*دير الأنبا بيشوي من أشهر الأديرة القبطية على مستوى مصر والعالم *ذهب الأنبا بيشوي إلى الدير وهو في يبلغ من العمر 20 عاما *رحل القديس الأنبا بيشوي عن عالمنا عن عمر يناهز 97 عاما *تم نقل جسده إلى دير الأنبا بيشوى في عهد الأنبا يوساب الأول في القرن التاسع الميلادى تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الاثنين بعيد نياحة الأنبا بيشوي الشهير ب "حبيب مخلصنا الصالح"، حيث يحل اليوم ذكري رحيله عن عالمنا بعد أن ترك بصمة واضحة في حياة الرهبنة القبطية المصرية، وأسس أشهر الأديرة في الحياة الرهبانية داخل مصر وخارجها وهو عامر بالأباء الرهبان إلى اليوم، ومنه تخرج العشرات من الأباء الأساقفة، بل أن قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية هو أحد رهبان الدير المتواجد بمنطقة وادى النطرون بمحافظة البحيرة. وقام البابا تواضروس الثاني بمشاركة نيافة الأنبا صرابامون أسقف ورئيس الدير وعدد من أحبار الكنيسة. بتطَيَّبَ جسد القديس الأنبا بيشوي بديره بحضور مجموعة كبيرة من رهبان الدير والأديرة المجاورة إلى جانب الأباء الكهنة. وُلد القديس الأنبا بيشوي في قرية شنشا،بمحافظة المنوفية، حوالي سنة 320 ميلادية، وكان أحد ستة إخوة بنين توفى والدهم وقامت الأم بتربيتهم، ورأت الأم ملاكًا يطلب منها: "إن الرب يقول لكِ أعطني أحد أولادكِ ليكون خادمًا له جميع أيام حياته"، وكانت إجابتها: "هم جميعهم للرب يا سيدي، الذي يريده يأخذه". مدّ الملاك يده ووضعها على هذا القديس وهو يقول: "هذا فاعل جيد للرب". وإذ كان ضعيف البنية نحيف الجسد سألته أن يختار آخر، وكانت الإجابة: "إن قوة الرب في الضعف تكمل". ولما بلغ الأنبا بيشوي 20 عاما انطلق الشاب إلى برية شيهيت ليتتلمذ على يديْ القديس أنبا بموا تلميذ القديس مقاريوس. وعكف على العبادة في خلوة دامت ثلاث سنوات لم يفارق فيها قلايته، فنما في الفضيلة وتعلق قلبه حبًا لله. واشتهر القديس الأنبا بيشوي بمحبته للصلاة حتى أنه صنع ثقبًا في أعلى المغارة وجعل فيه وتدًا، وأوثق فيه حبلًا ربط به شعر رأسه، حتى إذا غلبه النعاس وثقلت رأسه يشدها الحبل فيستيقظ، أما من جهة الصوم فصار يتدرب عليه حتى صار يصوم طوال الأسبوع ليأكل يوم السبت. وامتزجت صلواته وأصوامه بحبه الشديد لكلمة الله، فحفظ الكثير من أسفار الكتاب المقدس، وكان لسفر ارميا مكانة خاصة في قلبه. أما عن العمل اليدوي، فكان يراه جزءًا هامًا لبنيان حياته الروحية، وقد آمن بأن من لا يعمل لا يأكل. وقد روى عنه صديقه القديس يحنس القصير أن أحد الأغنياء جاء إليه بمال كثير يقدمه له، أما هو فقال له: "ليس لسكان البرية حاجة إلى الذهب، وليس لهم أن يأخذوا منه شيئًا، امضِ إلى قرى مصر، ووزعه على الفقراء. وتذكر الكنيسة أن الأباء الرهبان كانوا يعرفون عن القديس أنه يرى السيد المسيح مرارًا في ظهورات عديدة، وفي إحداها حمل السيد المسيح حيث ظهر في هيئة رجل مسن لم يتلقى أي مساعدة من الرهبان إلا أن الأنبا بيشوي حمله وبسبب تلك الواقعة نال وعد إلهي بأن جسده لن يرى فسادا إلى الآن. رحل القديس عن عالمنا في في 8 أبيب سنة 417 ميلادية وعمره 97 عامًا، ودُفن في حصن منية السقار بجوار أنصنا، ثم تنيح القديس بولا الطموهي، وتولى الأنبا أثناسيوس (من أنصنا) جمع القديسين، ودفنهما معًا في دير القديس أنبا بيشوي بأنصنا (دير البرشا). وفي زمن بطريركية الأنبا يوساب الأول في القرن التاسع أُعيد الجسد إلى برية شيهيت. حاليًا بدير القديس أنبا بيشوي بوادي النطرون، ونال القديس والدير شهرة واسعة في مصر وجميع البلدان.