أكد محمود جبريل، رئيس تحالف القوى الوطنية الليبية، اليوم / الخميس أن بلاده تسعى لعلاقات متوازنة مع جميع الدول بما فيها روسيا، مشيرا إلى أن ما أسماه "التصحرالسياسي" الذي خلفه القذافي يتطلب تغيرات داخلية شاملة لإقامة دولة القانون والمواطنة والمساواة في الحقوق وأكد أن انعدام المؤسسات في ليبيا وانتشار السلاح في أيدي الليبيين ليس مدعاة للفوضى، لأن الشارع الليبي متوافق وطنيا أكثر من نخبه السياسية، على حد تعبيره. وأشار جبريل - الذي يزور موسكو حاليا، في مؤتمر صحفي عقده في وكالة أنباء "نوفوستي "الروسية اليوم وبثته الوكالة - إلى أن ليبيا على مدى 42 عاما كانت تمر بفترة "تصحر سياسي" حكم أثناءها القذافي من خلال أجهزته الأمنية والعسكرية وسياسة "فرق تسد" التي قامت على تأليب القبائل ضد بعضها البعض وزرع الشك بين المواطنين حتى أصبح المواطن يخشى من أخيه وزوجته وابنه وأبيه. ولفت إلى أن ليبيا لا تطمع في أن تغير ثقافة القذافي بين ليلة وضحاها، وأن إقامة المؤسسات الدستورية الديمقراطية هي "عمل استراتيجي يتطلب تغيير الأنظمة التعليمية والتربوية والإعلامية وطريقة فهمنا للدين الفهم الصحيح القائم على تمكين الإنسان على الأرض وجعله إنسانا فاعلا". وأضاف أنه رغم غياب المؤسسات والجيش والشرطة وانتشار السلاح في أيدي الليبيين لا يزال معدل الجريمة في ليبيا أقل من مصر وتونس، على حد قوله. واستبعد جبريل أن تكون قضية انتشار السلاح وقضية وجود جماعات مسلحة سببا لأن تتجه ليبيا نحو التفكك والتقسيم، مشيرا إلى أن "مثل هذه المخاوف ليست موجودة إلا في مخيلة الدوائر الخارجية التي تنظر للوضع في ليبيا كمراقب من الخارج".