وصفت لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، ما جاء بكلمة السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون، أمام مؤتمر "نماذج تنظيم البث الإعلامى"، والذى عقدته أمس الجامعة الامريكية بأنه ملئ بالمغالطات عن الصحفيين والصحافة المصرية، وأنه يتضمن بين سطوره تحريضًا للحكومة ضد الصحافة تحت دعاوى التنظيم. وتعلن اللجنة رفضها لسياسة التدخل الخارجى عامة، والأمريكى خاصة، فى شئون الصحافة المصرية، حتى وإن كان الظاهر منها عملية التنظيم والدعم، مؤكدة أن الصحفيين المصريين هم أدرى بشئون مهنتهم، وأنهم لن يقبلوا وصيا خارجيا عليهم، بعد أن رفضوا الوصى الداخلى. وأكدت اللجنة أن ماجاء بكلمة السفيرة الأمريكية، يحمل رسائل عديدة تتضمن اتهامات مباشرة للصحافة المصرية، بأنها تختلق الأحداث حول الدور الأمريكى فى مصر، وأنها تشجع على العنف بين المتظاهرين، وأنها فى حاجة إلى تنظيم لإعادة الثقة فيها، وغير ذلك من الرسائل التى جاءت بشكل غير مباشر فى كلمتها. وشددت اللجنة على أن تلك التهديدات، والمحاولات المستترة، لن تحمى الولاياتالمتحدة من نقد سياستها عبر وسائل الإعلام المختلفة، فهى تريد أن تظهر بمظهر المؤيد للصحافة المصرية، والمشجع لها، والمحارب معها فى مواجهة السلطة، متذرعة بحق الصحافة فى حرية التعبير والنقد، إلا أنها ركزت وبشكل أساسى على عدم الزج بأمريكا فى أى شئون، ومحاولة إظهارها بمظهر الحليف المخلص للشعب المصرى. وأكد بشير العدل مقرر اللجنة، أن السفيرة الأمريكية اعتمدت فى كلمتها نفس سياسة بلادها فى العالم أجمع، وهى دس السم فى العسل، حتى تستطيع أن تصل برسالتها إلى المتلقى الحقيقى، وتمرر خطتها، وتحقق أهدافها، التى تتلخص فى عدم التعرض لسياستها، أو لدورها سواء فى الأحداث التى تمر بها مصر، أو علاقتها بالسلطة الحاكمة. واعتبر العدل أن السياسة الأمريكية أصبحت مفضوحة على طول الخط، وأن الصحفيين المصريين لن يسمحوا بأن تكون أمريكا هى المتحدث باسمهم، أو الوصى عليهم، أو على مهنتهم التى ناضلوا لسنوات، امتدت إلى أربعينيات القرن الماضى ضد السلطة الحاكمة، وضد المستعمر الأجنبى، حتى تحررت، وحققت انتصارات كثيره فى مواجهة المتربصين بها. ولفت العدل إلى أن السفيرة الأمريكية اعتمدت فى كلمتها، استخدام عبارات ظاهرها الإشادة بالصحفيين المصريين، ولكن باطنها اتهامات خطيرة لهم، بأنهم يمارسون سياسة التحريض على العنف فى المظاهرات، وأيضا الخلط فى العمل بين النقد وإهانة الأشخاص، وكثير من الأمور التى كادت تصل إلى حد وصف الصحافة المصرية بأنها "صفراء"، وهى اتهامات صريحة لوسائل الإعلام المصرية، بشكل عام، والصحافة بشكل خاص. ودعا العدل كافة وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، إلى كشف السياسة الأمريكية فى المنطقة عامة، ومصر خاصة، وإشهار آليات الدفاع عن استقلال الصحافة فى وجه تلك السياسة.