قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن زيارة القبور مستحبة للعظة، والاعتبار، وتذكير بالموت وأهوال الآخرة، وانتفاع الموتى بالدعاء لهم، ودليل هذا ما رواه الترمذى بسنده وصححه قال صلى الله عليه وسلم: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فقد أذن لمحمد فى زيارة قبر آمنة فزوروها فإنها تذكر الآخرة"، وأخرجه مسلم وأبو داود والحاكم، وفى حديث آخر أخرجه الحاكم: "فزوروا القبور فإنها تذكر الموت". وأضاف جمعة رد على سؤال شخص يقول: "كاد يقترب عام على وفاة والدى ولم نزر قبره منذ ذلك الحين لبعد المسافة فهل حقا يشعر بهجران من أهله لأننى سمعت أن الموتى يتفاخرون بزيارة زويهم مع العلم أننى أدعو له يوميا؟ قائلا: أحد العلماء قال إن القرب والبعد في القلب وليس في المكان، وبالتالي فإذا كانت المسافة بعيدة بينك وبين قبره فاقرأ له الفاتحة أو ادع له بالرحمة والمغفرة، أو اعمل خاتمة وهب له ثوابها أو أخرج صدقة على روحه، أو افعل صدقة جارية له. قال الشيخ أشرف الفيل، الداعية الإسلامي، إن زيارة القبور المقصد منها، العظة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة"، وزيارة القبور ينتفع بها الميت بالدعاء. حكم زيارة النساء للمقابر قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن زيارة القبور سُنَّةٌ في أصلها، مُستحبةٌ للرجال باتفاق جميع العلماء. وأضاف وسام، فى إجابته عن سؤال «هل زيارة المقابر للنساء حلال أم حرام؟»، أن زيارة النساء للقبور حلال ولكن إذا التزمن بالآداب الشرعية، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أَلا إِنِّي قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلاثٍ ثُمَّ بَدَا لِي فِيهِنَّ: نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّهَا تُرِقُّ الْقَلْبَ وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ فَزُورُوهَا ولا تَقُولُوا هُجْرا... الحديث"؛ وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ». وأشار إلى أن زيارة القبور مستحبةٌ للنساء عند الأحناف، وجائزةٌ عند الجمهور، ولكن مع الكراهة في زيارة غير قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ وذلك لِرِقَّةِ قلوبهنَّ وعدمِ قُدرَتهنَّ على الصبر. حكم زيارة المرأة الحائض للمقابر قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن زيارة المقابر تكون لأمرين الأول الدعاء للميت والثانى للاتعاظ، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيارَة القُبُورِ فَزُوروها". وأضاف عثمان، فى إجابته على سؤال «ما حكم زيارة المقابر للنساء خلال فترة الحيض؟»، أن كثير من العلماء كرهوا زيارة المراة للمقابر واستدلوا بحديث النبى "لعن الله زورات القبور"، ولكن هناك من قال إن المرأة ليست ممنوعة من الزيارة فالسيدة عائشة زارت قبر أخيها فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ولم يمنعها فقالت السيدة عائشة ماذا أقول يا رسول الله عندما أزور المقابر فعلمها دعاء تقوله، لذلك زيارة النساء للمقابر جائزة. وأشار إلى أن المقصود من لعن الله لزورات المقابر قالوا أى الذى تكثر من الزيارة، مُشيرة إلى أنه إذا كانت المرأة حائضا فيجوز لها أن تزور المقابر وهى غير متطهرة فلم يأتى دليل يمنع المرأة من زيارة القبور حال حيضها. وتابع قائلًا "إن الإنسان إذا ما راى المقابر رق قلبه وزهد فى الدنيا ولم يتقاتل عليها فكانت زيارة المقابر بها شيء من التربية للإنسان من تهذيب النفس القاسية والروح التى بدأت تتمسك بالدنيا وشهواتها". حكم زيارة القبور في أول يوم العيد قال الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن زيارة القبور في أول يوم العيد هو خلاف الأولى، فالأولى أن الناس فى هذا اليوم تكون فى حالة فرح أما إذا ذهبوا إلى القبور لا يكون "حراما". وأضاف "الورداني" خلال لقائه بالبث المباشر لصفحة دار الإفتاء فى إجابته عن سؤال: «ما حكم الذهاب للقبور فى أول يوم العيد؟»، الأولى أن الناس لا تذهب للمقابر فى هذا اليوم أنه يوم عيد الفرح والأيام كثيرة من الممكن أن نزور فيها الموتى فى اى يوم ولكن إذا ذهبوا جزءا من اليوم بأن يدخلوا السرور على المتوفى فلا بأس. وأشار إلى أن زيارة المتوفى فى اول يوم العيد ليست حرام ولكنها ليست هي الأولى والأفضل تركها لأن هذا يوم عيد. هل يشترط الطهارة والوضوء عند زيارة المقابر؟ قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه لا يُشترط الطهارة من الحدثين -الأكبر والأصغر- عند زيارة المقابر أو أضرحة أولياء الله الصالحين، بشرط ألا تكون داخل مسجد. وأضاف «جمعة» في فتوى له، أن الحائض يحرم عليها دخول المسجد والمكوث فيه، مشيرًا إلى أنه يجوز لها زيارة الأضرحة دون أن تدخل المسجد، ولا يشترط الوضوء لذلك. وأشار إلى أن الشيخ إبراهيم بن محمد بن أحمد الشافعي الباجوري، نهى عن الوضوء من أجل زيارة الأضرحة أو المقابر، منوهًا بأنه يجوز الوضوء بنية صلاة تحية المسجد إذا كان الضريح داخل مسجد، ولا يجوز أن يكون الوضوء بنية زيارة الضريح.