قال رئيس المكتب التنفيذي الليبي المستقيل محمود جبريل "إن الليبيين يقدّرون مساعدة حلف الناتو والدور القطري، ولكنهم لن يقبلوا أي دور يمس سيادتهم على أرضهم". وأشار جبريل في حديث لقناة العربية الخميس 10 تشرين الثاني إلى أنه رفض البيان الذي قدمته قطر للمجلس الانتقالي، وأنه أوضح أن أي لجنة تريد العمل على الأراضي الليبية لابد أن تكون خاضعة لإشراف الليبيين. وحول تصريحات عبدالرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي السابق وسفيرها الحالي في الأممالمتحدة بخصوص قطر وطموحها للهيمنة على ليبيا، قال جبريل "إن قطر قدمت الكثير للثورة الليبية، ولكن القطريين يقومون بدور أكبر من إمكانياتهم الحقيقية، القطريون يمتلكون أدوات القوة الناعمة وهي المال والإعلام، ولكن حينما تصل دولة ما إلى الانتشار أكثر من إمكانيتها سيتسبب ذلك بانكسارها من الوسط". وقال جبريل "قدمت استقالتي لعدم قدرتي على الفعل، وأن المجلس الوطني ربما يكون أكثر حظاً منه في القدرة على التغيير نحو الأفضل"، مضيفاً "فشلتُ لأنه ليس لدي سلاح ولا أستطيع الوصول إلى الإعلام لمخاطبة الجمهور، وليس لدي مال". وأشار جبريل "أن استقالته جاءت في وقتها، لأنه كان هناك اتفاق بين أعضاء المجلس الوطني الانتقالي منذ 19 شباط الماضي، بمجرد سقوط نظام القذافي سيتركون الحكم للكفاءات الوطنية في الداخل، وأن كل ما قام به هو أنه نفذ قرار الاستقالة". كما انتقد جبريل (السلوكيات القذافية) التي تغلغلت في المجتمع الليبي خلال أكثر من أربعين عاماً، والتي تحولت إلى ثقافة للمجتمع تمثلت بالإقصاء، وأن بإمكان الإنسان أن يختزل كل شيء في ذاته. وحول ملابسات مقتل القذافي ونهايته الدرامية، قال جبريل "نحن رفعنا في هذه الثورة أننا نقيض لمعمر القذافي، وعلينا أن نثبت ذلك، لقد نجح الليبيون في إبعاد صورة القذافي، ولابد أن يخرج من ثقافتهم أيضاً". وأوضح جبريل أن كثيراً من المؤسسات الليبية زحف عليها الليبيون الثوار وغيروا مجالس إدارتها من دون الرجوع إلى المجلس الوطني الانتقالي، أو المكتب التنفيذي. وقد حصل هذا في البنوك وقطاع النفط وغيرهما. مشيراً إلى أن 31 مدرسة لا تزال تحت سلطة المسلحين الذين اتخذوها مقرات لهم، ورفضوا استئناف الدراسة فيها حتى بعد أن استجداهم وزير التربية والتعليم. وحول دور الشباب الليبي أكد جبريل أن الثورة الليبية صنعها الشباب، وأن 67% من الليبيين هم مابين 15 و39 عاماً، وهم الذين قاموا بالثورة ودشنوها عبر الإنترنت وصفحات الفيس بوك، وقال "إنهم لازالوا موجودين وفاعلين ولكن منهم من التحق بتنظيمات وجمعيات واتحادات أهلية، ومنهم من لا يزال حاضراً عبر الإنترنت، مؤكداً "أن الفيس بوك هو نوع جديد من الأحزاب، ولكنها أحزاب لامقر لها وفي حالة انعقاد دائم ولكن عيبها إنه لا قيادات لها، فهي كالطوفان الذي لا مسار له". ونوه جبريل إلى أن الشباب لم يفرزوا قياداتهم ولم يعلنوا عن برامجهم بعد، لهذا قامت التيارات التقليدية بملء الفراغ، والاختطاف للثورات يحدث دائماً عبر التاريخ والليبيون ليسوا استثناء.