل فيروس كورونا للخلاص من هذه الأزمة. في سياق متصل، كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن 10 وصَايا عَشرٌ لاغتِنامِ رمضَان مِن المَنزِلِ حين غَلقِ المَسَاجِد منعًا مِن انتِشَارِ الوَبَاءِ. وأضاف " الأزهر " نسألُ اللهَ العَلِيَّ القَدِيرَ أنْ يَحفَظَنَا وبِلادَنا مِن كلِّ مَكرُوهٍ وسُوء، وألَّا يَحرِمَنَا طمأنَينَةَ الصِّلَةِ بِه، وسَكِينةَ اللُّجُوءِ إلَيه؛ إِنَّه سُبحَانَه حَنَّانٌ مَنُّانٌ، ذو فَضْلٍ وكَرَمٍ وإحسَانٍ. وإلى نص الوصايا ال 10 1) اشْغل كلَّ دقيقِةٍ مِن رَمَضَان بعبادة، ولا تُضيِّع لحظةً منه في لهوٍ أو تسلِية؛ فمَن اغتَنَمَ الوَقْتَ فازَ بالأَجر. 2) صاحِبْ القرآنَ والزَمْهُ، ولا تمل قِراءَتَه، واجمَع علىٰ تِلاوتِه ومُدَارَستِه أهلَ بيتِكَ؛ فرمَضانُ شهرُ القُرآن. 3) صَلِّ الصَّلوات الخَمْس المَكتُوبةً في أوقَتها، وأُمَّ فيها أهل بيتِك، وليَكُن أبناؤك مِن الذُّكور خَلفك في صَفٍّ، وزوجتُك وبناتُك خلْفَ الذُّكورِ في صَفٍّ؛ كي تنالوا ثوابَ صلاةِ الجَمَاعة. 4) اجْلِسْ فِي مُصَلَّاكَ بَعد صَلاةِ الفَجْرِ جَمَاعةً فِي بَيتِك، واذْكُر اللهَ حتَّىٰ تَطلعَ الشَّمسُ ثمَّ صلِّ ركعَتين؛ يُكتَب لَك إنْ شاءَ اللهُ «أَجْر حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ» كمَا أخْبَرَ ﷺ. [سنن الترمذي] 5)اجْمَعْ أَهلَك علىٰ صَلاةِ التَّرَاوِيح في البَيت جَمَاعةً، وأَوتِر بثلاثِ ركَعَاتٍ، وادْعُ الله سُبحانه بعدَ الرَّفعِ مِن رُكوعِ آخرِ ركعةٍ، ولِيُأمِّن عَلىٰ دُعائكَ المُصلُّون خلفَك. 6) اجْتمِع أنتَ وأهل بيتِك عَلىٰ الإفطَار والسُّحُور؛ فالاجتماعُ عَلىٰ الطَّعام سُنَّةُ سيِّدنَا رَسُولِ الله ﷺ؛ إذْ يقُول: «اجتَمِعُوا علىٰ طَعَامِكُم، واذكُرُوا اسمَ اللهِ عَليه، يُبارَكْ لكمْ فِيه» [سُنن أبي داود]. 7) فَطِّرْ فِي كُلِّ يومٍ صَائمًا؛ ولا تنسَ الفُقرَاءَ في شَهرِ الجُودِ الكَرم؛ قالَ ﷺ: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» [سُنن ابن ماجه]. 8) أَكْثِرْ مِن ذِكرِ الله ودُعَائه وأنتَ صَائمٌ؛ فمِن بينِ الثَّلاثَةِ الَّذين لا تُردّ دعوَتُهم كما أخْبَرَ ﷺ: «الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ» [مُسنَد أحمد]. 9) لَا تَحْزنْ أخِي المُسلم؛ فطاعَاتُكَ وعِبادَتُك الرَّمضَانيَّة في بُيُوتِ الله سُبحانه لمْ تنقطع بغلقِ المَسَاجِد؛ بل لَك أجرُهَا كَامِلًا إنْ شاءَ الله؛ وسيِّدُنا رسُولُ الله ﷺ هو الذي يُبشِّرك بقولِه: «إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» [صحيح البُخاريّ]. 10) لَا تُخالفْ إرشَادَاتِ الوقَاية مِن فيرُوس كُورونا؛ واعلمْ أنَّ احترامَ قرَارِ غلقِ المَساجِد وتعليقِ جماعَاتها وقت الوباء دينٌ يُثاب المرءُ عليه؛ كما أنَّ إعمارَها في الظُّروف الطَّبيعيَّة دينٌ يُثاب المرءُ عليه.