"جثث متناثرة وأصوات الرصاص تدوي، في محاولة من عصابة كارتل سينالو المكسيكية لتحرير زعيمهم أوفيديو جوزمان الذي اعتقلته الشرطة المكسيكية"، هذا ليس مشهدا هوليوديا، بل قصة واقعية جرت منذ أيام في المكسيك بين الشرطة وأفراد عصابة سينالو، انتهت بإذعان الشرطة للعصابة والإفراج عن زعيمها. فماذا حدث؟ القصة بدأت حين اعتقلت الشرطة المكسيكية نجل جوزمان من منزله أثناء عملية تفنيش روتينية. لم يرق الأمر للعصابة، التي سرعان ما انتفضت لتحرير زعيمها، حيث شنت العصابة هجوما ضخما على الشرطة، واتجهت إلى سجن أجووارتو وأطلقت سراح عدد من السجناء. بدا المشهد سرياليا في المكسيك، حين وحاصر أفراد العصابة قوات الأمن والجيش بمدينة كولياكان الخميس واقتحموا السجن بعد اعتقال جوزمان بفترة وجيزة، وجرى تبادل إطلاق النار بالمدفعية الثقيلة وقاذفات الصواريخ المضادة للدروع، في مواجهات استمرت 6 ساعات وأسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص وجرح العشرات، حسب تقارير دولية. السلطة تذعن للعصابة في محاولة منها لوقف نزيف الدماء، استجابت السلطات المكسيكية إلى مطالب العصابة، وقررت الإفراج عن جوزمان بعد ساعات من اعتقاله. وبرر رئيس المكسيك أندريس أوبرادورقرار الإفراج بأنه حماية لأرواح المدنيين. وتعرض الرئيس المكسيكي لسيل من الانتقادات بعد إذعانه للعصابة، خاصة أنه تعهد منذ توليه السلطة في ديسمبر الماضي بعودة الهدوء للبلاد المنهكة منذ أكثر من عقد من عنف العصابات. من هو أوفيديو جوزمان؟ شاب عشريني زعيم عصابة سينالو القوية، وهو ابن التشابو " امبراطور المخدرات" الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة، إثر إدانته خلال شهر يوليو الماضي. ويعد التشابو أقوى تاجر مخدرات في العالم، إذ إنه أدخل إلى الولاياتالمتحدة 1200 طن من الكوكايين على الأقل على مدى 25 سنة، ورغم اعتقاله فإن المنظمة تواصل إيصال معظم المخدرات إلى الولاياتالمتحدة.
