بينما رفع شباب مصر البار أثناء الثورة شعار "مسلم مسيحي إيد واحدة"، ما زال النبذ الطائفي والتصريحات العنترية من إسلاميين إخوان سلفيين جهاديين... وآخر المطاف خوفاً من تكرار مذبحة القديسين التي تم إنتاجها وإخراجها على يد حبيب العادلي وبعض لواءات وزارة الداخلية ولم يقدم متهم واحد ولم يحاكم الجاني الحقيقي المخطط لهذه المذبحة هناك نداءات بأن تقام لجان شعبية لحماية الكنائس من تكرار المذبحة علماً بأن العام الحالي شهد مذابح عديدة لكل المصريين على يد تيارات دينية وجماعات جهادية وسط صمت وتضليل إعلامي في محاولة خسيسة لزرع فتنة طائفية وحرب أهلية بين شعب مصر الطيب. رغم الحزن والألم والبكاء والدموع ألا أن المضحك كما قال المتنبي أن سلفييون وجماعات وجماعات دينية سوف تقوم بعمل دروع بشرية لحماية كنائس مصر بالطبع جزاهم الله خيراً ولكن هناك عددا من علامات الاستفهام.. أولاً هل جيش مصر العظيم الممسك بزمام الأمور غير قادر؟ ثانياً ممن سيخاف الأقباط من عدو خارجي أم عدو داخلي؟ ثالثاً هناك قاعدة تقول (من أمن العقاب ساء الأدب) هل عوقب أحد من الجناة المعتدين على كنيسة أطفيح وإمبابة ودير الأنبا بيشوي ومن أعطى الأوامر لدهس شباب ماسبيرو وأطلق النار عليهم؟ رابعاً هل طبق قانون منع التمييز الديني إلا على قبطي واحد حكم عليه بثلاث سنوات سجن بتهمة التعرض للدين الإسلامي وما زال الحويني والبرهامي وأعمدة شيوخ السلفيين يسبون الدين المسيحي نهاراً وليلاً بدون عقاب؟.. خامساً هل يحمي السلفيون والإخوان والجهاديون الكنائس من هجوم لأتباعهم؟ سادساً هل لم يعالج المجلس الأعلى من الصمم المبكر بترك أصحاب الفتاوى والتصريحات العنترية طلقاء بدون حساب مثل تصريحات لواء الداخلية السابق رئيس حزب "الأصالة" والبرهامي وشومان والشيخ حازم أبو إسماعيل؟ إن كان السلفيون جادين في موضوع الحماية الشعبية فلنعلن للجميع انتقال المجلس العسكري للرفيق الأعلى أو على الأقل موته إكلينكياً لأن بإعلان السلفيين المشاركة في لجان شعبية هو انعدام لكيان الدولة المصرية "دولة المؤسسات". وفي ردى على مقال للأستاذ خالد صلاح بعنوان "تحية لكل سلفي يحمى كنيسة" فليصمت أولاً قيادات السلفيين من نشر الفرقة والتطرف والكراهية بين المصريين بعضهم البعض وأن يعملوا على تجفيف منابع الفكر المتطرف حينئذ سوف لا تحرق الكنائس ولن يقتل قبطي ولن تخطف فتاة وتنتهي للأبد أحزان مصر والمصريين ونهتم بشىء واحد إلا وهو بناء مصر المستقبل، مصر العلم، مصر المدنية، مصر الأم لكل أبنائها. أخيراً عندئذ نقول تحية لكل التيارات الدينية الإسلامية التي تزرع الحب وتنشر الوطنية وترفض تمويل دول الجوار هل هذا ممكن؟!! فإن تم فلن نحتاج للجان شعبية لأن ضمير كل مواطن سيكون ضامنا لأفعاله وسيعمل ليس من منطلق التحزب الديني والعقيدي بل من منطلق حب مصر. وللقيادات السلفية والإخوانية والجهادية أنتم المسئولون عن عمليات القتل والهدم التي تمت والمشارك الأعظم المجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ استلامه لزمام الحكم في مصر. فنحن نثق في عمل الله وعليكم أولاً إيقاف منابع الفكر والتطرف داخلكم.