عرف المصريون البطيخ منذ قدم التاريخ ، فالفراعنة أول من زرعوه ، وأول من عرف فوائدة الطبية . هناك أكثر من 1200 نوع من البطيخ في جميع أنحاء العالم. و حسب نوع البطيخ يتراوح وزن البطيخة الواحدة من أقل من 1 كجم إلى أكثر من 90 كجم ، و عكس ما هو شائع فى مصر يمكن أن يكون لون البطيخة من الداخل أحمر أو وردي أو برتقالي أو أصفر أو أبيض. يحتوي كل 100 جرام من البطيخ على ماء بنسبة 90% مما يجعله فاكهة الصيف المرطبة للجسم، و سكر بنسبة 10 % كمصدر طبيعى للطاقة بلا مواد حافظة ، و بروتين نصف جرام ، و كالسيوم 9 مجم ،و هو هام للعظام والأسنان والعضلات . البطيخ ثرى بمضادات الأكسدة التى تحمى من تصلب الشرايين والسرطانات . مضادات الأكسدة الطبيعية أصبحت من أساسيات الإرتقاء لصحة ومناعة أفضل . مضادات الأكسدة هي بعض الإنزيمات ، و الأحماض الامينية ، و المعادن ،و الفيتامينات التي تحمي الخلايا من الجزيئات الحرة التى عادة ما تنتج داخل الجسم ولها القدرة على تدمير خلايا الجسم ، و تُضعف جهاز المناعة ، فتسبب السرطانات ، و السكر ، و الكاتاراكت ( المياه البيضاء فى العين ) ، و زيادة تجاعيد الجلد ، و الشيخوخة . إزدادت نسب الجزيئات الحرة مؤخرًا فى جسد الإنسان نتيجة الثورة الصناعية ، والتوتر ، و الإضافات التى تضاف للأغذية كمكسبات اللون والطعم و الرائحة والمواد الحافظة ، و طبخ الطعام بدون تغطيته ، و الإجهاد ،و المبيدات الحشرية ، و التلوث البيئى ،و التدخين. البطيخ غني بمادة الليكوبين، و هى صبغة طبيعية مسؤولة عن لون البطيخ الأحمر ، و الغريب أنها تتواجد فى البطيخ أكثر من الطماطم مرة و نصف . الليكوبين مادة مضادة للأكسدة طبيعية قوية المفعول ، و تمنع تراكم الشوارد الحرة التي تتكون مع عمليات التمثيل الغذائي ، و توقف تأثيرها المدمر على خلايا الجسم ، و تفيد القلب فى الوقاية من الأزمات القلبية والسكتات الدماغية وتصلب الشرايين المبكر خاصة في منتصف العمر ، و تحمى الجلد من التأثير الضار لأشعة الشمس ،و تزيد من تماسك خلايا الجلد مع بعضها البعض مما يؤخر من ظهور تجاعيد الشيخوخة ، وتحمى من سرطانات القناة الهضية، و سرطان عنق الرحق،و سرطان الثدى ،و سرطان الرئة، و سرطان البروستاتا . الليكوبين يقوى المناعة ، و يزيد من أعداد و كفاءة الخلايا المناعية القاتلة للسرطانات . توجد الكاروتينات المضادة للأكسدة في البطيخ أيضا وتشمل كميات كبيرة من مادة البيتاكاروتين المفيدة للبصر والمانعة للسرطان . البيتا كاروتين مصدر نباتى لفيتامين أ ، وله قدره على مكافحه السرطانات مثل سرطان عنق الرحم ، و سرطان المرئ ، و سرطان المعده، و سرطان الأمعاء ، و سرطان الرئه ، و سرطان الحلق ، و سرطان الرقبه ، و سرطان الفم. الكاروتينات مثل الليكوبين تزداد أيضا مع نضج البطيخ . من مميزات البطيخ أيضا أنه غنى بالأحماض الأمينية، مثل السيترولين ، وهو من الأحماض الأمينية التي يتم تحويلها داخل أجسادنا إلى الأرجينين ، و سمى بذلك إشتقاقا من كلمى سيترولاس وهى مرادف كلمة بطيخ باللغة اللاتينية . الأرجينين حمض أميني هام له حوالى مائة فائدة لصحة الإنسان ، يرفع المناعه ، و يخفض الكوليستيرول و الدهون الضاره بالدم ، و هو هام جدا لالتئام الجروح والحروق والشفاء بعد العمليات الجراحية، و يساهم بقوه فى تكوين البروتينات ، و ينشط الانقسام الخلوي ،و ينشط إنتاج هرمون النمو ، و يساهم فى التخلص من الغازات الضاره والأمونيا ، و يولد أوكسيد النيتريك الذى يوسع الأوعيه الدمويه ،و يزيد من أعداد الخلايا الأكولة التى تلتهم الخلايا الضارة والميكروبات ، و يزيد من افراز مضاد الالتهابات الطبيعية القوية المفعول التى تحد من كافه الالتهابات والتفاعلات المناعيه التى تسبب ظهور أعراض الحساسيه ، و يفيد مرضى الربو وحساسيه الأنف . البطيخ أكثر الفواكه ثراء بالفيتامينات والمعادن مقارنة بالكمية التى يكتسبها الجسم . السعرات الحرارية فى البطيخ 50 سعر حرارى لكل مائة جرام . البطيخ مصدر ممتاز لفيتامين سي ، و مصدر جيد جدًا لفيتامين أ . هناك فيتامين أ بنسبة 5 مجم لكل 100 جرام ، وهو هام للبصر و منشط للمناعة و المناعة المخاطية فى الجهاز التنفسي و الجهاز الهضمى ، و فيتامين سى 10 مجم ، و هو يرفع المناعة ، و مضاد للأكسدة ، ويحافظ على تماسك الأنسجة الضامة . يحتوي كل 100 جرام من البطيخ على حديد حوالي 30 مجم ، وهو هام للوقاية من الأنيميا و ضرورى للذكاء و المناعة . الماغنسيوم فى البطيخ 20 مجم لكل 100 جرام، وهو مهدئ و مانع للسرطان ، و يقى من التشنجات وآلام المفاصل والرعشة والشد العضلي، و يساعد علي ارتخاء الأوعية الدموية ورفع كفاءة الجهاز العصبي ويساعد في توسيع الشعب الهوائية ومنع الجلطات. فى كل 100 جرام يحتوى البطيخ على 15 مجم من الفسفور، و هو هام للقوى الفكرية والجسمية ، و بوتاسيوم 15 مجم ، وهو مهدئ وهام للأعصاب ولوظائف العقل والعضلات والقلب وينظم اتزان التفاعلات الحمضيه والقلويه داخل الدم واستقرار الماء داخل الدم والأنسجه ، ويساعد فى بناء البروتينات و النشويات وهام جدا للنمو . يحتوى البطيخ أيضا على فيتامين ب6 ، الذى يسبب نقصه التهابات جلدية و التهابات اللسان و الإكتئاب والقئ و التشنجات . أثبتت الدراسات الحيوانية و البشرية أن نقص فيتامين ب 6 يؤثر على المناعة ، و نقصه يقلل من إنتاج الأجسام المضادة المناعية ، و الاستجابة المناعية و نمو و نضج الخلايا المناعية . فيتامين ب6 ضروري لأكثر من مائة من الإنزيمات التى تشارك في عمليات التمثيل الغذائي و تحلل الأحماض الأمينيه غير الأساسيه ، وتحلل الجليكوجين لإطلاق الطاقه ، و تصنيع الهيم و هو الجزء الغير البروتيني من الهيموجلوبين الذى يحمل الأكسجين من الرئتين إلى أنسجة الجسم ، و تصنيع الأحماض النوويّة ، و النمو الطبيعى للأطفال. يعتبر فيتامين ب 6 هام لتحويل الحمض الأميني تريبتوفان إلى النياسين و هو فيتامين ب 3، و الموصل العصبى سيريتونين و هو هرمون السعادة ، والعديد من الموصلات العصبيّة الأخرى، مثل الأدرينالين و النورأدرينالين ، و الهيستامين الذي يشارك في الاستجابات المناعية ، و يعمل كموصل عصبي ، و الاستجابة الالتهابية و محفز للإفرازات المعويّة . فيتامين ب 6 هام أيضا لتكوين الجابا و هو حمض جاما أمينوبيوتيريك ، و يعد من أهم الأحماض الأمينية التي يتم إنتاجها داخل أجسادنا ، و يعمل بمثابة موصل عصبي مثبط للمخ لتهدئة الخلايا العصبية حتى لاتجهد من العمل. يتم تكوين الجابا من الجلوتاميت و هو موصل عصبى منشط ضروري للمخ ، و يحدث توازن بين مستوى الإثارة في الخلايا العصبية الناجم عن الجلوتاميت، و التثبيط الناتج عن الجابا مما يساعد على ضمان عدم الإفراط في التحفيز أو القلق. تشمل فوائد الجابا تهدئة النشاط الزائد ، و تحسين المزاج ، و زيادة القدرة على التركيز ، و تعزيز الاسترخاء ، و السيطرة على الإجهاد . فيتامين ب 1 موجود فى البطيخ أيضا ، وهو هام لإنتاج الطاقه ، و للحفاظ على الشهيه الجيده ، و الهضم ، و اتزان الأعصاب ، و له دور هام فى نمو الأطفال ، و القدره على التعلم و تذكر المعلومات . توجد بالبطيخ أيضا ألياف غذائية ترفع المناعة و تحد من السرطانات و الحساسيات.
